الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيصل الحمادي: يحلق مع الجمهور في «عرض الطيور»

فيصل الحمادي: يحلق مع الجمهور في «عرض الطيور»
18 سبتمبر 2011 22:27
توفر حديقة حيوان العين تجربة مميزة تستحق المشاهدة تسمى بـ «عرض الطيور»، يقدمها فريق من مدربي الطيور، الذين يشهد لهم بالخبرة والحرفية في التعامل مع الطيور وتدريبها على العروض المميزة أمام الجمهور. والتجربة تمكن الراغبين من التعرف على الطيور الجارحة من خلال التعامل معها عن قرب تحت إشراف مختصين. يمتلك فيصل الحمادي (27 سنة) الكثير من المهارات في تدريب الطيور الجارحة على أداء العروض المختلفة أمام الجمهور، ويمتلك شخصية وحضورا بارزين في التواصل مع الجمهور أثناء العروض، واستثارتهم وبث روح الدهشة والمتعة فيهم وذلك بتوليه مهمة المذيع المسؤول عن تقديم تلك العروض، وإعطاء التعليمات اللازمة لزملائه المدربين للبدء بهذا العرض أو ذاك، ما يسهم في نجاحه في إدارة «عرض الطيور»، الذي تستضيفه حديقة حيوان العين. أول الغيث يقول الحمادي، بعد انتهائه من تقديم عرض الطيور المسائي، الذي يقدمه يوميا في تمام الساعة السابعة مساء «أنتمي لعائلة تهوى تربية الصقور وتحترف تدريبها من أجل القنص وغيره، وتعمل في ذلك منذ سنوات عدة». ويعود الحمادي بذاكرته إلى الوراء ليقص بداياته مع الطيور، فيقول «بدأت مشواري مع الصقور منذ أن كنت في الرابعة عشرة من عمري حيث شرعت في تعلم تربيتها وتجهيزها لرحلات القنص على يد مدرب صقور مختص اسمه أحمد الحمادي، والذي يعود له الفضل بعد الله سبحانه، في تدريبي لمدة 6 شهور على كيفية التعامل مع الصقور بأنواعها المختلفة وإطعامها والاهتمام بها وتجهيزها لرحلات المقناص والذهاب في تلك الرحلات، وعملت على أثر ذلك التدريب في نفس المجال في الدائرة الخاصة بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، منذ عام 1998 وحتى عام 2000، وبعدها انتقلت إلى وزارة شؤون الرئاسة وبقيت حتى عام 2006، ومن ثم قدمت بأمر من الوزارة إلى حديقة حيوان العين لأعمل فيها منذ 4 سنوات كمدرب للطيور، ومن ثم ترقيت وأصبحت مشرفا على مدربي الطيور ومقدما للعروض اليومية الخاصة بها». ويعترف فيصل بالخبرة والمتعة الكبيرة التي حصل عليها أثناء عمله لمدة 9 سنوات في تربية الصقور سواء كان ذلك في الدائرة الخاصة أم في وزارة شؤون الرئاسة، ويعتبر انتقاله إلى حديقة حيوان العين نقلة نوعية في حياته حيث اكتسب خبرات جديدة لم يكن يمتلكها وذلك بتعلمه على يد فريق من المختصين كيفية التعامل مع مختلف الطيور وليس فقط الصقور، وكيفية تدريبها للعرض أمام الجمهور، مشيرا إلى أن عملية تدريب الطيور تختلف بين طائر وآخر وفصيلة وأخرى فلكل منهم طبائعه وطريقة التدريب التي تلائمها. صباح مساء يقدم الحمادي عروضا صباحية لطلاب المدارس وعروضا مسائية يومية للجمهور وفي كلا العرضين يلعب دور المذيع الذي يقدم العرض ويقوده من بدايته إلى نهايته. ويوضح طبيعة عمله في تلك العروض قائلا «في كلا العرضين ألعب دور المذيع الذي يرحب بالزوار طلابا كانوا