بواس يرفض رفع راية التحدي في مواجهة «السير»

تتجه الأنظار إلى ملعب أولد ترافورد لمتابعة قمة مانشستر يونايتد وتشيلسي في الأسبوع الخامس للبريميرليج، ومن المتوقع أن تكون المواجهة التي تقام اليوم حافلة بالإثارة لأكثر من اعتبار، على رأسها التأكد من قدرة المدرب البرتغالي الشاب أندريه فيلاس بواس 33 عاماً على خلافة مواطنه جوزيه موورينيو. ووفقاً لما قاله ستيفين هاوارد في مقال بجريدة الصن، فإن المباراة تكمن أهميتها في وقوع بواس في اختبار حقيقي لإثبات جدارته بالحصول على لقب “مورينيو الجديد” باعتبار أن الأخير هو إحدى ظواهر التدريب في العالمية في السنوات الأخيرة، كما ان هناك تشابهاً بين بدايات كل منهما في عالم التدريب. وانطلاقاً من أن نتيجة المباراة لن تكون مؤثرة بدرجة كبيرة على سباق القمة، فإن الباعث الأقوى للإثارة هو رغبة الملايين في متابعة الأداء التكتيكي للمدير الفني للبلوز، والذي تلقبه الصحافة البريطانية بـ”ايه في بي” وهي الحروف الأولى من المقاطع الثلاثة التي يتكون منها اسمه، وقد نجح بواس في قيادة تشيلسي في 5 مباريات حتى الآن، لم يتلق خلالها أي هزيمة، من بينها 4 مباريات في بطولة الدوري، حقق خلالها الفوز في 3 مواجهات وتعادل في مباراة، كما نجح في قيادة البلوز للفوز على باير ليفركوزين الألماني في ضربة البداية لدوري الأبطال. وقد اعتبر مقال جريدة “الصن” أن جميع المباريات التي خاضها بواس على رأس الجهاز الفني لتشيلسي ليست كافية للحكم على قدراته التدريبية، خاصة أنها كانت أمام أندية ضعيفة أو متوسطة المستوى، وهو ما يجعل من مباراة اليوم التي يواجه خلالها أحد أقوى أندية العالم، وفي ملعب الأولد ترافورد الذي يبتسم غالباً لـ”الشياطين الحمر” اختباراً حقيقياً له. واكتسب مورينيو في فترات توليه قيادة تشيلسي شعبيته ومكانته الكبيرة بفضل المباريات التي قاد خلالها الفريق اللندني للفوز على مان يونايتد، حيث تمكن في أول مواسمه مع البلوز من قهر فريق أليكس فيرجسون ذهاباً وإياباً، وخلال 6 مواجهات في بطولة الدوري لم ينجح يونايتد في الفوز على تشيلسي خلال فترات قيادته من جانب مورينيو إلا في مناسبة واحدة. ولعل المقارنات الدائمة بين بواس ومورينيو تضع الكثير من الضغوط على كاهل المدرب الشاب في أول مواسمه مع الدوري الإنجليزي، إلا أنه يمكنه بدءا من اليوم إثبات أحقيته بمثل هذه المقارنات، ووفقاً للمقال المنشور بالصحيفة البريطانية فإن بواس أكثر هدوءا واتزاناً من مورينيو، وأكثر ثقة في النفس، وهو صاحب تصريحات متوازنة على العكس من مورينيو الذي يثير عواصف من الجدل في غالبية تصريحاته. يرفض تحدي في تصريحاته التي سبقت مواجهة الليلة رفض بواس اختصار المواجهة بين “البلوز” و”الشياطين الحمر” في التحدي القائم بينه باعتباره مدرباً شاباً وبين المخضرم فيرجسون قائد مسيرة اليونايتد، حيث قال: “أعتقد أنه ليس من المنطقي أن يتم اختصار المباراة في صراع بين اثنين من المدربين مهما كانت الظروف والدوافع، أهمية المباراة بالنسبة لي تكمن في أنها فرصة رائعة للاعبي تشليسي لإظهار قدراتهم، وإثبات قدرتهم على الاستمتاع بكرة القدم بعيداً عن الضغوط”. وكان فيرجسون قد عبر عن انبهاره بالطريقة التي تأقلم فيها بواس مع البيئة المحيطة به بعد أن جاء من بورتو الصيف الماضي، وقال: “لقد بدأ المدرب الجديد بصورة جيدة جداً، بالنسبة لشاب جاء إلى تشيلسي، إنه تحد هائل”. وأضاف: “إنه تحدٍ صعب في سنه لكن عندما تذهب إلى نادٍ جديد، فإنك تأمل في الحصول على استجابة فورية، وقد حصل بواس على ذلك، لدى الفريق خبرة كبيرة وسيشكلون دائماً تحدٍ لنا”. ورفض بواس المبالغة في تقدير أهمية مباراة اليوم، وقال: “أي شيء يحدث في هذه المباراة، وأي نتيجة تنتهي بها لن تعني أي شئ، فالموسم لازال في بداياته، لا يمكن القول إنها مباراة حاسمة، وهي على الرغم من ذلك لها أهمية في أنها سوف تشكل دافعاً للمنتصر لمواصلة المسيرة، وللمهزوم في ضرورة تدارك العيوب والمشاكل”. ومن المقارنات الطريفة بين بواس وفيرجسون أن الأول من مواليد عام 1977، أي أنه ولد بعد أن بدأ فيرجسون مسيرته التدريبية بـ 4 سنوات، وفارق كبير من الخبرات يصب في مصلحة فيرجسون، وتقول الإحصائيات أن الأخير خاض على مدار 37 عاماً من الخبرات التدريبية 2053 مباراة محققاً الفوز في 1187 مباراة، والتعادل في 475، وتلقى 391 هزيمة، كما حصل على 44 بطولة مع مختلف الأندية التي تولى تدريبها وخاصة مان يونايتد الذي يجلس على مقعد الإدارة الفنية له منذ عام 1986. في المقابل، بدأ بواس مشوراه مع التدريب قبل 10 سنوات فقط، وخاض كمدرب 93 مباراة فقط، فاز في 62 مواجهة، وتعادل في 15، وتلقى 16 هزيمة، وحصل على 4 بطولات جميعها مع بورتو البرتغالي.