مع بداية العد التنازلي لانطلاقة دورة كأس الخليج في الإمارات يوم 17 يناير القادم تتركز الأنظار بشكل خاص على المنتخب القطري الذي يذهب إلى أبوظبي للدفاع عن لقبه باعتباره بطلا لآخر دورة خليجية ·
وكثيرة هي اللقاءات التي يجريها الشيخ حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري هذه الأيام لكنه يحرص فيها جميعا على إيصال معنى واحد وهو أن اتحاد الكرة القطري لا يشغل باله كثيرا بالفوز بالدورة ·
قد تكون هذه مناورة من الشيخ حمد الذي يهدف إلى تخفيف الضغط على نجوم المنتخب القطري ، لكنها بالتأكيد تكشف عن طريقة تفكير الاتحاد القطري في المرحلة القادمة والتي تهدف كما يؤكد مسؤولوها في تجاوز التركيز على البطولات الإقليمية والانطلاق ناحية فضاء اكبر يتمثل في الوصول إلى العالمية ·
في بداية اللقاء أكد الشيخ حمد أن استعدادات المنتخب القطري لكأس الخليج عادية جدا وقال : لن نضخم الأمور لأن البطولة نعتبرها تأتي في إطار الإعداد جيد للمنتخب في مشوار تحضيره الطويل للمنافسة على البطولات القارية والوصول إلى العالمية ، وفي هذا الصدد المنتخب لن يدخل معسكره الخاص بالبطولة إلا قبلها بخمسة أيام على الأكثر ·
ومع ذلك لا نريد أن نضغط على اللاعبين رغم أننا ندخل البطولة دفاعا عن اللقب ولكن هذا الأمر نحاول الا نجعله عامل ضغط علينا بل نطالب اللاعبين بالتحرر من الضغط وخوض البطولة كأنها بطولة تنشيطية ونعلم ان الجماهير يهمها الفوز بالبطولة ·
وأضاف : طموح الكرة القطرية في هذا الوقت يتجاوز الإقليمية حيث نسعى للوصول إلى العالمية ، خاصة أن البطولة ليس لها تصنيف دولي وليس معترفا بها من قبل الاتحاد الدولي وبالتالي درجة الاستفادة الفنية تكون ضعيفة وغير مجدية بالشكل الكافي ،لكن مشكلتنا نحن كخليجيين وهو الأمر الذي يجعلنا ندور في حلقة مفرغة ونعود لنفس المكان أن كلا منا يريد أن يكون أفضل من الآخر وهو ما يسبب حساسيات خاصة بين الجماهير ·
واستطرد بالحديث : يجب أن نتعامل باحترافية أكثر ونصل لمرحلة أن نتعامل مع بعض كأشقاء وأخوة على المستوى الاجتماعي فقط ولكن يجب أن يتغير الوضع في الحياة العملية التي يجب أن نخرجها بعيدا عن العواطف والمجاملات ومشكلتنا الخليجية والعربية أن عامل المجاملات هو الغالب على العلاقات المشتركة بيننا وهو أمر أصبح غير مجد ولا يؤدي لفائدة أو مصلحة للطرفين بل قد يترتب عليه خلق مشاكل مستقبلية نحن في غنى عنها لو كانت تعاملاتنا تخضع للأسلوب العملي البعيد عن العواطف وعلى سبيل المثال عندما اعترضنا على اجراءت القرعة في خليجي 18 ، كان اعتراضنا نابعا من ممارسة حق من حقوقنا ولكن الأخوة في الإمارات أخذوها بحساسية وترددت الأنباء أن قطر ستنسحب وخلافه خاصة فيما يتعلق بفاروق بوظو ، عندما نقول ملاحظات أو نبدي اعتراضا ليس معناه أننا غاضبون أو رافضون المشاركة ·