أم كبيرا، ويختلف تقديمي للعرض في الصباح عنه في المساء لأنني في الصباح أراعي الفئة التي أقدم لها البرنامج وهم طلاب المدارس والذين جاؤوا يبحثون عن الإثارة والمتعة أكثر من المعلومة فتجدني أقدم أثناء تأدية العرض القليل من المعلومات عن كل طائر، على عكس العرض المسائي فأراعي طبيعة الجمهور الذين يهمهم المعلومة بقدر ما يهمهم الشعور بالمتعة. فأسترسل بقدر الزمن المقرر لكل فقرة أثناء العرض بالحديث عن طبيعة الطيور التي نعرضها أعرف بنوعيتها ومنشئها وما يميزها عن غيرها فيكون العرض تعليميا تثقيفيا قبل أن يكون ترفيهيا». ويتابع «أركز كذلك في كلا العرضين الصباحي والمسائي على إيصال الرسالة من عروض الطيور التي نقدمها وهي توعية الجميع بأهمية وجود هذه الطيور في حياتنا الطبيعية، وأن العروض المقدمة في حديقة حيوان العين ترتكز على الشباب المواطنين الذين لا ينفصل عملهم مع الطيور والصقور عن تراث بلدهم الأصيل». ويضفي وجود الحمادي كمقدم للعروض على العروض الكثير من البهجة والمتعة فهو يتميز بخفة الظل والطلاقة في الحديث حتى وهو يتحدث الإنجليزية، حيث يترجم أولا بأول ما يقوله بالعربية إلى اللغة الإنجليزية ليراعي بذلك تقديم المعلومة لجميع الجنسيات المتواجدة لمشاهدة العرض، ولا يتوقف عن مزج الجد بالهزل حيث يدخل الفرح والسرور إلى قلب الجمهور بروح الفكاهة التي يمتلكها، فمن يحضر عرض الطيور الذي يقدمه الحمادي لا بد أن يخرج منه مسرورا منشرح البال ولديه معلومات جديدة لم يكن يعرفها عن الطيور، وسيشتاق لحضور العرض عدة مرات دون ملل. إرشادات للحضور يحرص الحمادي على تقديم الإرشادات للجمهور قبل البدء بالعرض وذلك للحفاظ على سلامتهم من الطيور الجارحة التي تشارك في العرض كنصحهم بعدم الأكل أو الشرب أو الوقوف أثناء العرض، أما بالنسبة لمنع الأكل والشرب فذلك حتى لا يتعرضوا لمهاجمة الطائر واقتناص ما بأيديهم وأما بالنسبة لمنع الوقوف على المدرج بغية التقاط الصور وغيره فحتى لا ترتطم الطيور الجارحة برؤوسهم، وتلحق الضرر بهم فهي تطير أثناء العرض على ارتفاعات متدنية جدا تصل إلى نصف متر عن رؤوس الجمهور ما يضفي المزيد من المتعة والانبهار على الأجواء. وحول الصفات التي يجب أن يتحلى بها مدرب الطيور ومقدم عروضها، يقول الحمادي إنها تتمثل بالثقة العالية بالنفس والخبرة الكافية في هذا المجال والقدرة على التواصل مع الجمهور وشد انتباههم وفن إيصال الرسالة لهم والتحدث بالعربية والإنجليزية بطلاقة ولباقة وخفة ظل. وتشتمل الطيور التي يعرضها الحمادي وفريقه من مدربي الطيور على 29 طائرا في العرض الواحد، يستعرض أنواعها قائلا «عرض الطيور يرتكز على أنواع مختلفة من الطيور الجوارح وهي الصقور كالصقر الحر والشاهين والوكري والجير، والبوم كالبوم الأبيض والنسارية والحليبية، وطائر الباشق مثل الحوام طويل الساقين وصقور هاريس، والعقبان مثل عقاب السهول والبادية وقصير الأصبع والذهبي، والنسور مثل النسر المصري والمقنع والمرقط والأبيض والأوذون وهو ثالث أكبر نسر في العالم». ويؤكد الحمادي أن لكل نوع من