الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البيئة المحلية والمعالجة التقنية تطغى على معرض التصوير

البيئة المحلية والمعالجة التقنية تطغى على معرض التصوير
3 يناير 2012
تشير الأعمال المعروضة في معرض “التصوير الضوئي الثلاثين” الذي تقيمه جمعية الإمارات للفنون التشكيلية حالياً، ويستمر حتى الثامن من الشهر الجاري في مقرها بالشارقة، إلى أن المصور الفوتوغرافي الإماراتي قد انشغل بالموضوعات والقضايا المطروحة من خلال الصورة على حساب فنية الصورة الفوتوغرافية. وفي هذا المعرض الذي يشارك فيه ثمانية عشر مصوراً فوتوغرافياً إماراتياً، وتضمن جوائز خاصة للأعمال الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى، تأتي البيئة الإماراتية بقطبيها: التراثي والحداثي أو المابعد حداثي (العمران بصفة خاصة) العامل الغالب على أعمال المعرض رغم الاستفادة من التقنيات والبرامج الحديثة سواء تلك المتوافرة في الكاميرا، أم في أجهزة الحاسوب، دون أن يلغي ذلك ان هناك محاولات حقيقية للوصول إلى صور تستفيد من هذه التقنيات، دون أن تلغي شخصية المصور الفوتوغرافي الفنان: زاوية الالتقاط للمشهد بأبعاده المختلفة، ثم المعالجة التقنية التي تبرز موقف الفنان من العمل وفكرته شكلاً ومضموناً. وذلك علماً أن مستوى فنية الصورة الفوتوغرافية غالباً بما يُقاس بمدى إتقان الفنان للعبة النـور والظل التي تجعل من عناصر بعينها ذات بُعد مركزي بالنسبة للعمل، ثم الاستفادة من الخلفية، سواء أكانت واقعية ام جرى تحويلها إلى تجريدية لتمنح العمل درجة أعمق في التأويل لدى المتفرج. ومن بين الأعمال التي تجذب العين إليها بالفعل، يلحظ المرء عملَيْ علا اللوز، أحدهما بالأبيض والأسود، حيث من خلال تعالق شجرتين تبرز شجرة أخرى، وشجرة أخرى شبيهة بها وسط رمال متموجة وكأن عاصفة رملية قد مرّتْ للتو. الصورتين تثيران في نفس الناظر إليهما إحساس بالعزلة فتذكّره بذاته على نحو ما يجعل من العملين، وخاصة الذي بالأبيض والأسود أقرب إليه من الأعمال الأخرى في بحثها عن الجماليات غير المألوفة في العادي والمألوف كما هي الحال في صورة تلتقط باباً عتيقاً أو مدخلاً للبيت من الداخل أو تلك الصور التي جرت صناعتها وتظهر فيها اللاعفوية، بل تقصد الفنان أن يبرز جماليات بعينها يلتقطها هو في أوضاع يحددها مسبقاً. اما أعمال فاطمة المنصوري، الفائزة بالجائزة الأولى، وأعمال ماجد الزرعوني فهي بمثابة بحث في مدى الإمكانيات التي من الممكن أن تمنحها للمصور الفوتوغرافي، وكذلك إمكانيات برامج “الفوتوشوب” على صقل الصور وفقاً للنتائج المراد الوصول إليها، بشكل مقصود أم عفوي، ليعطي ذلك جميعا للمتفرج نتائج لم يكن من المتوقع أن يراها، خاصة لمن لا يعرف بالضبط المراحل التي مرّت بها الصورة لتمنح هذه النتائج، هكذا نرى في بيئة الإمارات أشياء غير متوقعة لأنها في الأصل مأخوذة من زاوية غير متوقعة وبإمكانيات تتجاوز الحدود المتعارف عليها للانطباعات التي تتركها فينا صور تمّ التقاطها بالكاميرا. هذان هما الاتجاهان الأبرز في “معرض التصوير السنوي الثلاثين” مع ضرورة الإشارة إلى ما أنجز كل من موزة الفلاسي وميساء الشامسي ومروان آل علي من صور فوتوغرافية جديرة بالتوقف عندها بحق. يشار إلى ان المشاركين في المعرض هم: فاطمة المنصوري (المركز الأول) وسيف الزري (المركز الثاني)، وخولة الحواي (المركز الثالث)، وسهام محمد، واحمد عمر بالحمر، وحليمة السعدي، وخميس الحفيتي، وسهام محمد، وعلا اللوز، وعلي الشريف، وعيسى آل علي، وغيلان علي، وماجد الزرعوني، ومحمد حسين، ومروان آل علي، وموزة الفلاسي، وميساء الشامسي، ونوف ابراهيم، ويوسف سعيد.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©