الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تطبيقات الرسائل في الصين تسحب البساط من وسائط التواصل الاجتماعي

تطبيقات الرسائل في الصين تسحب البساط من وسائط التواصل الاجتماعي
13 سبتمبر 2013 22:26
في إمكان أصحاب المشاكل العاطفية في الصين أن يستخدموا تطبيق رسائل ويتشات wechat مجاناً على هواتفهم الذكية ويطلبوا شركة ديوركس التي سيرد موظفوها على المكالمة في أي وقت من اليوم. وما حملة ديوركس للتسويق التفاعلي إلا مثال واحد على كيفية قيام ويتشات البالغ عدد مستخدميه الناشطين 236 مليون مستخدم شهري وغيره من تطبيقات الرسائل في آسيا، بالتوسع في مجالات أخرى غير الدردشة المجانية مثل مجالات الإعلانات الرقمية ودفع الفواتير عن طريق الهاتف المحمول وشبكات التواصل الاجتماعية وألعاب التسلية، وهي مبادرات تمكن أصحابها من منافسة شركات الإنترنت الشهيرة. وأطلقت شركة تنسنت مطورة ويتشات، مؤخراً نسخة من التطبيق الذي يتيح للمستخدمين شراء البضائع التي يريدونها سواء المعروضة أو غير المعروضة على شبكة الإنترنت، ولذلك تأثرت علي بابا الشركة الصينية المهيمنة على مجال التجارة الإلكترونية في الصين ولكن ذلك ينبئ باحتمـال تكـرار ذلك التنافس في أسواق غربية. ويشير بعض المحللين إلى أن تطبيقات الدردشة المتسارعة النمو يمكن أن تكون بمثابة خدمة المحمول التي تزاحم هيمنة فيسبوك وجوجل نظراً لتوجه المستهلكين إلى إنترنت الأجهزة المحمولة. وما يحدث في الصين الآن يبين كيف يمكن أن يحدث ذلك مستقبلاً. وقالت اليشيا ياب محللة إنترنت الصين في مؤسسة باركليز «إنها منافسة بين وسائط التواصل الاجتماعي وأدوات الشبكات الاجتماعية». اكتتاب عام وقال محللون إن لدى شركة علي بابا التي تستعد حالياً لطرح اكتتاب عام أولي ضخم، سبباً وجيهاً في السعي إلى مقاومة استخدام ويتشات. ذلك أن علي بابا استحوذت مؤخراً على حصة 18% في ساينا وايبو موقع التدوينات القصيرة واسع الانتشار المشابه لموقع تويتر والذي يستخدمه كثير من مستخدمي الإنترنت الصينيين في التحدث عن كافة الأشياء من أمور الثقافة الشعبية إلى فضائح الحكومة. ولكن نمو ويتشات المتسارع يعني أنه يتعين على ساينا وعلي بابا اللتين تسعيان إلى التأقلم مع استخدام الأجهزة المحمولة وتحقيق أرباح من مجال المدونات، أن ينافسا ويتشات لجذب مستخدمي المحمول وتحقيق مكاسب مادية منهم، ومن المعلنين أيضاً الذين يسعون إلى بلوغهم. وقالت إيكو هي المحللة في ماكسيم جروب: «تتطلع علي بابا إلى الخوض في سوق إنترنت المحمول أيضاً التي لدى تنسنت فيها حصة سوقية جيدة»، وأضافت إيكو هي: «تريد كل شركة منهما المنافسة في مجال الآخر الرئيسي». وقال خبراء إن نمو ويتشات يقلل من استخدام وايبو بالنظر إلى أن مجال المدونات الصغيرة، الذي ابتكر في بادئ الأمر لأجهزة الكمبيوتر الشخصية، يعتبر متأخراً في التحول من أجهزة الكمبيوتر المكتبية إلى الهواتف الذكية. وقال محللو مؤسسة جيفريز إن مستخدمي المحمول أمضوا في شهر يونيو الماضي حوالي ثلاثة أمثال الزمن على تطبيق ويتشات (تنست) مقارنة بنسخة المحمول على وايبو، وهو فارق كبير نما بشكل متسارع. لدى ويتشات حالياً 236 