دبي - محمود الحضري:
أفادت إحصائيات استهلاكية ودولية، وأرقام عن مجلس الذهب العالمي بأن العالم أنفق أكثر من 45 مليار دولار العام الماضي على شراء الذهب، وسيتجاوز هذا العام 50 مليار دولار، مع نمو المبيعات للمعدن الأصفر بنسبة لا تقل عن 10% في المتوسط العام، وان تجاوزت هذه النسب في بعض الدول، مثل الهند التي من المرجح أن تتجاوز 40%، وتؤكد الاحصائيات بأن الذهب ما زال يتربع على رأس وسائل الادخار في العام، والأكثر أمانا، بالرغم من الارتفاعات المتتالية للاسعار خلال العام المنتهي·
وقال معاذ بركات المدير الإقليمي لمجلس الذهب العالمي: يحتل الذهب عرش الحلي والمجوهرات في الهند، وتوضح الأرقام بأن الهند تستهلك أكثر من خمس الإنتاج العالمي للذهب، وهذا يدل وبوضوح على مدى تغلغل الذهب في حياة وثقافة الشعب الهندي، وحيث لا يكاد يمر عيد ديني أو مناسبة اجتماعية خاصة في الهند دون أن يكون إحدى عاداتها شراء الذهب، وخاصةً في الأعياد الدينية الهندوسية، كما أن أغلب مستهلكي الذهب في الهند هم من الفقراء والفلاحين، حيث يجد هؤلاء القرويون البسطاء أن أضمن مجال للاستثمار السهل هو شراء الذهب·
وأكد على أن الذهب ما زال أفضل وسيلة استثمار بعد أن ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ 22 عاماً، إلا أن الخبراء يحذرون من الآثار السلبية لحمى اقتناء الذهب على الاقتصاد الهندي الذي أصبح واحداً من أسرع الاقتصاديات الآسيوية والعالمية نموا·
وذكر بأن الملفت للنظر هو أن 60% من الذهب إلى المناطق الريفية من الهند والصين ومنطقة الشرق الأوسط، وهي أكثر دول العالم استهلاكاً للذهب إلى جانب أميركا، لافتا إلى أن الخبراء يرون أن ذلك يرجع إلى أن الدخل الزراعي غير خاضع للضريبة، ولأن النساء غير المتعلمات يفضلن الاستثمار في الذهب كضمان·
وأضاف معاذ: تشتري الهند على الأقل خمس إنتاج العالم من الذهب سنويا، كما يرى الخبراء وجود ما يتراوح بين 15 ألفا و20 ألف طن من سبائك الذهب والمجوهرات، في أقبية المصارف الهندية والخزائن في المنازل التي توجد بها نصف مدخرات البلاد، وتمثل هذه السبائك 11% من إجمالي إنتاج الذهب في العالم·
وقال: تنتج جنوب أفريقيا 72% من إجمالي إنتاج الذهب في العالم، تليها الولايات المتحدة واستراليا والصين وكندا وروسيا واندونيسيا وغانا والبرازيل والأرجنتين، وعلى الرغم من أن الهند ليست من أكبر الدول المنتجة للذهب إلا أنها أكبر مستهلك للذهب في العالم، فهي تستهلك ضعفي استهلاك أميركا، على الرغم من أن الناتج القومي الهندي يبلغ 1 على 20 فقط من إجمالي الناتج القومي الأميركي· ويرى معاذ الطبيعي بأن هناك علاقة بين عدد السكان وبين كمية استهلاك الذهب، فهناك 1,2 مليار صيني، ومليار هندي، و300 مليون عربي، و60% من إجمالي هذه الشعوب تشتري وتخزن الذهب بشكل منتظم، وأشار إلى أن المخزون من الذهب لدى الهند يمثل أهمية اقتصادية، خاصة أن قيمة هذا المخزون تصل إلى حوالي ثلث إجمالي حجم الاقتصاد الهندي، ويصل إجمالي حجم الاقتصاد الهندي إلى 690 مليار دولار·
إلي ذلك تنطلق فعاليات معرض ساعات ومجوهرات دبي اليوم ويمتد الى 16 ديسمبر الجاري في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة 383 شركة من 24 دولة مشاركة، وعدد كبير من المصنعين الرواد العالميين، وبائعي الجملة والتجزئة الذين يتطلعون إلى الاستفادة من هذه السوق الإقليمية المزدهرة، وأكد هلال سعيد المري مدير عام مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض في مؤتمر صحفي أمس على أهمية موقع دبي التجاري، لافتا الى أن دبي سجلت زيادة قياسية في تجارة الذهب والمجوهرات بلغت 300 في المائة خلال العقد الماضي باعتبارها محطة رئيسية في طريق تجارة المجوهرات، وهو ما ساهم في جعل المنطقة من أكثر الأسواق المزدهرة عالميا، كما أن هناك شركات كثيرة تتطلع لدخول هذا السوق، ويعتمدون معرض ساعات ومجوهرات دبي كمنصة استراتيجية لفتح قنوات أعمال جديدة في المنطقة·