أنواع الطيور طريقة تدريبه فالطيور الجارحة الصغيرة تتطلب رقة في التعامل، أما الجارحة الكبيرة فهي ذات قبضات قوية جدا ينبغي عليهم كمدربين الحذر الشديد منها، كما أن لكل طائر نقطة تتمركز فيها قوته فقد تتمركز في جناحيه أو منقاره أو قبضة يديه أو مختلف أجزاء جسمه لذا لا بد على المدرب أن يكون على دراية في ذلك. الثواب والعقاب من يشاهد عرض الطيور في حديقة حيوان العين يعتقد بأنه يوجد لغة تفاهم وتواصل بين الطيور ومدربيها، وكأنهم يتحدثون معها فيفهمون ذلك ويتجاوبون بالطيران أو الوقوف أو التقاط الطعم المجهز لهم أثناء العرض، لكن الحقيقة ليست كذلك لأن الواقع وفق ما قاله الحمادي أن الطيور لا تحفظ وجوه مدربيها بل تحفظ التدريبات التي تلقتها على أيديهم فتتعود على تلك الإشارات والتدريبات وتتجاوب معها، بالإضافة إلى أن التعامل معها يرتكز على مبدأ الثواب والعقاب ففي حال أداء الطائر لفقرته بشكل جيد يعطى جائزة في ذات اللحظة مثل إطعامه وجبة صغيرة جدا من أكله المعتاد، وإن أخفق في فقرته يحرم من الجائزة أو تقلل وجبة غذائه في ذاك اليوم وهذا ما يحصل بالفعل أثناء العرض. ولا يعني تقديم جوائز من الطعام للطيور أثناء العرض ترك الحبل على غاربه في مسألة إطعامها، حيث يذكر فيصل الحمادي أن مسألة الحفاظ على وزن الطيور المخصصة للعرض من أهم الأمور التي تؤخذ بعين الاعتبار؛ فلا يسمح بزيادة وزنها أو نقصانه عن الحد المطلوب فعادة ما تأتي الطيور المستوردة من الخارج سمينة أو لديها وزن زائد فيقوم قسم تدريب الطيور بالتقليل من وزنها تدريجيا أثناء تأهيلها للعروض، كما يستغرب البعض لو علم أن تلك الطيور يتم وزنها كل يوم مرتين صباحا ومساء للتأكد أنها لم تتجاوز الوزن المحدد لها. ويشير الحمادي إلى أن للعمر دورا في تدريب الطيور للعروض، ويختلف العمر المطلوب لذلك بين طائر وآخر. ويذكر على سبيل المثال العمر الافتراضي المناسب لتدريب البوم منذ فقص البيض عنها وحتى عمر 15 سنة، أما الصقور فمنذ فقص البيض عنها وحتى عمر 10 سنوات، إلى جانب أن الفترة التي يحتاجها الطائر في التدريب تتفاوت بين طائر وآخر فالنسور والعقبان والبوم تحتاج من 5-6 شهور للتدريب على السلوك الصحيح الذي يجب أن تمارسه تجاه الجمهور، وهو عدم مهاجمتها أما الصقور فيكفيها 5 أيام فقط لتكون مؤهلة لذلك. ولا يساور الشعور بالملل قلب الحمادي لأنه يداوم يوميا على تقديم العروض نفسها، وذلك لأنه يعتبر علاقته مع الجمهور المتجدد هي الأهم والتي تكسر الروتين وتضعه كل يوم أمام تحد جديد وخبرة جديدة يكتسبها عبر التواصل مع الجمهور، حيث يعلق نجاحه ونجاح العرض على مدى تفاعل الجمهور معه وتمتعهم واستفادتهم ووصول الرسالة من العرض إليهم، ما يعني أن الحمادي يعشق عمله، ويعمل على أن يطور نفسه فيه بشكل دائم عبر قراءة المزيد عن عالم الطيور الواسع والتدرب على مهارات جديدة في كيفية التعامل معها، ويتمنى من الشباب المواطنين أن يسارعوا للعمل في هذا المجال وغيرها من المجالات التي تحتاجهم وتنتظرهم.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©