الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعادة تأهيل حي «باب توما» في دمشق القديمة

إعادة تأهيل حي «باب توما» في دمشق القديمة
12 ديسمبر 2010 21:33
أكثر من ألف طالب جامعي عملوا متطوعين لمدة تزيد على ثلاثة أشهر في تأهيل حي باب توما الذي يشكل جزءاً من مدينة دمشق القديمة، وشمل عملهم التطوعي إعادة تأهيل وتجميل باب توما الأثري ودوار الحي وسور المدينة التاريخي من باب توما حتى باب شرقي، كما قام الطلاب وبينهم أساتذة ومدرسو جامعة ومعاهد متوسطة بتنظيف مجرى وضفتي فرع نهر بردى الذي يمر في الحي. عكف متطوعون شباب على ترميم وتجميل أبواب وشرفات المنازل المطلة على السور وساحة باب توما، وإعادة تأهيل وتجميل ضريح وحديقة “خولة بنت الأزور” و”شرحبيل بن حسنة” بما يتناسب مع قيمتهما الدينية والتاريخية، ضمن حملة تطوعية لشباب الجامعات والمعاهد، وهب البعض للعمل معهم ومع عمال محافظة دمشق الذين رافقوا الشباب في أعمالهم التطوعية المهمة. انطباع إيجابي حمل الطلاب الجامعيون الرفوش والفؤوس، وهم يقومون بالأعمال الشاقة كالتنظيف والطلاء، في حين كانت بعض الطالبات الجامعيات يقمن بطلاء الجدران، أو رسم لوحات فولكلورية لتزيين الحي أو مساعدة الطلاب في أعمالهم الشاقة، وتركت الحملة انطباعا إيجابيا لدى المجتمع. وامتدت جبهة العمل التطوعي التي أقامها الطلاب وأساتذتهم على محاور طويلة وصلت لعدة كيلومترات، تبدأ من مدخل حي باب توما حتى ساحة باب شرقي مروراً بعدد من أحياء القشلة والقيمرية والنوفرة، ومن ساحة التحرير إلى باب توما، وكذلك من باب السلام إلى الجامع الأموي الكبير، وكذلك من الزبلطاني إلى باب توما. وأنجز الطلاب في هذه المساحة الكبيرة من مدينة دمشق عدة أعمال مهمة منها: إعادة تأهيل الحدائق المحيطة بسور دمشق التاريخي، وإنشاء سبع حدائق جديدة، وبناء بحرات دمشقية فيها، وتنفيذ إنارة تجميلية لهذه المنطقة الأثرية، وتركيب مقاعد خشبية صنعها طلاب المعهد الصناعي بأيديهم في ورش المعاهد الصناعية وفق تصميمات مبتكرة، وكذلك إقامة استراحات، ونشر سلال جميلة للمهملات ثبتت على الأعمدة وأطاريف الأرصفة. كما قام الطلاب بإنشاء مركزين للدلالة السياحية ومركز خدمات وشاشات عرض سياحية، ونشط طلاب الزراعة بتقليم الأشجار الموجودة في المنطقة وزراعة المزيد منها، بينما عمل آخرون على تنظيف وإزالة الملصقات عن الجدران وأعمدة الكهرباء وكل التشوهات البصرية. وأنجز الطلاب والطالبات وبعض الأساتذة عملاً جعل الأهالي يفخرون بهم ويعبرون عن تقديرهم لحماستهم وجهودهم. قيمة معنوية ما أنجزه الطلاب من خلال أعمالهم التطوعية على مدى أشهر لا يقدر بمال، وتعلو قيمته المعنوية الكبيرة على أية قيمة مادية، لأنه يعبر عن تكريس لثقافة وروح العمل التطوعي في المجتمع، لاسيما لدى الشباب، بما يمتلكونه من حيوية وحماسة واندفاع توظف في خدمة المجتمع. وما أنجزه الطلاب في حي باب توما وما يجاوره وعلى مساحة عمل واسعة، ليس الأول في الأعمال التطوعية لشباب وطلاب سوريا، فقد تبنى اتحاد طلاب سوريا، وفق الطالب مازن أحمد، إقامة مخيمات تطوعية في جميع أنحاء البلاد، بلغ عدد المتطوعين فيها أكثر من ألفي طالب، توزعوا على مخيمات طبية تعالج المواطنين في المناطق الأكثر فقراً وتقدم لهم الدواء مجاناً. وشملت الرعاية الطبية أيضاً العيون ومعالجة الأسنان، والإحالة إلى المستشفيات لمن يحتاجون إلى فحوص طبية أو عمليات جراحية، كما أقيمت مخيمات في المناطق الأثرية لإعادة تأهيل الآثار. وأنجزت المخيمات الطلابية التطوعية، وفق أحمد، العديد من الأعمال الاجتماعية والزراعية، حيث أقامت الحدائق العامة في مناطق كانت مهملة، كما جرى تأهيل عدد من المدارس في القرى، وصيانة العديد من مواقف النقل العام، وجرى زراعة الأشجار والورود حول المواقع الأثرية والسياحية في سوريا. يقول أحمد “قام الطلاب بإنشاء حديقة بيئية في حي القابون قرب دمشق، كذلك تطوع الكثيرون في حملة إعادة تأهيل عدة مواقع أثرية مهمة كقلعة سمعان العمودي، ومدينة أفاميا، ومدرج جبلة الروماني، وحصن سليمان، وعمريت في طرطوس. وشملت مخيمات الطلاب تأهيل بعض الطرق والاهتمام بالثروة الحيوانية والزراعية وبمشاركة فعّالة من طلاب كليات الزراعة والهندسة الزراعية والطب البيطري. كما استهدفت المخيمات التطوعية الطلابية توزيع المستلزمات المدرسية على الأطفال الفقراء ودراسة احتياجاتهم وتلبية معظمها”. هيئة شبابية يرى الدكتور عمار ساعاتي، رئيس اتحاد طلاب سوريا، أن خبرة الطلاب في سوريا تعمقت وازدادت في إنجاز الأعمال التطوعية، ما دفع بالكثير منهم إلى المشاركة في حملات الخدمة الاجتماعية. وقد أدى نجاح العمل التطوعي في تحقيق الكثير من الخدمات والمشاريع، وفقه، إلى إنشاء الهيئة الشبابية للعمل التطوعي ومقرها دمشق، ولها فروع في جميع المحافظات السورية، وستقوم هذه الهيئة بنشر ثقافة التطوع وتعميق روح المبادرة لابتكار أشكال ومفاهيم للعمل التطوعي بالتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات والجهات الحكومية. وجاء تأسيس الهيئة الشبابية بعد انعقاد ملتقى الشباب العربي في دمشق عام 2007، حيث تلقى العمل التطوعي الشبابي دفعاً قوياً، وبدأ وضع الخطط والبرامج لإقامة العديد من المخيمات وتنفيذ الكثير من المشاريع الخدمية والاجتماعية بالتشارك مع الجمعيات الأهلية والهلال الأحمر ومنظمات النساء والعمال والفلاحين. ويرفع طلاب وشباب سوريا شعاراً تبناه ملتقى الشباب العربي، وهو (التطوع إنسانيتي والبناء مسؤوليتي)، وقد تم إعداد دليل خاص لهذا الشعار، يتناول مفهوم التطوع ونشر ثقافته، والتعريف بالمجالات التنموية للعمل التطوعي، والآليات المناسبة له، والتعاون مع الهيئات الشبابية العربية في مجال التطوع.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©