الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمود ياسين: حزين على غياب المسرح وأخشى انهيار السينما

محمود ياسين: حزين على غياب المسرح وأخشى انهيار السينما
13 فبراير 2010 20:27
رفض الفنان محمود يس الاتهامات الموجهة للدراما المصرية جملة وتفصيلاً. وشدد على أن كل ما يقال عن وجود منافسة أو سحب البساط ما هي إلا عبارات فضفاضة لا أساس لها على أرض الواقع مؤكداً أن وجود إنتاج درامي في بعض الدول العربية لا يعني منافسة الدراما المصرية ولا يمكن مقارنة تلك الأعمال من حيث الكم أو الكيف بما لدى مصر من إنتاج درامي يغطي جميع المجالات والقضايا. وأكد أن الإنتاج الدرامي المصري رغم ثرائه وغزارته ليس على المستوى الذي يستحقه مشيراً إلى أنه تأثر بشكل ملحوظ بالأزمة المالية العالمية التي انعكست آثارها بصورة سريعة على الإنتاج السينمائي حيث تراجع عدد الأفلام المنتجة في مصر إلى 15 فيلما في 2009 ويتوقع أن ينحسر إلى ثمانية أفلام فقط في 2010 وهو ما يلوح بأزمة أكبر قد تؤدي إلى توقف الإنتاج السينمائي تماما. الدراما المصرية وقال محمود ياسين - في لقائه برواد معرض القاهرة للكتاب بحضور السيناريست محمد الغيطي- إن الدراما المصرية مازالت تتصدر الساحة وأن عدد المسلسلات التي تم إنتاجها العام الماضي بلغ سبعين مسلسلاً عرضت جميعها على الفضائيات العربية والمصرية وهي الأقرب لوجدان شعوب المنطقة من الدراما الوافدة من تركيا أو كوبا أو المكسيك والمدبلجة بلهجة غريبة غير مفهومة في معظم الأحيان. وذكر أن تراجع دور القطاع العام في الإنتاج أثر في نوعية الأعمال الدرامية والموضوعات التي تتناولها وأصبح المجال يخضع لرغبات المنتجين والمعلنين ومعظمهم رجال أعمال أو أصحاب قنوات فضائية ويهمهم الربح دون التوقف عند القيمة الفنية أو الموضوع وأصبح الأساس هو اسم النجم الذي يتم التسويق به. وأوضح محمود ياسين أن تميز الدراما المصرية وتصدرها الساحة ليس من فراغ لأن الكوادر الفنية والخبرة إلى جانب وجود أقدم أكاديمية للفنون منذ نصف قرن جعل لدى مصر مواهب في التمثيل والإخراج والكتابة والباليه والموسيقى والديكور وهو ما يضعها في مكانة لا تصح مقارنتها بغيرها. الأكثر شعبية وبرر غياب الدراما التاريخية والدينية في السنوات الأخيرة بأن مصر كانت سباقة في إنتاج مثل هذه النوعية من الدراما ورصيدها من الأعمال المتميزة ضخم للغاية ومنذ بداية الإرسال التلفزيوني في العالم العربي في الستينيات من القرن الماضي كانت تمد كل التلفزيونات العربية بتلك الروائع وهي أعمال ذات تكلفة عالية جدا مقارنة بالدراما الاجتماعية، ومعظم تلك المسلسلات لم تكن تحقق أي عائد مادي حيث طلبت التلفزيونات العربية التعامل معها باعتبارها جزءاً من بروتوكولات التبادل الثقافي والإعلامي. وقال إن الممثل المصري مازال هو الأكثر شعبية في العالم العربي وأن تميز الدراما المصرية جعل العديد من الفنانين العرب يسعون للمشاركة فيها، لكن معظمهم يواجه صعوبات في التعبير باللهجة المصرية خاصة شخصية الصعيدي أو البورسعيدي مما يفقد العمل جزءاً من صدقيته. وأشار إلى أنه شخصياً درس وتعلم اللهجة الصعيدية منذ طفولته في مدينة بورسعيد حيث كان يرصد طريقة كلام رواد أحد المقاهي أمام منزله والذي يتجمع فيه أبناء الصعيد مع صديقهم صاحب المقهي الذي ينتمي إلى إحدى الاسر المعروفة في الصعيد باسم “الجعافرة” مشيرا إلى أنه يعتز جدا بنجاح أعماله باللهجة الصعيدية مثل “العصيان” و”ثورة الحريم” حيث عبر عن شخصية الصعيدي ليس باللهجة فقط وإنما بفهم ووعي لخلفية تلك الشخصية وموروثها الثقافي وعاداتها وتقاليدها. وقال: اعتبر نفسي فناناً مسرحياً في المقام الأول. ومغرم بالمسرح الذي جعلني أترك بلدتي بورسعيد وأتوجه للقاهرة وأدخر من مصروفي القليل لأشاهد عمالقة التمثيل مثل شفيق نور الدين وحسين رياض وسعد أردش وكرم مطاوع. والمسرح هو أبو الفنون وأبو الدراما بكل أنواعها ومنه تعرفت