انظر إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ولأي لعبة أخرى تجد دوله وأعضاءه مترابطين وبقوة رغم عدم توحد الثقافات والديانات بينما نحن ثقافة واحدة ودين واحد وعادات تكاد تكون واحدة ومع ذلك تقع الخلافات والمشاحنات بين الحين والأخر ·
أهداف عالمية
وأضاف قائلا :''في قطر لدينا اتجاه لأن نخرج من دائرة الصراعات الخليجية والتنافس الخليجي المفرغ الذي لا يفيد كثيرا والنظر إلى التنافس مع مستويات أقوى وتفيدنا في تحقيق الخطط الرامية إلى الوصول بالكرة القطرية والمنتخب القطري إلى العالمية ،ولتحقيق هذه الغاية وضعنا مجموعة من الخطط ، في المسابقات استطعنا وضع استراتيجية وحولنا دورينا لدوري محترفين واتجهنا في البداية لجذب الأسماء الكبيرة من اللاعبين الأوروبيين للفت الأنظار للدوري القطري بالإضافة لرفع مستوى البطولة من خلال خوض فرق الدوري لمباريات قوية بعد ان اصبح هناك لاعبون اقوياء ذوو اسماء وسمعة عالمية ·
وكانت تلك متطلبات المرحلة الأولى حيث رفع اللاعبون المحترفون مستوى البطولة فنيا وتحققت الأهداف التي كنا ننظر اليها وفيما بعد بدأنا الاهتمام بالدوري نفسه وجعلنا هدف رفع مستواه العام يأتي في المقام الأول ·
وعلى هذا الأساس استطيع التأكيد على أن جدول مباريات البطولة أصبح من المقدسات التي لا تمس لأن الاستقرار يعتبر أول خطوة تساعدنا للوصول للمرحلة التي نريد · وقد يرى البعض ان تمسكنا بمواصلة الدوري دون توقف من اجل عيون الاتحاد العربي نوع من الغرور ، اعترف بها كبطولة عربية جيدة ولكن مشكلتها عدم تحديد مواعيد البطولة من قبل مثل بطولة الاتحاد الآسيوي ·
ونحن نحب ان يسير الجدول الخاص بالبطولة المحلية دون عرقلة لأن كثرة التوقفات تؤثر على سير البطولة ولدينا لاعبون بالملايين كما تؤثر على جاهزية لاعبي المنتخب وتؤدي لهبوط المستوى العام للفرق ·لأنه ليس من المعقول أن نلعب أسبوعا أو اثنين ثم نتوقف ثم نواصل وهكذا لو تعاملت مع الدوري القطري بهذه الطريقة كما تفعل بعض الدول المجاورة يكون من الأفضل أن الغي الدوري المحلي ·
وواصل الشيخ حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني حديثه قائلا :'' ليس هدفنا أن نكون الأول والأفضل بل ان تكون بطولاتنا ذات مستوى عال وتجذب انظار العالم العربي او الأوروبي · دون أن نغفل حقيقية وجود مسابقات عربية قوية مثل الدوري السعودي القوي والدوري الإمارات ، علاوة على الكويتي والتي تقف بعض المعوقات أمام ازدهاره لكن ذلك لا يمنع أن يضم لاعبين جيدين ·
والخطوة الثانية كانت تتمثل في التركيز على بناء منتخب جديد حيث لا يتعدى عمر اللاعبين ال22 عاما · منذ خسارتنا أمام الأردن بعمان وخروجنا من تصفيات كأس العالم 2006 علاوة على عدم تحقيق نتيجة في كأس آسيا، أدخلت تغييرات على المنتخب حيث جرى تغيير الجهاز الفني للمنتخب·
تجديد المنتخب