وأوضح المري أهمية منتدى المجوهرات الأول في دبي الذي يقام على هامش المعرض، والذي يأتي إيمانا بدورنا الأساسي في المشاركة في تطوير صناعة المجوهرات والساعات، فقد قمنا بإطلاق المنتدى بالتزامن مع الدورة الثانية عشرة لمعرض ساعات ومجوهرات دبي ،2006 منوها إلى أهمية معرض ساعات ومجوهرات باعتباره منصة أساسية للصناعة لتطوير وتقوية الروابط التجارية على مستوى العالم وفي أرجاء المنطقة· وقال: ساهمت عوامل كثيرة منها ارتفاع قيمة الذهب في النصف الأول من عام ،2006 إلى جانب الاهتمام المتزايد بالألماس والأحجار الكريمة باعتبارها استثمارا بديلا عن الذهب، في زيادة عدد المشاركين في معرض ساعات ومجوهرات دبي، واستجاب معرض ساعات ومجوهرات دبي للتحولات المرتبطة بقطاع المستهلكين بتوفيره خيارات متنوعة في سوق المجوهرات· ويشهد معرض هذا العام زيادة في نسبة تمثيل الشركات العاملة في ميدان تزويد الألماس بنسبة 20 بالمئة، بينما تبلغ زيادة شركات تزويد الأحجار الكريمة 16 بالمئة، وتسعى الكثير من البلدان إلى الاستفادة من فرصة المشاركة في المعرض للارتقاء بمستوى تمثيلها التجاري مثل الهند، التي خُصص لها أكبر جناح في المعرض، تليها هونج كونج، إيطاليا، تايلاند، تركيا، بلجيكا، تايوان وكوريا·
وتشارك مصر في معرض ساعات ومجوهرات دبي للمرة الأولى، وهي تطمح أن تجذب من خلال مشاركتها هذه أعدادا كبيرة من المستهلكين في سوق المنطقة، ويضم الجناح الإيطالي أكبر عدد من العارضين، وسيضم منصة آلات تصنيع المجوهرات والتي ستستقطب الكثير من الشركات المحلية العاملة في ميدان صناعة المجوهرات·
وسيتضمن معرض ساعات ومجوهرات دبي 2006 إطلاق علامة (روزي بلو) في الشرق الأوسط، وعرضا لمجموعة ''ألماس دبي'' من ''دهماني''، مجموعة رائعة من ''إسكادا'' و''شوكوليت بيرلز'' من ''يورو بيرلز''، إلى جانب الحدث الأكبر وهو عرض عقد ألماسي 30 قيراط يبلغ ثمنه 10 ملايين دولار من ''بيت المجوهرات''· ومن بين الفعاليات المميزة في معرض ساعات ومجوهرات دبي لهذا العام ''معرض مجوهرات العام'' والذي يحتفل برواد الصناعة، بالإضافة إلى مزاد خيري وإطلاق علامة ''روزي بلو'' التجارية، كما سيتم اختيار الفائزين بالجوائز من خلال لجنة تحكيم تضم حكاماً مختصين بهذه الصناعة لتكافئ المبدعين والمواهب المتميزة مثل أفضل سلسلة شركات، أفضل حملة إعلانية، أفضل مصمم في الإمارات، أفضل مصمم عالمي، جائزة دبي جولد وجوائز ألماس دبي· وينظم المعرض مزاد خيري على ثلاث مجموعات من الألماس تبرعت بها شركة روزي بلو، وسيخصص ريع المزاد لدعم برنامج مستقبل دبي المشرق الذي تنظمه جمعية أمراض السكري الإماراتية، كما تنظم شركة داماس عرضاً للمجوهرات في الساعة السابعة من يوم 15 ديسمبر، حيث ستتألق علامات تجارية بارزة مثل ''المنثورة''، ''ليجيسي''، ''هارموني'' و''رومانس''، إلى جانب تشكيلة مميزة من ساعات (فاروتي)·
وتقام على هامش المعرض ندوات ومنتديات تسلط الضوء على التطور الذي تعيشه صناعة المجوهرات والساعات المحلية من خلال منتدى الأعمال الأول الذي يعقده مركز دبي التجاري العالمي، والذي يركّز على دور الإمارات الهام في تسهيل تجارة الألماس من وداخل المنطقة، كما ستقوم شركة (دايموند تريدنج) بتنظيم ندوات وحلقات بحث على مدار ثلاثة أيام، بالإضافة إلى ورشات عمل للصاغة والمهتمين في الإمارات·
عدد اليوم
