أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن قرار التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة هذا الشهر جاء بعد استنفاد جميع المحاولات لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل وفق مبادئ وقرارات الشرعية والقانون الدولي. واتهم عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عقب لقائه السفير الروسي لدى السلطة الفلسطينية الكسندر رودوكوف، في رام الله، إسرائيل بالمسؤولية عن “المأزق” الذي وصلت إليه عملية السلام لرفضها الالتزام بالمرجعيات الدولية المتعلقة بعملية السلام والإصرار على الاستيطان. وأشاد عباس بالموقف الروسي الداعم للتوجه الفلسطيني، وقال إنه “يخدم العملية السلمية ويساعد على الخروج من المأزق الذي وصلت إليه”.
ودعا المجتمع الدولي إلى “تبنى الالتزام بعملية سلام عادلة تقود إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
من جانبه كشف عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” نبيل شعث النقاب عن أن الورقة التي حملها المبعوثان الأميركيان للرئيس الفلسطيني محمود عباس في آخر زيارة لهما حسمت قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه لمجلس الأمن وليس الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال شعث في مؤتمر صحفي أمس إن المقترح الذي سلمه في اللحظة الأخيرة المبعوثان الأميركيان ديفيد هيل ودينيس روس لم يف بالمطالب الفلسطينية المتعددة ومن ثم أقنع الرئيس عباس بعدم جدية الولايات المتحدة في محاولة التفاوض حول السلام.
وقال شعث إن هيل وروس جاءا بورقة كانت القشة الأخيرة التي يمكن أن يأخذها عباس وإنه يبدو أنها كانت موضوعة لكي ترفض. وأشار إلى أن من بين الأمور التي تؤخذ على الوثيقة أن الخطة الأميركية لترسيم الحدود لم تشر إلى المستوطنات الإسرائيلية بوصفها غير شرعية وأرجعت وجودها إلى الاتجاهات الديموغرافية منذ عام 1967، لافتاً إلى أن القبول بالمقترح الأميركي سيضفي شرعية على المستوطنات.
وأوضح أن الرئيس الفلسطيني حسم قرار القيادة الفلسطينية بالذهاب على الرغم من التهديدات الإسرائيلية المستمرة على الأرض، إضافة إلى الضغط الأميركي بعدم الذهاب للأمم المتحدة، والجولات الأخيرة لمبعوث الرباعية توني بلير الذي قدم بيان الرباعية الذي رفضته اللجنة نفسها.
وكذلك رفضته القيادة الفلسطينية كونه يعطي إسرائيل الحق في الإبقاء على مستوطناتها مقابل شيء آخر.
عدد اليوم
