الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء التربية: التركيز أثناء الحصة مهارة ذاتية تحتاج إلى تدريب

خبراء التربية: التركيز أثناء الحصة مهارة ذاتية تحتاج إلى تدريب
19 سبتمبر 2011 00:24
يعاني عدد كبير من الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد من اضطراب المزاج وسوء التكيف مع متطلبات واحتياجات الدراسة النفسية والذهنية، في الأيام والأسابيع الأولى من انتظام العملية التعليمية، لصعوبة استعادة نشاطهم وحيويتهم وقابليتهم للدراسة، وبرامج اليوم الدراسي الذي يحتاج إلى درجة عالية من الجدية، والصفاء والتركيز الذهني، والاستعداد النفسي، وإعادة ترتيب نمط الحياة اليومي، بعد عطلة صيفية تتسم عادة بطبيعة خاصة، فالطالب اعتاد على السهر خلال العطلة، وربما على نمط وبرنامج يومي مختلف يتسم بعدم النظام والعشوائية واللامسؤولية أيضاً. إن استعادة الطالب لمهارة التركيز، من أجل تحصيل دراسي أمثل، تتطلب بعض الجهد والجدية والانضباط، للدخول سريعاً وفي وقت قصير في أجواء الدراسة والتحصيل حتى تختفي مظاهر ومشاكل عدم التركيز والقدرة على الاستيعاب، أو الاستيعاب البطيء بما يعرض الطالب لمظاهر التوتر والقلق والأرق، ومن ثم يشعر بتعطل في مواكبته استيعاب وتحصيل الدروس ولا سيما أن البعض منهم يجري مقارنة لنفسه خلال فترتين مختلفتين، أو يشعر البعض منهم بأنه لا يفهم ولا يستوعب ما يقرأ إلا بعد قراءتها عدة مرات مع أنه كان في السابق غير ذلك. الدكتور علي شراب، خبير تطوير المهارات البشرية” يشير إلى أهمية وفاعلية التركيز، ويقول: “علينا أن نتعرف أولاً على طبيعة التركيز بأنه أحد جوانب التفكير العميق كعملية عقلية، وتعني تجميع وحصر التفكير في موضوع واحد فقط. والتركيز في الصف الدراسي أثناء سير الدرس، يعني حصر تفكير الطالب في موضوع الدرس أكثر من غيره، والإلمام بجوانب الموضوع الذي يتطرق إليه المدرس، والحرص على التفاعل الإيجابي والمشاركة بجدية مع المدرس والدرس. وهناك عدة مشتتات للتركيز أهمها العوامل الداخلية مثل: الحالة الجسمية والصحية والجوع أو العطش، والحالة الذهنية للطالب، والحالة المزاجية والنفسية، والمشاكل الخاصة أو الأسرية، وأحلام اليقظة، والقلق، والتخطيط الجيد للأهداف، والقدرة على التحصيل، أما العوامل الخارجية كمكان الدراسة أو الاستذكار، وأدوات الدراسة، والبيئة المحيطة كالإنارة، والضوضاء، أو وجود عناصر بشرية تشتت الانتباه ولا تساعد على التركيز”. ويضيف الدكتور شراب: “هناك عدة أمور تعوق التركيز مثل نقص مهارة التركيز، والتشتت، والانشغال بأمور فرعية أو هوايات أو عادات شخصية محببة، ووجود عوامل إثارة الانتباه الخارجية، كالأصوات والضوضاء، وقلة التدريب والممارسة، أو الاهتمام بأمور جانبية هامشية كالاستجابة لاستثارة وكلام وهمس الزملاء في الصف، أو الانشغال بالموبايل أو غير ذلك أثناء الحصة، والاستسلام للإحباط البسيط، وضعف الاهتمام، ونقص الدافعية والحافز، والميل إلى التأجيل التلقائي لمهمة غير محببة وعدم وضوح الهدف، واختلاط الأولويات والالتزامات والواجبات، فضلاً عن التعب والإجهاد أو المرض أو وجود انفعالات سلبية”. مسببات التشتت من أجل كيفيـة اكتساب مهارة التركـيز، ينصح الاستشـاري النفسي الدكتور بهجـت أبو زامل، الطلاب بأهمية التخلص من مسببات