الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإطفائي محمد الكلباني يلبي نداء مهنة إنسانية تتجاوز حدود المكان والزمان

الإطفائي محمد الكلباني يلبي نداء مهنة إنسانية تتجاوز حدود المكان والزمان
13 فبراير 2010 01:05
الإطفائي محمد راشد سعيد الكلباني ( 32 سنة) أحد هؤلاء الذين ينشدون ركوب الخطر وجبلوا على تقديم الغالي والنفيس يضحون بأنفسهم لتلبية نداء الواجب الذي وهبوا له حياتهم منذ اللحظة الأولى التي سلكوا فيها هذا الطريق الصعب المحفوف بالمخاطر والأهوال دون أدنى اكتراث بفواصل المكان والزمن. فعندما تقرع الأجراس لتنذر بالخطر أو يتصاعد الدخان من هنا أوهناك إيذاناً باندلاع حريق تجدهم يهرعون في جرأة وشجاعة نادرتين دون خوف أو وجل، أو كما يصورهم البعض " يحملون أرواحهم على أكفهم " غير عابئين بالمخاطر التي قد تواجههم وحياتهم التي قد تذهب فداء لأرواح آخرين لا يعرفونهم دون وداع الأهل والأحباب والذين ينتظرون عودتهم. وعلى الرغم من ارتباطه وظيفياً بإدارة الدفاع المدني في دبي حيث يعمل منذ عام 1994 إلا أن ذلك لم يطرأ على تفكيره أبداً عندما شاهد ألسنة اللهب تتصاعد من أحد مجمعات سكن العمال في منطقة صناعية هيلي في العين القريبة من سكنه فلم يتوان في الاتصال هاتفياً بالعمليات لتحديد مكان الحريق بدقة وانطلق بسيارته باتجاه مصدر النيران ليرتدي ملابس الإطفاء في زمن قياسي ليندفع باتجاه زملائه الإطفائيين ليشاركهم في مكافحة النيران . ولم يمض على حريق "صناعية هيلي " سوى أشهر قليلة حتى فوجئ إطفائيو الدفاع المدني في العين بزميلهم الكلباني يأخذ مكانه بينهم مرة أخرى بينما هم منهمكون في محاصرة النيران التي اندلعت بكميات كبيرة من مخلفات شركة تقع بمنطقة النباغ في العين في وقت متأخر حيث تصاعدت ألسنة اللهب وخيم الدخان الكثيف على سماء المنطقة وازدادت المخاوف من اتساع دائرة الخطر . يقول الكلباني عن تلك الواقعة الثانية : كنت خارجاً للتو من منزلي الكائن في البريمي قاصداً مدينة العين عندما شاهدت دخاناً كثيفاً يتصاعد عن بعد فوجدت نفسي أغير وجهتي تلقائياً من دون أدنى تفكير باتجاه الدخان في الوقت الذي بادرت فيه بالاتصال بالعمليات لكي يحددوا له بدقة موقع الحريق. ويضيف مرة أخرى انطلقت بسيارتي الخاصة باتجاه موقع الحريق ولم تمض سوى دقائق معدودة حتى وصلت إلى هناك فارتديت خلال ثوان معدودة ملابس الإطفاء واندفعت في حماس كبير لمشاركة زملائي الإطفائيين في مكافحة ومحاصرة النيران ومنع انتشارها حفاظاً على الأرواح والممتلكات تلبية لنداء الواجب. ولأنهم عرفوه وعهدوا فيه روح المبادرة والشجاعة والقناعة التامة بإنسانية المهنة التي يحترفها لم يستغرب أو يفاجأ زملاؤه الإطفائيون من وجوده معهم وبينهم يشاركهم في أداء واجبهم الإنساني في العين رغم ارتباطه بإدارة الدفاع المدني في دبي من الناحية الوظيفية. وقد لاقت المبادرات الإنسانية للكلباني تقديراً واستحساناً كبيرين من كافة المسؤولين والعاملين بإدارة الدفاع المدني في العين الذين باتوا يتحينون الفرصة للاحتفاء به وتكريمه باعتباره نموذجاً يحتذى به في الإخلاص والعطاء وروح المبادرة والتضحية والتفاني في أداء الواجب. ويعقب الكلباني قائلاً : منذ البدايات الأولى لعهدي بمهنة الإطفائي أدركت أنها تحتكم في الأساس لاعتبارات إنسانية وبالدرجة الأولى لا تعترف بالحدود والحواجز وغيرها من مفردات المكان والزمان لأنها تخضع لنداء الواجب الذي يمليه حب الوطن ودوافع إنسانية جديرة بالبذل والتضحية والفداء. ويضيف الكلباني وهو متزوج وأب لطفلة صغيرة تسمى هيا : الإطفائي وغيره ممن يعملون في مثل تلك المهن الإنسانية لديهم حس خفي يجعلهم يتفاعلون سريعاً مع الحوادث الخطيرة التي تتهدد حياة الناس ومن هنا تكون التلقائية في التعامل والتفاعل معها والمبادرة نحو نجدة الآخرين في الوقت المناسب، لأن هناك بلاشك لحظة فاصلة بين الحياة والموت . ويحرص الكلباني على الاحتفاظ دوماً بلباس الإطفائي في سيارته تحسباً لكل الأحوال والظروف التي قد تستدعي تلبية نداء الواجب الإنساني الذي قد يأتي بغتة. وقد عين العريف محمد الكلباني (32 سنة) للعمل بإدارة الدفاع في دبي عام 1994ومنذ ذلك الحين يحرص كثيراً على التزود بالعلم والمعرفة والاطلاع على كل ما هو جديد بمجال مكافحة الحرائق المختلفة والالتحاق بالدورات التدريبية سعياً نحو رفع كفاءته وتطوير وصقل مهاراته واكتساب خبرات وتجارب جديدة. ويشير الإطفائي محمد الكلباني إلى أنه التحق بمجموعة من الدورات المتخصصة بمجال الإنقاذ والإسعاف والمواد الخطرة وهو يولي ـ كما يقول ـ حرصاً شديداً على ألا يفوت فرصة تسهم في زيادة معارفه واكتسابه مهارات جديدة ما يجعله دوماً مستعداً لمد يده لمساعدة الآخرين . ويؤكد محمد راشد أن جهاز الدفاع المدني في دولة الإمارات يمتلك مقومات كبيرة قياساً بالأجهزة والمعدات والإمكانيات المادية والبشرية وما يتوافر لديه من خبرة طويلة تجعله دوماً في موقع الاستعداد التام لمواجهة كل الاحتمالات في كل الظروف والأحوال سواء الحرائق الطارئة على أنواعها أو في حالة الكوارث الطبيعية وغيرها
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©