الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيادة الجزيئات العالقة في الغلاف الجوي خطر يهدد حياة الإنسان

زيادة الجزيئات العالقة في الغلاف الجوي خطر يهدد حياة الإنسان
19 سبتمبر 2011 14:42
من هامبورج بألمانيا خرج خبر مفاده أن أحد خبراء الغلاف الجوي الألمان صرح بأن خطر الجزيئات العالقة في الغلاف الجوي يمكن أن تكون أخطر مما يظن حتى الآن، وقد ذكر الباحث مارتن كالينوفسكي مدير معهد فايتسزيكر للعلوم الطبيعية وأبحاث السلام في هامبورج شمال ألمانيا، أن العلماء اقترحوا من قبل إنتاج هذه العوالق المسماة إيروسولو بصورة صناعية وبثها في الغلاف الجوي لتبريد الطقس، وقد استدرك كالينوفسكي قائلاً «إلا أن هذا الأمر بمثابة لعب بالنار»، وأوضح العالم الألماني أن العلماء لا يعرفون عن العوالق الجوية إلا القليل، مبيناً أنها تقع ضمن ما يسمى بالهندسة الجغرافية. أضاف الباحث مارتن كالينوفسكي أن العوالق تقوم إلى حد ما برد أشعة الشمس إلى الفضاء مرة أخرى، وبهذا تعمل على إبطاء عملية احترار الأرض، موضحاً في كلمة قالها على هامش مؤتمر بجامعة هامبورج، إن هناك مخاطر يمكن أن يتمخض عنها بث العوالق في الغلاف الجوي منها زيادة سقوط المطر، والإضرار بطبقة الأوزون وظهور مشاكل صحية كالإصابة بصعوبة التنفس والنوبات القلبية، ويواصل خمسون من علماء الطقس وأبحاث السلام في هامبورج مناقشة مشاكل الطقس والنتائج المحتملة على الإنسان والمجتمع، والتي يمكن أن تترتب على بث العوالق في الغلاف الجوي. أضرار جسيمة للتعرف على مزيد عما يمكن أن تشكله تلك العوالق على البشرية التقينا الدكتور إسماعيل الحوسني، الذي يحمل دكتوراه في إدارة حماية البيئة وإدارة تقييم الأثر البيئي للمنشآت الساحلية، ولديه ماجستير في إدارة التلوث البحري وطرق المكافحة، وهو مدير عام المركز الإماراتي الأميركي لعلوم البيئة، والذي قال إن ملوثات الهواء كثيرة ومتعددة ولها آثار على الغلاف الجوي وخاصة تسرب المواد الملوثة إلى الغلاف الجوي، وقد قامت وكالة البيئة الأوروبية بنشر مجموعة من البيانات، وعند قراءة التقارير الخاصة بنوعية الهواء الداخلي، وجد أن عدم وجود تهوية كافية في الأماكن المغلقة، يساعد في تركيز نسبة الهواء الملوث في هذه الأماكن التي يقضي فيها الأشخاص معظم أوقاتهم. وقال إن كثيراً ما يعمل العلماء على تصنيعه بهدف خدمة الأرض يمكن أن يعود بالضرر عليها وعلى الإنسان، وتلك الجزيئات التي يمكن أن تعلق في الهواء هي جسيمات ملوثة وأهم ملوث على الصعيد العالمي والدولي هو ما يعرف بـ PM، لأن له آثاره الضارة على الصحة العامة وعلى النظم الإيكولوجية الحساسة والمواد وعلى المناخ، وتلك الجزيئات من أهم الأسباب التي تساعد على نقل وترسب مركبات الكبريت والنترات والمعادن الثقيلة والمركبات العضوية، كما أنها تعوق الرؤية، وهي إما تكون كبيرة وتحسب بالميكرون أو حبيبات تسقط بالقرب من مصادرها، وتبقى عالقة في الهواء ولمدة طويلة وتدور مع حركة الهواء، وتلك الحبيبات تتسرب إلى جسم الإنسان مع التنفس وتكون خطراً على سلامة الرئتين، ومن أهمها ما ينتج عن عمليات التشييد أو الهدم، وعوادم السيارات والمصانع والرياح ومصانع الأسمنت، إلى جانب أملاح البحار والبكتيريا. ملوثات الهواء يكمل الدكتور الحوسني قائلاً، إن تلك الجزيئات منها الحبيبات الصلبة، والتي إما أن تكون سامة جداً أو غير سامة، ولكنها تحمل معها غازات سامة، وتزداد خطورتها على صحة الإنسان بازدياد الكمية التي تتسرب داخل جسم الإنسان، ولا ترجع الخطورة لتلك الجزيئات العالقة في الهواء على كونها ملوثات أوليه، ولكن تعود خطورتها على كونها تتحد مع ملوثات أخرى لتكون ملوثات ثانوية أكثر خطورة على صحة الإنسان، وهي تساعد على انتشار الأمراض وخاصة السرطان وأمراض الرئتين والجهاز التنفسي، وهي تسبب تدني الرؤية وتشتيت ضوء الشمس، وتعمل على تآكل الجدران، ولأنها لديها قابلية لامتصاص الأكاسيد الحمضية في الجو، فإنها تسبب أضراراً بالغة على الإنسان والمنشآت. ويضيف د. إسماعيل أن هناك عوامل مختلفة مسؤولة عن تسرب مواد ملوثة إلى الغلاف الجوي، ويمكن تصنيف المصادر برئيسية وهي المصادر البشرية المتعلقة بالنشاط البشري وترتبط بما يقوم الإنسان بحرقه من وقود مختلف، إضافة إلى المصادر الثابتة وهي