الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض اللآلئ الطبيعية يضيء قصر الإمارات

معرض اللآلئ الطبيعية يضيء قصر الإمارات
13 فبراير 2010 20:26
اللؤلؤ، الدرة، الجوهر، الجمان، هي تسميات مختلفة وردت في ديوان العرب عن اللؤلؤ، أما «دانة» و «جيوَن»، «يكّة»، «حصّة»، فهي تلك التسميات التي شاع استخدامها في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يقول فيها الشاعر الإماراتي أحمد الكندي: دانة يا بحر دانة-خلقها الرب سبحانه- فيما يقول يزيد بن معاوية: وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ورداً- وعضّت على العنّاب بالبرَدِ. برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وبالنيابة عنها، افتتحت الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان «معرض اللآلئ الطبيعية النادرة»، الذي يقام حاليا بقصر الإمارات في أبوظبي، حيث يضم المعرض الذي تنظمه اللجنة الدولية لإحياء اللؤلؤ، برئاسة خالد الصايغ، وبالتعاون مع روبرت فان، العلامة الرائدة عالمياً في مجال اللؤلؤ، بعض التشكيلات النادرة جداً، بما فيها تلك التي تعود لـ «كي سي بِل»، أحد أبرز الخبراء العالميين في اللؤلؤ. تجارة الخليج العريقة لقد ارتبطت رحلات الغوص وتجارة اللؤلؤ ارتباطا وثيقا بأبناء الخليج العربي، حيث كان مصدر رزقهم الوفير، وعامل اقتصادهم القوي قبل ظهور ما عرف فيما بعد بالثورة النفطية، يقول الباحث الصادق محمد سليمان: «لقد أوجد العمل في استخراج اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي قبل ظهور النفط خبرات عديدة للناس في ميادين العمل في البحر مثل: الغوص، صنع الأشرعة والسفن، فلق المحار، وتجارة اللولؤ، والمعرفة الدقيقة بخصائصه وأصنافه، وتولدت منه القصص والحكايات والفنون البحرية المختلفة، حتى أصبح اللؤلؤ مكونا من مكونات الحياة الاجتماعية للسكان، ليس فقط كمصدر أساسي لرزقهم، بل كعامل حيوي لهذه الحياة». دانة الشيخة فاطمة بنت مبارك لعل أبرز وأغلى ما ميز المعرض الذي ضم أكثر من 10 آلاف لؤلؤة، لا يتمثل فقط في قيمتها المادية، بل وفي الأساس، في كون إحدى اللآلئ تحمل اسم أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، إنها «دانة الشيخة فاطمة بنت مبارك – أم الإمارات» التي تعد من أكبر اللآلئ الموجودة في العالم، وتتميز بشكلها المزخرف من عرق اللؤلؤ، حيث يبلغ طولها 4 بوصات (10.2 سنتمترات) وبمحيط دائري يصل إلى 6 بوصات (15.2 سنتمتراً)، وبالمقارنة مع كبرى اللآلئ المعروفة عالميا، تتميز هذه اللؤلؤة بحجمها الذي يعادل مرتين تقريباً حجم لؤلؤة «هوب»، المعروضة في المتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي، في حين يفوق وزنها لؤلؤة بورما بمقدار 11 قيراطاً. وتم إدخال هذه اللؤلؤة ضمن تصميم «القنطور» المنحوت من الجواهر بشكل رائع. ويجسد القنطور أحد الكائنات في الأساطير الإغريقية، حيث يمثل نصف إنسان ونصف حصان. وتشغل اللؤلؤة جذع الكائن، في حين تم نحت بقية الأجزاء من الذهب. اللؤلؤ أناقة المرأة العصرية يتوافد الزوار والسياح على معرض اللآلئ المقام في قصر الإمارات بشكل يومي، ولعل أكثرهم نساء عربيات وأجنبيات، أعربن عن جمال اللآلئ الطبيعية وتعلقهن الكبير بها. تقول فاديا أحمد، سيدة أعمال فلسطينية الجنسية: «أنا حريصة جداً على هندامي، كوني أشغل منصبا مهما، ولي نشاطات مهنية متعددة، كما أنني أحضر حفلات استقبال كثيرة، حيث أفضل في معظم الأحيان أن أتزين باللؤلؤ الذي أحس أنه يتلاءم كثيرا مع أطقم ملابسي، وكذا لأنه يملك «بريستيجا» خاصا به يوحي