الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قتيلان في إدلب و 4 آلاف سوري يفرون إلى لبنان منذ بدء الاحتجاجات

قتيلان في إدلب و 4 آلاف سوري يفرون إلى لبنان منذ بدء الاحتجاجات
18 سبتمبر 2011 11:37
قتل شخصان أمس في حملة مداهمات نفذتها الأجهزة الأمنية السورية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان . وقال المرصد السوري إن “رجلا وامرأة قتلا خلال حملة مداهمات في بلدة خان شيخون القريبة من مدينة حماة (شمال) والواقعة في محافظة ادلب”. وقتل 22 شخصا على الأقل الجمعة في سوريا برصاص أجهزة الأمن التي تواصل عملياتها في أنحاء البلاد لقمع الاحتجاجات الشعبية، وفق المرصد نفسه. ومنذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا في منتصف مارس أوقعت حملة قمع الاحتجاجات اكثر من 2600 قتيل غالبيتهم من المدنيين بحسب الأمم المتحدة. من جهة أخرى فر حوالي أربعة آلاف سوري إلى لبنان المجاور بين مارس وسبتمبر في حين تشن السلطات في سوريا حملة قمع دامية ضد حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي تهز البلاد، بحسب الأمم المتحدة. وبحسب تقرير لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي نشر مساء الجمعة، فان اكثر من 3580 نازحا سوريا سجلتهم الأمم المتحدة في السابع من سبتمبر، اكثر من 600 منهم بين الأول والسابع من سبتمبر. وقال التقرير “خلال الأسبوعين الأخيرين، دخل وافدون سوريون جدد إلى لبنان من بلدات هيت وتلكلخ وحمص حيث اندلعت صدامات”. وأوضح التقرير أن “غالبية النازحين السوريين الذين فروا من قراهم في الأسابيع الأخيرة دخلوا إلى لبنان عبر معابر رسمية، ذلك أن السلطات السورية تفرض رقابة صارمة على المعابر غير الرسمية”. وأعلن شهود عيان في شمال لبنان أنهم سمعوا عيارات نارية تطلق من الجانب السوري للحدود. وذكرت مصادر أمنية أيضاً أن بعض النازحين مصابون بالرصاص. وبحسب الأمم المتحدة ، فإن أكثر من 2600 شخص لقوا مصرعهم في سوريا في حملة القمع الدامية التي تشنها دمشق منذ منتصف مارس ضد حركة احتجاج غير مسبوقة على نظام الرئيس بشار الأسد. إلى ذلك وصل وفد نيابي روسي أمس إلى دمشق على أن يلتقي في وقت لاحق الرئيس السوري بشار الأسد وممثلين للمعارضة في محاولة لبدء عملية تفاوض، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ووكالة انترفاكس الروسية للأنباء. وقالت الوكالة السورية إن وفد المجلس الاتحادي الروسي وصل إلى دمشق في زيارة تستغرق أربعة أيام. ونقلت الوكالة عن نائب رئيس المجلس الاتحادي الروسي ورئيس الوفد ايلياس اوماخانوف قوله “انطلاقاً من السياسة المبدئية لروسيا الاتحادية التي تؤكد على عدم قبول التدخل في شؤون الدول الأخرى فنحن نؤكد استعدادنا للمشاركة والتعاون لدفع الحوار الوطني في سوريا والذي يجب أن يحدث في مناخ طبيعي دون عنف”. وأضاف أن الزيارة “تتضمن برنامج عمل مكثفا ولقاءات متنوعة مع ممثلي مختلف الفعاليات السياسية والمستقلة والمعارضة للاطلاع على توجهات هذه القوى السياسية”. من جهتها نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن اوماخانوف قوله “روسيا لا تقف لا مبالية إزاء ما يحصل للشعب السوري, لذلك نريد إيجاد الطرق التي تحول دون تطور الأمور نحو الأسوأ”. وأضاف البرلماني الروسي “ننوي التعرف على الوضع والقيام بمشاورات مع مختلف القوى السياسية”، من دون أن يوضح هوية هذه القوى. ولا تزال روسيا تعارض صدور أي قرار عن مجلس الأمن يدين نظام بشار الأسد على قمعه العنيف للانتفاضة وتكتفي بدعوة النظام والمعارضة إلى ضبط النفس. لا بل أشارت روسيا إلى وجود “إرهابيين” ناشطين داخل المعارضة السورية ولا تجد ضرورة لممارسة “أي ضغط إضافي” على دمشق، وتطالب النظام في المقابل ببدء تطبيق إصلاحات. من ناحية أخرى التقى في باريس ممثلون لحركات وهيئات علمانية سورية معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، وأعلنوا ولادة ائتلاف القوى العلمانية والديمقراطية السورية، داعين الأقليات في سوريا إلى دعم الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري. ويعقد المؤتمر في أحد الفنادق الكبيرة في باريس، وقدم المشاركون فيه من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الشرق