التشتت الخارجية والذاتية، والتركيز في أجواء الحصة بعيداً عن المؤثرات الخارجية، وعدم الانشغال بالزملاء. وعلى الطالب أن يشجع نفسه، ويتدرب على وقف التفكير السلبي في الأمور التي تشغله بعد الحصة، أو بعد اليوم المدرسي، كممارسة هواية يحبها أو شغل الوقت مع الأصدقاء، والتمسك بالصبر والمثابرة وعدم الاستسلام للمشتتات، ويدرب نفسه على إقصاء هذه المؤثرات بالتجاهل التام وإلغاء المؤثرات غير المرغوبة تلقائياً، ويحاول أن يقصر نشاط المخ على شيء واحد رغم تعدد المثيرات حوله، وهذا يحتاج تدريبا وتعودا، فان لم يستطع التركيز أثناء مراجعة الدروس في المنزل ـ على سبيل المثال ـ أثناء استماعه للموسيقى عليه أن يتوقف عن سماعها. وإذا كان يعاني من مرض أو أعراض مرضية عليه أن يعالجها أولاً، فإذا كان مصاباً بمشاكل في الرؤية، أو مشاكل معوية أو إصابته بنزلة برد مثلاً عليه أن يعالج هذه الأعراض حتى لا يشتت انتباهه ويفقد تركيزه خلال سير الدروس، مع الاحتفاظ بقائمة شاملة لكل الالتزامات، مع البدء بالمهمة ذات الأولوية القصوى، وضرورة تعلم مهارة التركيز واحترامها، ولا يجب أن يهمل الطالب أيضاً، الاهتمام بالبرنامج الغذائي السليم، وتحديد الأولويات والوقت المتاح، وطريقة المطالعة ومراجعة الدروس منذ اليوم الأول للدراسة، لأن إحساسه الذاتي بأنه يواكب دروسه يحفزه على المزيد من التركيز، ولا ينسى الاهتمام بأخذ أقساط من الراحة وعدم الاستغراق في السهر وتضييع الوقت، فللسهر أضرار معروفة أهمها إضعاف القدرة على الانتباه أو التركيز، والابتعاد عن أية مشاكل أو ضغوط أسرية قد تصرف انتباهه وتشتت تركيزه”. خطوات هامة ويؤكد الدكتور أبو زامل على عدة جوانب أخرى لا تقل أهمية ـ بحسب رأيه ـ ويقول: “على الطالب أن يدرك أن الظروف والعوامل النفسية كالقلق والتوتر، والحزن، حتى الفرح الزائد، تؤثر على التركيز والاستيعاب. كذلك الاهتمام بالظروف البيئية المحيطة، أو الاهتمام بممارسة الرياضة، والحصول على أقساط كافية من النوم والراحة والابتعاد عن المنبهات، واعتماد نظام غذائي سليم”. ويضيف: “على الطالب أن يدرك أن هناك عدداً من الحقائق يجب ألا تغيب عن باله، كأن يفعل ما يراه ضرورياً لضمان فهم ما يسمع أو ما يدرس في الصف، وأن يدرس المحتوى يوماً بيوم. آلية عملية لمزيد من التركيز من أجل تحقيق درجة عالية من التركيز طيلة أيام العام الدراسي، خبراء التربية ينصحون الطالب بألا ينسى أن يربط المعلومات المدرسية بالمعلومات العامة خارج نطاق الدراسة. وخلال المراجعة عليه أن يقرأ كل كلمة بعناية تامة، وأن يعيد قراءة واستذكار دروسه اليومية وهو يقظ، ويهتم بما قد تكون له علاقة بالمادة التي درسها أو شرحت له من قبل مدرس الصف من قراءات ومشاهدات، والبحث عن المبادئ العامة في الفصل المدروس من الكتاب بما يسهل من قدرته على التركيز. وعند المراجعة اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية، لا ينسى أن يغير المادة، ونوع النشاط الذي يقوم به، فليقرأ ساعة ويكتب ساعة أخرى لكي لا يشعر بالملل، وأن يضع أهدافاً محددة “قصيرة وبعيدة المدى” في ذهنه وهو يذاكر. وأن يفعل كل ما بوسعه لاستمرار تركيزه أثناء المذاكرة. وأن يحاول التأكد من الحصول على نتاج مذكراته المثمرة أولاً بأول”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©