الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البحرية الأميركية: جاهزون لضربة «قوية وسريعة» ضد دمشق

البحرية الأميركية: جاهزون لضربة «قوية وسريعة» ضد دمشق
13 سبتمبر 2013 13:49
أكد راي مابوس، الأمين العام للبحرية الأميركية، أن السفن الحربية الأميركية بالبحر المتوسط، جاهزة لضرب النظام السوري «بقوة وسرعة» إذا أصدر الرئيس باراك أوباما أمراً بذلك. في وقت اتجهت فيه الأنظار إلى جنيف، حيث بدأت المحادثات بين وفدي روسيا والولايات المتحدة بقيادة وزيري خارجية البلدين، سيرجي لافروف وجون كيري، على التوالي، بشأن مبادرة موسكو الرامية لنزع الأسلحة الكيماوية السورية لتجنب ضربة غربية محتملة عقاباً لنظام الرئيس بشار الأسد المتهم بشن هجوم بالأسلحة المحظورة بريف دمشق في 21 أغسطس المنصرم. وقبيل بدء الجلسة الأولى لمباحثات جنيف التي يشارك فيها خبراء روس وأميركيون، شدد كيري على أن بلاده وروسيا «مصممتان» على إجراء «محادثات مهمة» في جنيف حول وسائل توفير أمن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، ولن تكتفي بتصريحات دمشق حول هذا الموضوع، مكرراً موقف الولايات المتحدة من أن «القوة قد تكون مطلوبة» ضد سوريا إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية المبذولة بشأن الترسانة الكيماوية. فيما أكدت الخارجية الأميركية أنه لا تغيير في موقف واشنطن من أن «الأسد لا يمكن أبداً أن يكون جزءاً من مستقبل سوريا السياسي» رغم استعداد واشنطن للعمل مع حكومته بخصوص إزالة السلاح المحظور. وأعلن لافروف أن تسوية مشكلة الأسلحة الكيماوية السورية «تجعل من غير المجدي توجيه أي ضربة ضد سوريا»، قائلاً في مؤتمر صحفي بجنيف قبل بدء مفاوضاته مع نظيره الأميركي مساء أمس «ننطلق من مبدأ أن تسوية هذه المشكلة تجعل من غير المجدي توجيه أي ضربة ضد سوريا. نحن مقتنعون بأن شركاءنا الأميركيين يفضلون بقوة حلاً سلمياً لهذه المشكلة». وفي وقت سابق أمس، أفادت تقارير روسية لصيقة بوزارة الخارجية، بأن موسكو سلمت الولايات المتحدة خطة على 4 مراحل لتنفيذ مبادرتها القاضية بوضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي لتدميرها، تبدأ بانضمام دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في محاولة لتفادي ضربة عسكرية هددت الولايات المتحدة بتوجيهها إلى نظام الأسد رداً على الهجوم الكيماوي في منطقة الغوطة بريف دمشق. وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، إن المبادرة الروسية الخاصة بالسلاح الكيماوي السوري نجحت في تجنيب دمشق الضربة لفترة معينة، مشيراً إلى أن العمل العسكري كان سيهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، مشدداً على أنه « لا بد من الآن أن نعمل كل ما بوسعنا، كي لا تضيع هذه الفرصة سدى». وكشفت صحيفة «كومرسانت» الروسية للمرة الأولى، تفاصيل الخطة الروسية الرباعية أمس، مشيرة إلى أنه تم تسليمها الثلاثاء إلى الطرف الأميركي، رغم أن روسيا لم تعلن تسليمها للأميركيين سوى أمس الأول. وتنص الخطة التي تجري مفاوضات جنيف حولها، في المرحلة الأولى، على انضمام دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وفق ما نقلت «كومرسانت» عن مصدر دبلوماسي روسي. ثم تفصح سوريا عن مواقع تخزين وصنع الأسلحة الكيماوية، على أن تسمح في المرحلة الثالثة لمفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بالتحقيق بشأنها. وتقضي المرحلة الأخيرة من الخطة بتحديد كيفية تدمير الأسلحة، وذلك بالتعاون مع المفتشين. وذكرت «كومرسانت» التي تعرف بمصادرها القوية في وزارة الخارجية الروسية، أنه لم يتم الاتفاق بعد على الجهة التي ستتولى تدمير الأسلحة، دون أن تستبعد إمكانية قيام الولايات المتحدة وروسيا معاً بهذه العملية. وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه سيتعين على لافروف وكيري الاتفاق على كيفية تنفيذ خطط تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، قائلة إنه من المحتمل تجديد ما يعرف باسم برنامج «نان-لوجار» لنزع أسلحة الدمار الشامل الذي سيمكن واشنطن وموسكو من التعاون في تدمير الأسلحة الكيماوية السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن تمويل عمل هذه الخطة لا يمثل مشكلة. ومع استبعاد واشنطن في الوقت الحاضر أي تحرك عسكري ضد دمشق مؤقتاً لمواصلة السعي لحل دبلوماسي يعتبر بمثابة الفرصة الأخيرة، فإن الأمين العام للبحرية راي مابوس ذكر