وأكد رئيس الاتحاد القطري وجود خطة لتجديد المنتخب بالكامل وأضاف قائلا :'' في نفس الوقت كان لدينا منتخب ناشئين يضم لاعبين جيدين على رأسهم خلفان ولم يتم اختيارهم وكان عندنا في كأس الخليجي 17 بقطر ووقتها وضعنا خطة تجديد المنتخب بالكامل والاعتماد على اللاعبين الصغار من اجل إيجاد منتخب قوي قادر على بلوغ تصفيات كأس العالم في 2010 وحتى الآن يسير المنتخب بالشكل الجيد ولدينا ثقة كبيرة في الجهاز الفني الذي فضل استبعاد اللاعبين الكبار لوجود استراتيجية معينة تحتاج للاعبين الصغار وبالتالي أراح اللاعبين الكبار حيث أمامه الأسياد حاليا وقبلها تصفيات كأس آسيا حيث بلغ المنتخب النهائيات بكل ثقة وقوة وهي كلها مؤشرات تؤكد أن المنتخب يسير بخطى ثابتة ·
في الآسياد المنتخب القطري لعب 4 مباريات وقدم مستويات طيبة في البداية ثم تراجع الأداء أمام اوزباكستان لكن استطاع الفريق التغلب على الإمارات والتأهل بعد ما استرد الثقة في نفسه وبشكل عام لم تكن مباريات الدور الأول بالشكل الذي نطمح له ولم يكن الفريق الذي نعرفه وفي مباراة دور ال8 كان المستوى مقبولا ولكن هناك خطا تصاعديا للأداء والانضباط التكتيكي ولم تكن فرص ضائعة بالنسبة لنا ونحن نعلم أن المنتخب القطري لديه إمكانات أفضل يؤديها خاصة أمام إيران مساء اليوم والمنتخب الإيراني يعد منتخبا قويا ولكنا على ثقة بتخطيه وبلغ النهائيات ·
أزمة خلفان
وحول الأزمة التي أثيرت في اختيار أحسن لاعب في آسيا ، قال : هل كانت الجائزة لأحسن لاعب في القرن أم أحسن لاعب في سنة 2006 ؟
هذا هو السؤال لأن الأخوة في السعودية يقولون الشلهوب تاريخ وقدم الكثير ولا خلاف على ذلك وعلى انه لاعب كبير ولكن الجائزة متعلقة بأفضل لاعب في هذا العام فقط وكان خلفان أكثر مشاركة ·
الشلهوب في كأس العالم تعرض لظرف وفاة والده وعاد دون أن يشارك وأنا أقول لمن استكثر الجائزة على لاعبنا خلفان هل لأن محمد بن همام رئيس الاتحاد القطري ، يحرم على لاعبينا الحصول على أية ألقاب كما أننا نريد أن نقول إننا لم نغضب لفوز لاعبي السعودية بالجائزة أكثر من مرة سواء سامي الجابر أو محمد نور وهم يستحقوها لكن معايير الاتحاد الآسيوي انطبقت على خلفان الذي أعتبره من أفضل اللاعبين العرب والآسيويين ·
ملف التجنيس
وفي ملف التجنيس طالب الشيخ حمد جميع الدول الخليجية بتجربة التجنيس وقال : انظروا إلى البحرين مؤخرا أصبحت تنافس بقوة في أكثر من لعبة بالآسياد بفضل التجنيس · وأضاف : أبوابنا في قطر مفتوحة للجميع للاستفادة من التجربة القطرية في التجنيس ، قبل أن نقدم على تجنيس أي لاعب نتأكد بصورة قاطعة انه لم يلعب لمنتخب بلده ، لأن خوضه أي مباراة يعني عدم جدوى تجنيسه كما حصل في واقعة دياكيه ·
واختتم الشيخ حديثه بالكشف عن مفاجأة حيث أكد بأن الاتحاد القطري يسعى هذه الأيام لتجنيس لاعب برازيلي لكي يلحق بالمشاركة مع المنتخب في ''خليجي ''18 وقال: لا أستطيع الكشف عن اسم اللاعب في الوقت الراهن ولكن هناك تطورات حثيثة لتجنيسه خلال الفترة القادمة·
عدد اليوم