الأوسط. وقالت رندا قسيس العضو في حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا والناطقة باسم ائتلاف هذه القوى، إن “سوريا الغد يجب أن تكون متعددة لا يسيطر عليها الإسلاميون”، مضيفة “علينا أن نعمل معا لإسقاط هذا النظام الذي عذب وقتل ونفى”. ومع دخول الانتفاضة السورية شهرها السابع، لا تزال المعارضة السورية غير موحدة، وقد عقدت مؤتمرات عدة لتنظيمات معارضة من دون التوصل إلى إطار موحد لها. وتتألف المعارضة السورية حالياً من التيار الإسلامي الممثل خصوصاً بالإخوان المسلمين ومن تيارات قومية ويسارية وعلمانية. وقال المعارض بسام البيطار الآتي من واشنطن والعضو في حزب الانفتاح العلماني، إن “العلمانيين والإسلاميين لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق، والعملية تتقدم ولكن ببطء، وهناك عناصر من الجانبين يستطيعون تسهيل هذا الحوار”. وأضاف البيطار “نريد أن نقول أن الساحة ليست للإسلاميين والمتطرفين وحدهم بل نحن هنا أيضاً”. ودعا ائتلاف القوى العلمانية والديمقراطية السورية الأقليات في سوريا إلى التوحد ضد النظام، علماً بأن الأقليات المسيحية والعلوية والدرزية والكردية لا تزال مترددة في الانضمام إلى الحركة الاحتجاجية ليس خوفا من قمع النظام فحسب، بل أيضاً خوفاً من وصول الإسلاميين إلى الحكم. وقال البيطار “نحث الأقليات الدينية على المشاركة في الثورة السورية”، في حين قالت قسيس في السياق نفسه “حان الوقت لتوحيد قوانا”. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في باريس بعد مؤتمرات عدة عقدت في انطاليا وانقرة واسطنبول والدوحة وبروكسل من دون التوصل بعد إلى هيئة موحدة تمثل الثورة السورية. فقد عقد في أوائل يونيو الماضي مؤتمر لمعارضين سوريين في انطاليا تحت اسم “المؤتمر السوري للتغيير” انتخب في ختام أعماله هيئة استشارية انتخبت بعدها هيئة تنفيذية. وفي اواخر اغسطس الماضي عقد معارضون سوريون اجتماعا في اسطنبول اعلنوا خلاله عزمهم على تشكيل مجلس وطني. إلا أن “الهيئة العامة للثورة السورية” التي تعمل من الداخل السوري اصدرت بيانا اعربت فيه عن معارضتها لإنشاء هذا النوع من المجالس معتبرة انه من المبكر لاوانه الكلام عنها. وانهى المجتمعون في اسطنبول اجتماعاتهم من دون الاعلان عن تشكيلة اي مجلس. وفي التاسع والعشرين من اغسطس تلا الشاب ضياء الدين دغمش الذي كان سبق وشارك في مؤتمر انطاليا بيانا في انقرة باسم “شباب الثورة في الداخل” اعلن فيه تشكيلة مجلس وطني من 94 شخصاً برئاسة الاكاديمي المقيم في باريس برهان غليون، ودعا “من يرفض من الأعضاء قبول هذه المهمة أن يشرح عبر وسائل الإعلام مبرراته الوطنية”. ودارت بالفعل بعد هذا الإعلان مشاورات ونقاشات دار قسم كبير منها على صفحات الفيسبوك اعلن فيها غليون انه يواصل الاتصالات لتشكيل هيئة تمثل المعارضة السورية. وفي الخامس عشر من سبتمبر الحالي، قدم معارضون سوريون في اسطنبول تشكيلة “المجلس الوطني” الذي ضم 140 عضوا. ويقيم 60% من اعضاء هذا المجلس في سوريا والباقون من المنشقين في المنفى، كما اعلن عبد الباسط سيدا احد اعضائه خلال مؤتمر صحافي. ولم يعلن المنظمون سوى اسماء 72 عضوا وفضلوا ابقاء اسماء بقية الاعضاء غير معلنة لاسباب امنية. كما لم يعين المجلس رئيسا له. وقال ياسر طبارة احد اعضاء المجلس “ليس هناك رئيس منتخب بعد للمجلس، لاننا في عملية ديمقراطية، انه اجتماع افتتاحي”. ودعا غليون في كلمة ألقاها أمام المؤتمر في باريس أمس المعارضين إلى “وضع مسالة العلمانية في إطار الثورة” في دعوة غير مباشرة إلى عدم ارتكاب خطأ في تحديد العدو، والى الحوار مع الإسلاميين للتمكن من توحيد المعارضة وقلب نظام الأسد. وفي خطوة متقدمة نحو المعارضة السورية زار غليون مكتب وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه الجمعة. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت الخميس أن أعضاء في المعارضة السورية سيزورون وزارة الخارجية في باريس، وهي تنوي تطوير علاقاتها مع المعارضين لنظام بشار الأسد. ولم يكشف عن هوية الأشخاص الذين زاروا وزارة الخارجية لأسباب تتعلق بـ”أمنهم”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©