أحزان العرب

ظهرت المنتخبات العربية في نهائيات كأس الأمم الآسيوية في ملاعب الدوحة وهي تزهو كأوراق الربيع الخضراء تخلف وراءها رائحة الجذب الجماهيري إلى مدرجات الملاعب في المرحلة الأولى من الدور الأول، والتي تمثلت بمنتخبات الإمارات والعراق وسوريا والأردن والبحرين والسعودية، والكويت، فضلاً عن منتخب قطر البلد المنظم للبطولة. وتناسقت الأقلام العربية لترسم لوحة ربيعية ثمانية الأبعاد، كل بعد يمثل منتخباً عربياً، وأطلقت الأعنة لبنات الأفكار لتنسج حقائق الواقع مع طموحات الأمل، ويحدوها الأمل في أن يصعد نصف هذه المنتخبات العربية إلى دور الثمانية على أقله، لكن رياح الخريف هبت عالياً فحولتها إلى أوراق صفراء، خمسة منها ودعت من الدور الأول، وثلاثة منتخبات راحت تنسج طموحات وآمال الجماهير العربية في دور الثمانية الكبار، وهم «العنابي» و «النشامى» و«أسود الرافدين»، لكنهم لم يستطيعوا الوقوف في وجه الرياح العاتية القادمة من الشرق. لقد سقط المنتخب العراقي أمام نظيره الأسترالي، وقبله الأردني أمام أوزبكستان، والقطري أمام اليابان، لتكتمل لوحة الأوراق الصفراء المتساقطة، ويكتمل خريف المنتخبات العربية الثمانية. وقد تركت برودة الأداء دموعاً تساقطت على وجنات الجماهير بعد أن قدمت كل الدعم والمساندة، لكنها بفقدان الأمل أضحت صديقة الدموع، وهي تمشي في بستان الورود الذي لم تبق منه سوى الأوراق الشرقية، وتغيب النكهة العربية في المربع الذهبي التي قطفها الآخرون، لتمتلئ سلال غيرنا بالزهور مع الفرح والابتسامة يوزعونها على من حولهم، فيما يزداد وجع الدمــوع والأحـزان العربيــة.