إلى جيل من العباقرة من مخرجين مثل عبدالرحيم الزرقاني وجلال الشرقاوي وأحمد عبدالحليم ومؤلفين مثل عبدالرحمن الشرقاوي وصلاح عبدالصبور ود. يوسف إدريس ولطفي الخولي، وهؤلاء قدموا مسرحا لا يقل قيمة عن الكوميدي فرانسيز في باريس أو المسرح البريطاني، وقد جعلوني أعشق الفن والثقافة. وأضاف: منذ سنوات غاب المسرح وهو أمر محزن جدا وها هي السينما تتراجع بشكل مخيف، ولذلك أشعر بالأسف وأنا أرى صناعة عريقة عمرها مئة عام تنهار خاصة أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها صناعة سينما، وقد كنا نقدم أنا وجيلي نور الشريف وحسين فهمي وغيرنا نحو مئة فيلم كل عام وأحيانا اكثر. وذكر أنه قام ببطولة 173 فيلماً و25 عرضاً مسرحياً وعشرات المسلسلات التلفزيونية ولكنه عندما فكر في الإنتاج الدرامي كان هدفه تقديم أعمال لها قيمة فكرية وفنية واعتمد في البداية على الأدب العالمي وقدم “الأبلة” لديستوفسكي ثم “الجريمة والعقاب” وأعمال لتولستوي وأخرى لأنطون تشكيوف، كما قدم مسلسلات لمؤلفين ومبدعين مصريين. سفير للنوايا الحسنة وأكد أنه يعتز بدوره كأقدم سفير للنوايا الحسنة في العالم العربي منذ 6 سنوات ورغم أنه كان ينوي الاعتذار عن هذا المنصب فقد تراجع بعد أن وجد لدى المنظمة الدولية الرغبة في التجديد له لفترة أخرى. وقال: أنا سعيد بهذا الدور ورغم المشاكل الإنسانية المؤلمة التي تملأ الدنيا فإن العمل على تخفيف معاناة الإنسان في أي مكان شيء مهم والمنظمة لديها المبادرات لاقتحام كل المشاكل في أي مكان سواء في هايتي أو دارفور والتي كنت الفنان الوحيد الذي قضى بها عشرة أيام كاملة. السيناريست محمد الغيطي: النساء يسيطرن على الفكر الرقابي في مصر أكد السيناريست محمد الغيطي أن الدراما التلفزيونية تواجه العديد من المشاكل وفي مقدمتها الرقابة والتسويق والإعلانات موضحاً أن القواعد الرقابية في ظل السماوات المفتوحة مازالت تمارس بشكل متشدد على الأعمال الدرامية ومعظم الرقباء في التلفزيون المصري من النساء وهن أكثر تشددا من الرجال في مناقشة العمل الفني بينما دول عربية مجاورة أصبحت أكثر انفتاحا، ففي أحد التلفزيونات العربية شاهدت مسلسلًا يتحدث عن وزير فاسد، وابنته كانت شاذة بينما الرقابة عندنا لا تقبل ذلك. وقال إن التلفزيون المصري بقطاعاته المختلفة توقف تقريباً عن الإنتاج الدرامي إلا في ظل منتج مشارك أو بعد التأكد من تسويق المسلسل للفضائيات العربية ومعنى هذا أن المنتج أصبح يتحكم في نوعية الدراما التلفزيونية وهي مسألة تحتاج إلى وقفة خاصة بعد أن قام أحد رجال الأعمال بشراء أصول الأفلام المصرية وتراثنا السينمائي ومؤخرا قام بعقد صفقة باع فيها هذا التراث إلى رجل الأعمال الاميركي اليهودي مردوخ. ووصف الغيطي علاقة المعلنين بالدراما التلفزيونية بأنها مصيبة وقنبلة تهدد الدراما حيث كان المعلن قديما يطلب على استحياء وضع إعلان في المسلسل أما الآن فقد أصبح المعلن هو المنتج ويهمه في المقام الأول اسم النجم أو النجمة والموضوع آخر ما يسأل عنه. وأكد ان الدراما التلفزيونية حققت طفرة في مجال التكنولوجيا الحديثة وباستخدام تقنية الديجيتال والهاي ديفينشن ولابد أن تواكبها طفرة في الإنتاج وفي الفكر الرقابي ويجب ان تهتم الدولة بدعم الإنتاج الدرامي باعتباره آخر حصن للدفاع عن الثقافة المصرية. وعن حق السيناريست في التعبير عن رؤيته وأفكاره ضمن العمل الفني حتى لو كان نصاً أدبياً لمؤلف آخر قال الغيطي إن هناك عوامل كثيرة تؤثر على الصورة النهائية للمسلسل، مشيرا إلى أنه شعر بمرارة وهو يتابع آخر حلقة من آخر أعماله مسلسل “أدهم الشرقاوي” لأن النهاية جاءت ضعيفة. وقال إن التوسع في عرض المسلسلات المدبلجة ظاهرة خطيرة لأنها رديئة ولا تحمل قيمة فكرية وتعتمد على مخاطبة الغرائز فقط وتقدم بلهجة غريبة والاستمرار في عرضها قد يجعلنا نفقد لغتنا العربية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©