المحطات الخاصة بتوليد الطاقة والمنشآت الصناعية مثل المصانع ومحارق القمامة إلى جانب الأفران والأنواع الأخرى من حرق الوقود، كما توجد مصادر متحركة وهي ما ينتج عن محركات المركبات والمركبات البحرية والطائرات. تحلل إشعاعي ويقول د. إسماعيل إن هناك أيضاً الناتج عن حرائق الغابات والذي تحمله الرياح لأميال بعيدة، والغازات الدفيئة، وهناك المواد المنبعثة من مواد الطلاء ومثبتات الشعر والورنيش، والإيروسولات وغيرها من المواد المذيبة الأخرى، كما ينتج عن عمليات طمر القمامة غاز الميثان ورغم أنه ليس من الغازات السامة في الهواء الطلق، إلا أنه في الوقت ذاته من الغازات السريعة الاشتعال، وقد يؤدي إلى تكوين بعض المواد المتفجرة مع الهواء، ويعد الميثان أيضاً من المواد المسببة للاختناق، وهو يعمل على إحلال الأكسجين في الأماكن المغلقة، ما ينتج عن ذلك الاختناق إذا قلت نسبة تركيز الأكسجين عن 19.5% عن طريق الإحلال بغاز آخر. وبالنسبة لغاز الرادون الذي ينبعث من التحلل الإشعاعي في القشرة الأرضية، فهو يعد من الغازات عديمة اللون والرائحة التي تنشأ بشكل طبيعي في البيئة، وهو أيضا من الغازات الإشعاعية التي تتكون من انحلال عنصر الراديوم، ولكن يعتبر غاز الرادون من الغازات التي تمثل خطورة على صحة الإنسان، ومن الممكن أن يتراكم غاز الرادون المنبعث من مصادر طبيعية داخل المباني، وخاصة في الأماكن الضيقة مثل الأدوار السفلية، كما أنه يحتل المركز الثاني في قائمة مسببات مرض سرطان الرئة، وذلك بعد تدخين السجائر وانتشار الدخان في الشقق والأماكن الضيقة، إلى جانب أول أكسيد الكربون المنبعث من حرائق الغابات ومن الأنشطة البركانية التي يصدر عنها الكبريت والكلورين وجسيمات الرماد. قيم تمثيلية ويشير د. إسماعيل إلى أن عوامل انبعاث ملوثات الهواء هي القيم التمثيلية التي تربط بين كمية المادة الملوثة المنبعثة إلى الهواء المحيط والنشاط المرتبط بانبعاث هذه المادة الملوثة، وتسهل مجموعة من العوامل عملية تقييم الملوثات المنبعثة من المصادر المختلفة لتلوث الهواء، وفي أغلب الأحوال تكون هذه العوامل مجرد معدلات للبيانات الكلية المتاحة عن درجة الجودة المقبولة، كما أنها تعتبر بشكل عام نسبا تمثيلية لهذه المعدلات على المدى الطويل. وقد قامت وكالة حماية البيئة الأميركية بنشر مجموعة من البيانات عن عوامل انبعاث ملوثات الهواء الخاصة بالعديد من المصادر الصناعية، كما قامت كل من المملكة المتحدة وأستراليا وكندا وبعض الدول الأخرى، بالإضافة إلى وكالة البيئة الأوروبية بنشر مثل هذه المجموعة من البيانات، وعند قراءة التقارير الخاصة بنوعية الهواء الداخلي نجد أن عدم وجود تهوية كافية في الأماكن المغلقة، يساعد في تركيز نسبة الهواء الملوث في هذه الأماكن التي يقضي فيها الأشخاص معظم أوقاتهم. ملوثات قاتلة يقول د. إسماعيل الحوسني: يعد غاز الرادون أحد المواد المسرطنة بل يعد مادة مسرطنة، ينبعث من القشرة الأرضية نفسها، ثم يتراكم داخل أبنية المنازل الموجودة في هذه الأماكن، كما نجد أيضا أن مواد البناء بما فيها من مواد صنع السجاد والأدوات الخشبية، ينبعث منها غاز الفورما، بالإضافة إلى أن مواد الطلاء والمواد المذيبة ينطلق منها مركبات عضوية متطايرة بمجرد أن تجف، كما يمكن أن تتحلل مواد الطلاء المحتوية على الرصاص إلى ذرات من الغبار ومن ثم يتم استنشاقها، أما تلويث الهواء عن عمد فيحدث عن طريق استخدام معطرات الهواء والبخور وأي مواد معطرة أخرى، وفي بعض الأماكن يتم إشعال الأخشاب في مواقد التدفئة والطبخ والأنواع الأخرى من المواقد، يمكن أن يضيف كميات كبيرة من الدخان الذي يحتوي على جسيمات ملوثة إلى الهواء وذلك داخل المكان وخارجه. أما التلوث القاتل الذي يمكن أن يحدث في الأماكن المغلقة، فقد ينتج عن استخدام المبيدات الحشرية ورش المواد الكيماوية الأخرى، دون وجود تهوية مناسبة، أما أول أكسيد الكربون الذي يتسبب في التسمم والوفاة، فعادة ما يصدر من المداخن والفتحات المصممة بشكل خاطئ، أو عن طريق حرق الفحم النباتي داخل الأماكن المغلقة، ومن الممكن أن ينتج التسمم المزمن بأول أكسيد الكربون من خلال استخدام اللمبات الغازية مثل اللمبة الغازية غير المعدلة بشكل جيد.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©