الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السياحة البيئية

18 سبتمبر 2011 22:29
تمثل المحميات الطبيعية أحد أهم العوامل في مواجهة التغير المناخي، وتكمن أهميتها في أنها تعد مناطق لامتصاص الكربون من الجو، وتسهم في خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء، وتساعد في تلطيف الجو في المناطق المتاخمة لها، كما أصبحت المحميات مواقع خاصة للتنمية ترتكز على قاعدة احترام البيئة والإنسان معاً. إن الدول المتقدمة والباحثة عن مصادر متنوعة للدخل وهادفة لإطلاع الناس على حضارتها وتاريخها، اعتبرت السياحة مصدراً رئيساً لها، حيث نراها اهتمت واستحدثت إدارة البيئة والموارد الطبيعية ليس فقط كإدارة أو اسم لا وجود له بالواقع، ولكن يمكن رؤيته بشكل ملحوظ وبشدة، من خلال تهافت السياح للتمتع بطبيعتها الخلابة وارتفاع مردود السياحة البيئية، فتجد إدارة البيئة والموارد الطبيعية في تلك الدول، موجودة على الجانب الميداني أكثر من الجانب الإداري، حيث يتضمن بحوث السياسات والأنشطة التي تقدم بدائل حيوية لتطوير البيئة وممارساتها وتحسينها من خلال تقييم وضعها الحالي. تقدم أيضاً مناهج عملية لتحسين أوضاع الأمن الغذائي والمائي وصحة الإنسان وجودة الموارد الطبيعية، وتقوم بالتركيز في عملها على المناطق الريفية والحضرية معاً، بطريقة تمكنها من استخدام الموارد الطبيعية على نحو يلبي احتياجات الحاضر، وصونها من أجل الأجيال المقبلة من خلال إدارة تلك الموارد وتنظيمها على نحو مستدام، وأيضاً من خلال تحسين إنتاجية المياه في النظم الزراعية، وصون التنوع البيولوجي الزراعي واستخدامه المستدام، للحصول على الأراضي. تؤكد الدراسات السياحية أن السياحة البيئية من حيث المفهوم هي سياحة التمتع الملتزم بالطبيعة ومكوناتها، دون الإخلال بالنظم البيئية ودون أي تأثير سلبي على مكونات التنوع الحيوي، وأن السائح البيئي يركز فيها على التمتع بمشاهدة النظم البيئية ومكوناتها الحية الحيوانية والنباتية، كما أن عملية تطوير السياحة البيئية، تتطلب إشراك صاحب العلاقة من خلال كسب دعم السكان المحليين، وغيرهم من أصحاب العلاقة، وتوفير مصادر دخل وفرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعويض الخسارة الناتجة عن تقيد النشاطات داخل المحمية أو المواقع الطبيعية، إلى جانب تحسين البنى التحتية والخدمات الاجتماعية العامة، وإشراك السكان المحليين في العملية الإدارية. يتطلب ذلك وبشكل هام رفع مهاراتهم المختلفة بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي حول أهمية المحمية وضرورة صونها، وارتباط ذلك بمنفعتهم، كما أن السياحة التقليدية على النظم البيئية تتمثل في إقامة الأبنية ومراكز الزوار والبنى التحتية والخدمات الأخرى، من طرقات عريضة لها تأثير مباشر على البيئة، وقلع وإتلاف النباتات وإزعاج الحيوانات. إن العناية والحفاظ على البيئة ومواردها يعني الحفاظ على عناصر ومقومات بقاء الإنسان، وبالتالي لا بد من السعي لمواجهة المشاكل البيئية التي تظهر بنتيجة النشاطات البشرية في مختلف الدول، ولا شك في أن مواجهة تلك الأضرار، تتطلب في الأساس إدراك مكونات البيئة ومواردها، وقياس حجم المشكلات التي تلحق بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©