أن المدمرات الأميركية المجهزة بصواريخ عابرة، ما زالت في مواقعها في شرق المتوسط. وفي خطاب ألقاه في جامعة الدفاع الوطني بعد يوم من الخطاب المتلفز للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي دعا فيه إلى تحرك عسكري «محدود» إن رفض نظام الأسد التخلي عن ترسانته من الأسلحة الكيماوية، قال مابوس «أؤكد لكم أنه إن طلب منا الضرب، سنضرب بقوة، وسنضرب بسرعة». وأضاف مابوس «كما قال الرئيس، فإنه (الهجوم) سيكون محدد الهدف وسيحد من قدرات نظام الأسد». ويؤكد تصريح مابوس أن القوات البحرية ستكون في مقدمة أي هجوم أميركي على سوريا، حيث يتوقع أن تعتمد بشكل رئيسي على صواريخ توماهوك التي تطلق من سفن في البحر. وقد انتشرت 4 مدمرات أميركية مسلحة بصواريخ عابرة في شرق المتوسط استعداداً لتوجيه ضربات محتملة لمعاقبة نظام الأسد المتهم بشن هجوم بأسلحة كيماوية في 21 أغسطس المنصرم بريف دمشق. من جهة أخرى، ما زالت حاملة الطائرات نيميتز متمركزة في البحر الأحمر بمواكبة طراد و3 مدمرات مجهزة بصواريخ. وفي واشنطن، أعرب الرئيس أوباما، أمس، عن أمله في أن تؤدي المحادثات رفيعة المستوى الجارية حالياً في جنيف، إلى وضع نتائج ملموسة تتمثل بخطة قابلة للتطبيق لنزع أسلحة سوريا الكيماوية. وأشار أوباما إلى أن كيري في جنيف لعقد اجتماعات بشأن «موضوع أمضينا وقتاً طويلاً في بحثه في الأسابيع الأخيرة، الوضع في سوريا والطريقة التي بإمكاننا أن نضمن من خلالها عدم استخدام الأسلحة الكيماوية مجدداً ضد أبرياء». وبعيد وصول كيري الذي يرافقه فريق من الخبراء الأميركيين، إلى جنيف أمس، دعت الولايات المتحدة النظام السوري إلى الكشف بأسرع وقت عن حجم ترسانته الكيماوية وخصائصها. وقال مسؤول أميركي بارز إن الهدف من المحادثات مع روسيا «التأكد من وجود طريق إلى الأمام هنا، وأن الروس يعنون ما يقولونه.. والأهم معرفة ما إذا كان الأسد يعني ما يقول». وصرح المسؤول الذي يرافق كيري في جولة جنيف للصحفيين أمس «سنتحدث مع الروس عن حجم المشكلة. وسنتحدث مع الروس عن مختلف طرق التخلص من الأسلحة وتدمير منشآت الإنتاج ومنشآت المواد الكيماوية»، معتبراً «أنه أمر قابل للتنفيذ، لكنه صعب للغاية». وذكر جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أمس، أن «هيبة» روسيا على المحك في العملية الدبلوماسية المتعلقة بالأسلحة الكيماوية السورية. وأقر المتحدث باسم أوباما بأن الولايات المتحدة تتعامل مع هذه المرحلة الجديدة وهي «متشككة» حيال صدق نظام الأسد. وقال كارني إن روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري «وبعد أن جمدت طيلة سنتين محاولات الأمم المتحدة لمحاسبة الأسد... تمارس أو يبدو أنها تظهر أنها تريد أن تمارس دوراً بناء». ورأى كارني أن اقتراح موسكو الذي وافقت عليه الحكومة السورية «يدل على أن روسيا تضع هيبتها على المحك»، معتبراً أن المبادرة «فرصة حقيقية إذا تكللت بالنجاح». وبدوره، شدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، أمس، على أن أي اتفاق لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية يجب أن يكون قابلاً للتنفيذ، وأن يضمن عدم سقوط هذه الترسانة في الأيدي الخطأ. وقال هيج للبرلمان «ستبذل لندن كل ما في وسعها من جهد للتفاوض على اتفاق واجب التنفيذ، لوضع مخزون أسلحة النظام الكيماوية بمصداقية وثقة وسرعة تحت السيطرة الدولية لتدميرها». إلى ذلك، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن استعمال القوة في سوريا خارج الأمم المتحدة «سيشكل عملاً عدوانياً» من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع «موجة جديدة من الإرهاب» وأن «يزعزع الشرق الأوسط»، وذلك في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز». وقال بوتين إن القوة خارج الشرعية الدفاعية أو قرار من مجلس الأمن الدولي «أمر غير مقبول بموجب شرعة الأمم المتحدة ويشكل عملاً عدوانياً». وحذر بوتين من مغبة ضربة تثير خطر اتساع نطاق الصراع إلى ما وراء حدود ذلك البلد ويطلق موجة من الهجمات الإرهابية. وقال «هناك أبطال قليلون للديمقراطية» في الحرب الأهلية بسوريا، لكن يوجد عدد وافر من مقاتلي «القاعدة» والمتطرفين من جميع النحل يقاتلون الحكومة. وجدد اتهامات حكومته ودمشق بأن الهجوم الكيماوي في أغسطس الماضي، هو على الأرجح من عمل قوات المعارضة الساعية إلي إثارة تدخل خارجي.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©