السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الأضحية.. قربة إلى الله وتوسعة على الفقراء

الأضحية.. قربة إلى الله وتوسعة على الفقراء
10 سبتمبر 2015 23:49
القاهرة (الاتحاد) شرع الله الأضحية لتكون يوم العيد وما بعده توسعة على الناس، في هذا اليوم من أيام الله، الذي خلده بهذه الشعيرة، والأضحية سنة مؤكدة في معظم المذاهب، وواجبة عند أبي حنيفة، والأضحية عبادة وقربة إلى الله، والقربات والعبادات منها ما هو محدد بأوقات معينة مثل الأضحية، فوقتها محدد بكونه بعد صلاة عيد الأضحى، ويقدم العلماء شروط وآداب وأحكام الأضحية حتى تكون الشعيرة صحيحة ومطابقة لما ورد في القرآن والسنة. من أفضل الأعمال يقول الدكتور نصر فريد واصل، مفتى مصر الأسبق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: «الأضحية من أفضل الأعمال التي ينبغي أن يتقرب بها المسلم إلى خالقه سبحانه وتعالى في هذه الأيام المباركة، فقد ورد الأمر الإلهي بها في قول الحق سبحانه «إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر»، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الأضحية، وأخبرنا بأنها تأتي بقرونها وأشعارها وأظلافها لتشفع لصاحبها يوم القيامة، وكان صلى الله عليه وسلم، القدوة والمثل في الفداء والتضحية، وقد ثبت أنه ضحى بكبشين أملحين يخالط بياضهما سواد أقرنين أي لهما قرون. لذلك كانت الأضحية سنة مؤكدة ويكره تركها بالنسبة للمسلم القادر عليها، والقدرة تتوافر بوجود المال الذي يفي بحاجة الأضحية من دون حرج أو استدانة، ولذلك لا مجال لما يحدث في بعض البلدان العربية والإسلامية من شراء الأضحية بالتقسيط، وإن كان هذا السلوك في حد ذاته يعبر عن حرص المسلم على أداء شعيرة إسلامية ويتأسى بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط أن يلتزم في توزيعها بما حث عليه الإسلام، وأن يطعم منها الفقراء والمحتاجين، ولا يستأثر بها لنفسه ولأهل بيته كما يفعل كثير من البسطاء ومحدودي الدخل. والذين يذبحون ويأكلون ذبيحتهم كلها، يحرمون أنفسهم من أجر وثواب الأضحية، فالهدف من الأضحية هو التوسعة على الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة، فالأضحية في عيد الأضحى تماثل زكاة الفطر في رمضان. شعيرة إسلامية وأكد الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الأضحية شعيرة إسلامية تضافرت الأدلة علي شرعيتها، يقول الحق سبحانه: « فصل لربك وانحر» وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظفارها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفساً». وأكد أن للأضحية شروطاً يجب توافرها ولا تصح إلا بها، فتكون من الإبل أو البقر أو الغنم من الذكور أو الإناث، ويجب أن يكون سن الإبل خمس سنوات، والبقر سنتين، والغنم سنة، ويدخل في الغنم الماعز، وأجاز بعض الفقهاء أن يكون سن الغنم ستة أشهر، أما الماعز فلا يقل عن سنة، وتكفي الناقة أو الجمل عن سبعة وكذلك البقرة، أما الشاة فتكفي عن واحد، والواحد يعني الأسرة. ومن السنة أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه إن كان يحسن ذلك، لكن من لا تسمح ظروفه بذلك أو كان لا تتحمل مشاعره أن يذبح بنفسه، يجوز له توكيل من يقوم بالأضحية نيابة عنه، ويفضل أن يكون من أهل بيته. شروط مهمة وحدد الفقهاء شروطاً عدة يجب توافرها في الأضحية، يوضحها الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قائلًا: «إن المقصود بالأضحية هي ما يذكي من الأنعام تقرباً إلى الله عز وجل في أيام النحر بشرائط مخصصة، وذلك إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام في الفداء، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم في الفعل، بالإضافة إلى أنها تعبير عن الشكر لله والتقرب إليه، لأن إراقة دم الأضحية ذبحاً أو نحراً وسيلة للتوسعة على النفس والغير من الأهل والجيران والفقراء، وهذا تحدث عملي تطبيقي بنعم الله تعالى، وأما بنعمة ربك فحدث. ويشير إلى أن هناك عدداً من الشروط والمواصفات اللازمة لصحة الأضحية، منها: الإسلام، والإقامة والقدرة فيمن يقوم بالأضحية، فلا تصح شرعاً من غير المسلم، ولا تكون على المسافر، ولا على من يحتاج إلى ثمنها في ضرورياته وحاجياته الأساسية. ويوضح أن إراقة الدماء في الأضحية لابد منها، فلا يصح فيها البدل بالقيمة ولا صدقات بدلًا منها. غلاء الأسعار ويؤكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق أن غلاء الأسعار ليس مبرراً للعبث في شروط الأضحية لذا لا يجوز بأي حال من الأحوال التلاعب فيها، ويجب أن تكون ملكاً للمضحي أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع أو من قبل المالك فلا تصح التضحية بما لا يملكه كالمغصوب والمسروق والمأخوذ بدعوى باطلة ونحوه، لأنه لا يصح التقرب إلى الله بمعصية، كما يشترط أن لا يتعلق بها حق للغير، فلا تصح التضحية بالمرهون، ويجب أن يضحي بها في الوقت المحدد شرعاً، وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة. الرفق بالحيوان يؤكد العلماء أن التعامل مع الحيوان بقسوة أمر ترفضه شريعة الإسلام وتدين سلوك كل مسلم يفعل ذلك حتى وهو يذبح أضحيته، ولذلك جاءت توجيهات الفقهاء بضرورة توافر شروط معينة عند الذبح، فلابد أن يكون بآلة حادة حتى لا يتألم الحيوان، وأن يسرع الذابح، ويحد الشفرة بعيداً، وكذلك ضرورة سَوقها إلى المذبح برفق، وعرض الماء عليها قبل ذبحها، وعدم المبالغة في القطع حتى يبلغ الذابح النخاع، أو يفصل رأس الذبيحة حال ذبحها، وكذلك سلخها قبل أن تبرد، لما في ذلك من إيلام لا حاجة إليه. تشفع الأضحية بقرونها وأشعارها لصاحبها يوم القيامة نصر فريد واصل شعيرة إسلامية تضافرت الأدلة علي شرعيتها محمد رأفت عثمان هناك شروط ومواصفات لازمة لصحتها أحمد كريمة يجب أن تكون ملكاً للمضحي لا مسروقة ولا ومرهونة محمود عاشور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©