«عبود في العشرين» تناقش سلوكيات الشباب وهمومهم

هم مجموعة من الشباب اليافعين الذين يملأهم الشغف والطموح، نشء شرقاوي واعد من الطلاب المنتسبين لمركز ناشئة دبا الحصن التابع للإدارة العامة لمراكز الناشئة، وهي إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، يمثلون النخبة ممن أبدع ويبدع في إثراء الحراك الثقافي ودفع النشاط الفني في عموم المناطق الشرقية من الإمارات، ليساهموا بمواهبهم الفتية ومشاريعهم الفنية على طرح حزمة من القضايا النابعة من المجتمع، تلك التي تهم فئة الشباب وتكشف عن همومهم، ومشكلاتهم، واهتماماتهم اليومية، من خلال إنتاج أعمال مسرحية هادفة، قاموا شخصيا بإبداعها تأليفا، إخراجا، وتمثيلا، بعد استغلالهم لعدة برامج تقنية وورش عمل تدريبية أفادتهم في هذا المجال، وبدعم وتشجيع مستمر من الإدارة العامة لمراكز الناشئة في الإمارة. عرض لافت تحت عنوان «عبود في العشرين» قدم عددا من هؤلاء الناشئة عرضاً مسرحياً لافتا من تأليف وإخراج الإماراتي الشاب عاصم بن يعروف، وبرعاية خاصة من متطوعي «كفو»، على مسرح المركز الثقافي في دبا الحصن التابع لمجموعة مسارح الشارقة، وبحضور جمع غفير من الجمهور وأولياء أمور الطلاب والمنتسبين، الذين توسطهم حسن الوتري، مدير مركز ناشئة دبا الحصن ومطر الخشري، نائب مدير الديوان الأميري في المنطقة، ليتابعوا جميعا العمل المسرحي المشوق، والذي نُفذ بأسلوب درامي ساخر وظف بشكل جيد ومحبوك، من خلال إطار كوميدي هادف فيه عفوية وسلاسة في الطرح، شارك فيه الممثلون الناشئون بحماس وثقة، تبشر بمستقبل فني زاهر ومواهب صاعدة ستنضج في المستقبل القريب. ويشير مخرج ومؤلف العمل عاصم بن يعروف، الذي لم يتجاوز الـ 17 عاما، إلى مشروعه الفني بفخر ليقول «أردت من خلال هذه المسرحية أن أسلط الضوء على شيء من التصرفات والسلوكيات السلبية التي يقوم بها بعض الشباب الطائش وغير المنضبط، لأبين مدى تأثيرها السيئ على المجتمع، والمدرسة والعائلة بشكل عام، ولكن حاولت أن أضعها من خلال قالب كوميدي ساخر وخفيف، يحمل عناصر نقدية وتوجيهية ولكن بشكل غير مباشر أو صريح». ويكمل «من خلال هذا العمل المسرحي حاولت أنا وزملائي المشاركين فيه، أن نظهر قدرتنا كشباب إماراتي على الإبداع والعمل، وأن نصنع شيئا جديدا ومختلفا سنعمل على تطويره وإنضاجه ليصل للمجتمع، وفي النهاية نحن مجرد ناشئة هواة نحاول أن نثبت أنفسنا لنصل للحرفية في المستقبل». خمسة مشاهد تكونت أحداث المسرحية من خمسة مشاهد، لتتناول سلوكيات الشباب في سن العشرين وأثرها السلبي على المجتمع وأفراده بداية من ولي الأمر والأسرة ومروراً بالمدرسة والمؤسسات الخدمية مع المرافق العامة، كما ناقش العمل هموم وقضايا ومشكلات الشباب الاجتماعية وأساليب معالجتها من خلال التركيز على إظهار الدور الهام لتعاون أولياء الأمور مع القائمين على المؤسسات التربوية في تقويم مثل هذه السلوكيات وكيفية تهذيبها وتوجيهها عبر النصح والإرشاد وعن طريق إيجاد جسور للتواصل بين الجيل القديم والجديد. وعرضت مسرحية «عبود في العشرين» تحت إشراف فني الإضاءة في المركز الثقافي يوسف عبد الله، والذي ساعد أيضا على عملية تدريب الفنانين على الأداء، وما صاحبها من مؤثرات تقنية خاصة، مع أمور الإضاءة واعتماد الموسيقى التصويرية لكل مشهد في هذا العمل، أما لناحية الديكورات. فقد أشرفت جمعية الفنون بدبا الحصن على تصميمها مع كل الملحقات والإكسسوارات اللازمة للعرض، كما وفرت مجموعة من الملابس ذات الطابع المحلي، وتولت تنفيذها بالتعاون مع حسن الوتري، مدير مركز الناشئة وقحطان عمران منشط اللغة الإنجليزية هناك. مستوى راقي وأشاد سعيد حديد، نائب مدير عام مراكز الناشئة بهذا العمل، قائلاً «تفاجأت بالمستوى الفني الراقي الذي جسده هؤلاء الفتية الموهوبون في مجال التمثيل المسرحي، حيث أثبتوا براعتهم وقدرتهم المتمكنة بمهارة وحرفية في الأداء، خاصة أنهم وضعوا الأحداث ضمن سياق كوميدي مشوق، ما يبشر بالفعل بوجود مشاريع فنية ومواهب واعدة سنعمل على رعايتها في المواسم القادمة». وشارك في المسرحية كل من عبد الله بن زايد وأحمد مطر الخشري وسليمان محمد الوتري وعبد الله راشد بن يعروف وحمدان أحمد الخالدي.