مليون مستخدم ناشط شهرياً بزيادة نسبتها 21% مقارنة بالفترة الربعية الماضية. فيما قالت وايبو إن لديها متوسط 54 مليون مستخدم يومي بزيادة نسبتها 8% فقط مقارنة بالفترة الربعية الماضية. الإعلانات الرقمية وقال راند هان مؤسس وكالة الإعلانات الرقمية ريزونانس تشاينا إن الاهتمام بالدردشة مع أصدقاء على ويتشات بدلاً من مجرد البحث عن الأخبار والأحداث الجارية على النحو الذي يفعله مستخدمو وايبو عادة، أضحى عاملاً مهماً في نمو التطبيق. وقال هان: «سيكون الفائز هو ذلك الذي يجتذب المستهلكين، وهو الأمر الذي تفعله تنست حالياً بالنظر إلى أن ويتشات يتميز بنوع من الخصوصية. لا تفصح تنسنت، التي تشغل أيضاً شبكة كيوكيو للتواصل الاجتماعي ومنصات ألعاب تسلية، عن تفاصيل ويتشات المالية الكاملة، ولكنها قالت إن استثمارها الإضافي الذي أنفقته على تسويق ويتشات، خصوصاً خارج الصين أثر سلباً على صافي ربحها للربع الثاني من العام البالغ 601 مليون دولار وهو أدنى من توقعات المحللين، غير أن العائدات من التجارة الإلكترونية لكافة عمليات تنست التي تشمل أيضاً شبكة كيوكيو للتواصل الاجتماعي ومنصات الألعاب، زادت بنسبة 156% سنوياً مع زيادة عائداتها من مبيعات إعلانات الإنترنت بنسبة 47% سنوياً. وقال مارتن نو الرئيس التنفيذي لـ تنسنت: «إن الوضع حالياً يمكن في محاولة كسب حصص، فإذا لم تنفق في غضون عام لن تتمكن من اكتساب الحصة السوقية التي تتطلع إليها». وقال خبراء إن تطبيق تنسنت الجديد المسمى ويتشات الذي يتيح للمستخدمين شراء البضائع التي يجدونها سواء على الإنترنت أو خارجه من خلال حفظ معلومات حساباتهم المصرفية في التطبيق، يمكن أيضاً أن يفتح مصادر جديدة للعائدات. ووصفت الينور لونج المحللة في سي إل إس إيه ذلك التطور بأنه مبهر وأنه يمهد الطريق أمام تنسنت لتحقيق أرباح من مستخدمي الأجهزة المحمولة. وقالت هي من ماكسيم جروب: «غير أن ساينا وايبو تقاوم هذا التوجه. ذلك أن ارتباطها مع علي بابا أعطاها حليفاً قوياً». وحين قامت علي بابا بإغلاق ويتشات فإنها أيضاً أتاحت للمستخدمين التسجيل من وايبو. يذكر أن ساينا المدرجة في بورصة نيويورك حققت مبيعات تفوق التوقعات في الربع الثاني من العام بسبب شراكتها الجديدة مع علي بابا وإن كان قد لحق بها صافي خسارة بلغ 11.5 مليون دولار بسبب تكاليف طارئة. كما زادت مبيعات إعلانات المحمول على وايبو بنسبة 43% مقابل زيادة إجمالي عائداتها إلى ثلاثة أمثالها. كذلك زاد الزمن الذي يقضيه المستخدمون على وايبو حسب تشارلز تشاو رئيسها التنفيذي الذي قال: «هذا أمر مشجع بالنظر إلى اشتداد المنافسة على الوقت المقضي على منصات المحمول». وبدأ بعض النظراء الأميركيين اتباع الخصائص التي لاقت نجاحاً كبيراً في آسيا. حيث أضافت واتس آب خاصية الرسائل الصوتية الشائعة على تطبيقات صادرة في آسيا والتي يصعب فيها إدخال لغات غير رومانية في شاشات الهاتف الصغيرة. وقالت راشيل لاشفور محللة التكنولوجيا في كاناليس: «نشهد الآن تقدم تطبيقات المحمول الآسيوية وأنها تمهد الطريق إلى مزيد من الانتشار». عن «فايناشينال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©