بالوقار والفخامة لمن تلبسه». أما جوليا، ألمانية الجنسية، فتقول: «أنا مقيمة هنا بأبوظبي، وأحاول جاهدة أن أحضر المعارض الخاصة بالمجوهرات، أما فيما يخص اللؤلؤ، فأنا أعشقه لأنه يدل على أناقة المرأة العصرية، المواكبة لأحدث خطوط الموضة». فيما ترى صديقتها كريس، أن اللؤلؤ يبرز أنوثة المرأة وجمالها بشكل أكبر. حقائق عن اللؤلؤ يخبرنا توم موزس، نائب رئيس المعهد الأميركي للأحجار الكريمة عن تطوير نظام وصف عالمي يقوم بتصنيف كل لؤلؤة على حدة، حيث أوضح أن العوامل عالية القيمة التي ينظر إليها المعهد، ويدرجها في تقاريره تشمل الشكل وجسم اللؤلؤة واللون والحالة واللمعان والسطح والعرق (الأصل) والسماكة، ومقارنتها مع اللآلئ الأخرى، حيث تمنح هذه العوامل أصحاب محال المجوهرات الثقة والمعرفة عند التحدث عند أنواع اللؤلؤ، في حين تعزز ثقة المشترين لاقتنائها. فيما تخبرنا شامونا كوتينهو، المسؤولة التنفيذية للعلاقات مع الزبون، في «المعهد الأميركي للأحجار الكريمة»، أن عمل المعهد يعتمد على نقاط عديدة لعل أهمها: التشخيص: لتحديد إن كانت اللؤلؤة طبيعية أو صناعية، وإن كانت صناعية فيتم تحديد وجود الخرز. البيئة: تحديد بيئة نمو اللؤلؤ إن كانت في المياه المالحة أو النقية. المحار: نوع المحار الذي نشأ اللؤلؤ منه. المعالجة: تحديد ما إذا كان اللؤلؤ قد تمت معالجته بأسلوب ما. (يمكن كشفه وتشخيصه). أما عن درجات اللؤلؤ، فهي تعتمد على سبعة عوامل أساسية هي: الحجم: الوزن بالقيراط أو عدد الحبيبات، والقياسات (قطر الدائرة أو الطول/العرض/العمق) بالمليمتر. الشكل: دائري، شبه دائري، قطرة، بيضاوي، ذو شكل يشبه الزر، شبه مزخرف أو مزخرف. اللون: وذلك وفقاً لتدرج اللون (الانطباع الذي يتركه اللون)، درجة الضوء (خفيف أو ثقيل)، وقوة اللون. اللمعان: يصف شدة وحدة انعكاس الضوء من سطح اللؤلؤة أو اللؤلؤ. السطح: يصف حالة سطح اللؤلؤة أو اللؤلؤ. المقارنة: تصف شكل اللؤلؤة من خلال زوج من اللؤلؤ أو مجموعة أو مجوعة مجوهرات. سمك عرق اللؤلؤ، وهو قياس معدل بالمليمتر الذي يجري أخذه من خلال لؤلؤة واحدة أو عدة لآلئ. خالد الصايغ، عاشق اللؤلؤ رئيس لجنة إحياء اللؤلؤ، شخصية إماراتية بارزة في مجال اللؤلؤ والمجوهرات، حيث يملك خبرة واسعة في هذا المجال. قاده شغفه باللؤلؤ إلى اقتفاء آثار تراث الأجداد وتخليد تاريخ المنطقة الذي اقترن لفترة طويلة بفن وأساليب صيد اللؤلؤ وإحيائه. ألف بعض الكتب المهمة، «روائع اللؤلؤ في التاريخ والأدب والحياة»، الذي يتحدث فيه عن كافة جوانب اللؤلؤ.. كي سي بِل، خبير اللؤلؤ الطبيعي أحد أبرز الشخصيات الدولية في مجال اللؤلؤ، حيث تنقل بشكل واسع في الأميركتين والكاريبي وجنوب شرق آسيا بحثاً عن اللآلئ الطبيعية. أقام عدة معارض مهمة مثل متحف جامعة كورنول، المعهد الأميركي للأحجار الكريمة ومعهد سميثسونيان. تعود المقتنيات التي يملكها إلى مئات السنين، بما فيه مجوهرات من القرن السابع عشر. نال شهادة الدبلوم في علم الأحجار الكريمة من المعهد الأميركي للأحجار الكريمة. توم موزس، نائب الرئيس الأول يشرف توم موزس على أعمال مختبرات وأبحاث المعهد الأمريكي للأحجار الكريمة عالميا. برز دوره في تطوير وإرساء معايير تصنيف درجات الأحجار الكريمة وتشخيصها في أنحاء العالم. حصلت مقالاته على عدة جوائز: «الأحجار الكريمة وعلم المجوهرات». وتمحورت هذه المقالات حول عدة مواضيع مهمة مثل معرفة تأثير الفلوروسين الأزرق على مظهر الماس، وملاحظات حول الماس المعالج لدى جنرال إلكتريك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©