«أطراف الدعم الهجين» تؤهلك لرفع 75 كيلوجراماً بيد واحدة

في اليابان، لا تتوقف عجلة التطور العلمي والتكنولوجي عن الدوران. وهو البلد الذي يشهد الآن ظهور أجيال جديدة من الشركات المتوسطة والصغيرة التي يتلخّص طموحها في تحويل الأفكار الابتكارية لطلاب المعاهد والجامعات إلى أجهزة ذكية يمكن عرضها في الأسواق. ومنها شركة “سايبرداين” المتخصصة ببناء الأطراف الاصطناعية المساعدة على رفع الأثقال والتي أصبحت تعرف باسم “أطراف الدعم الهجين” Hybrid Assistive Limb التي تسمّى اختصاراً “ بذلة هال” HAL Suit، وتتألف من أذرع وسيقان وأعمدة دعم من المعدن تسمح للابسها بتحقيق إنجازات جسدية خارقة مثل رفع جسم يصل وزنه إلى 75 كيلوجراماً بيد واحدة. ولم تتحول فكرة هذا الاختراع إلى حقيقة واقعة إلا عقب توقيع عقد تعاون بين شركة “سايبرداين” وجامعة “تسوكوبا” صاحبة الفكرة. ويذكر أن المخترع الياباني الموهوب البروفيسور يوشيوكي سانكاي يشغل منصبي عميد جامعة تسوكوبا ورئيس شركة سايبرداين في نفس الوقت، وهذا ما يسهّل ترجمة الأفكار إلى مشاريع إنتاجية تعود في النفع المادي على الطرفين والمجتمع برمته. وتهدف “بذلة هال” إلى تضخيم قدرة الأطراف على الأداء الميكانيكي. وعندما يحاول لابس الجهاز القيام بعمل ما يتطلب مجهوداً يفوق قدرة الجسم. فإن إشارات عصبية تنطلق من الدماغ إلى العضلات المعنيّة بالحركة عبر “عصب توليد الحركة” motoneuron. ويمكن كشف الموجات الخافتة لهذه الأوامر على سطح الجلد. ويقوم “هال” بالتقاط هذه الإشارات عن طريق مجسّ يلامس جلد مرتدي الجهاز. ويفهم المجسّ حجم العمل الذي ينبغي القيام به ثم يتولى القيام بالجهد اللازم وبالاتجاه المطلوب بواسطة الأطراف الاصطناعية وأعمدة الدعم. ويذكر أن النظام الأصلي للأذرع الروبوتية هو من ابتداع طلاب قسم الدراسات العليا في جامعة طوكيو للزراعة والتكنولوجيا؛ وقالت مصادر المعهد في شهر أبريل الماضي إن هذه المفاصل التي تتصل بلباس خاص يرتديه المستخدم، تم ابتكارها لمساعدة الفلاحين على رفع الصناديق الثقيلة من دون الحاجة لاستخدام الأجهزة أو الرافعات المتخصصة. وقال بيان صادر عن الجامعة إن نتائج البحوث الاختبارية للابتكار الجديد أثبتت أن المفاصل الاصطناعية يمكنها أن تخفّض المجهود البدني اللازم لحمل ونقل الأشياء بمقدار 62? في المتوسط. ومن المنتظر أن ينتشر استخدام مثل هذه الأدوات المساعدة في اليابان التي تسخّر أكثر التكنولوجيات تقدماً لمواجهة مشكلة النقص المتواصل في الأيدي العاملة نتيجة تراجع معدلات الإنجاب في المجتمع الياباني. وتخطط شركة “سايبرداين” لتأجير الجهاز مع بداية العام المقبل مقابل رسوم شهرية أو سنوية لم تكشف عنها.