الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سؤال مهم !

12 ديسمبر 2010 21:38
هل لازلنا نتذكر حالنا أيام مرحلة المراهقة؟ لماذا يصاب بعض الآباء بالدهشة البالغة أمام تصرفات أو تجاوزات وأخطاء أبنائهم؟ نحن مررنا جميعنا بمرحلة المراهقة، وليس هناك من تجاوز هذه الفترة الحساسة من حياته دون مشاكل وصعوبات وخلافات مع الأهل أو مع الأصدقاء. فلماذا نعيش الكثير من القلق والخوف بسبب سلوكيات الأبناء، بنين أوبنات؟. نحن نخاف ونقلق عندما يتأخر الابن قليلاً عن موعد عودته من المدرسة ، أو عندما يخرج للسهر مع أصدقائه. قد يبرر البعض أن أيامنا هذه تختلف كلياً عن أيام «زمان»، وأن أيامنا لم نكن ندرك أو نتواصل أو نتفاعل مع العالم من حولنا إلا من خلال «نافذة» الأسرة أولاً، ومن ثم الشارع والأصدقاء والمدرسة، أما اليوم فاننا أمام متغيرات ثقافية وتكنولوجية وثورة جديدة في عالم الاتصالات لم تكن متاحة أمام الأطفال والمراهقين في السابق. .. تساؤلاتي لا تعني أنني لا أشارك الآباء والأمهات مخاوفهم، وإنما أود أن أشير إلى خطأ شائع قد لا يهتم كثيرون به، ويتمثل في محاولة البعض استقراء أفكار الغير وتفسيرها حسب هواه. ويزداد هذا الخطأ سوءاً من خلال ما يمكن أن يتركه من آثار سلبية على العلاقات بين الناس حين يمارس بين أفراد الأسرة الواحدة، لا سيما بين الآباء وأبنائهم نظراً لما يعتقده الكثيرون من قدرتهم على قراءة أفكار الغير، وما يمكن أن يتركه هذا السلوك من تأزم في العلاقات وسوء تفاهم، هل حاول البعض أن يجرب بنفسه أن يفكر كما يفكر الابن المراهق؟ أو حاول أن يستعيد ذاكرة الماضي عندما كان يمر بنفس الموقف؟ هل حاول مرة أن يجرب تفسير «لماذا؟»! إنها ببساطة عملية سهلة للغاية، وربما تحتاج المزيد من الصبر والعقلانية، فعندما نحاول أن نفهم سلوكيات الأبناء، وعندما نحاول أن «نفكك ونحلل» غموض تصرفاتهم، علينا أن نسأل أنفسنا: «لماذا يفعل الابن كذا أو كذا؟». نحن هنا نحاول قراءة أفكاره، وغالباً ما نقرؤها من خلال شخصيتنا ومفاهيمنا وثقافتنا ومعارفنا الخاصة، لذا فاننا نخطئ الفهم والتقدير، ومن ثم نخطئ التصرف مع الابن أو الابنة، ونسيء ممارسة دور الإبوة ، وتهتز صورتنا كآباء وأمهات أمام الصغار. فحين يرفض الابن مرافقة والده إلى مكان ما، أو زيارة أقارب للأسرة، هل يفكر الأب بأن يسأل إبنه «لماذا هذا الرفض غير المبرر من وجهة نظره بدلاً من صيغة الأوامر والتشنجات والغضب؟ هل حاول أن يتفهم أسباب رفضه؟ من الأهمية أن نسأل الابن»لماذا؟»ونحن نبتسم واثقين غير متشككين ودون أن نسجن الابن في قفص الاتهام مسبقاً، ودون أن ننسى أن بناء شخصية إيجابية للابن تستلزم بناء جسور الثقة المتبادلة ودفع الابن إلى الاستماع بايجابية إلى تساؤلاتنا، وأن يفهم أنها ليست تدخلاً في خصوصياته. إن لغة التشكيك تفسد عملية بناء الثقة بين الأبناء والآباء، وهذا من شأنه أن يضعف العلاقات الأسرية الإيجابية، وتعوق عملية التواصل بين أفراد الأسرة. أعتقد أنه لايعيبنا أن نعيد النظر في كثير من مواقفنا مع الأبناء إن كان في ذلك ضرورة تربوية قد تغيب عنا أحياناً. Khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©