الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تغزو معقل صناعة السيارات الأميركية

الصين تغزو معقل صناعة السيارات الأميركية
12 ديسمبر 2010 22:25
بدأت مصالح الولايات المتحدة والصين التجارية تتقارب في مكان لم يخطر على البال من قبل: في ديترويت مركز صناعة السيارات الأميركية. فعلى سبيل المثال احتفلت مؤخراً بلدة ساجيناو (التي عانت ركوداً اقتصادياً شديداً) الواقعة على مسافة 150 كيلومتراً شمال موتاون (ديترويت - ميشجان) بمناسبة قيام مجموعة “جنرال موتورز” ببيع فرع لها يسمى نكستير متخصص في تصنيع أجهزة توجيه السيارات إلى اتحاد شركات تشارك حكومة بلدية بكين في ملكيته يسمى “باسيفيك سنتشوري موتورز” (بي سي إم). وأثنى بوب ريمينار رئيس تنفيذي “نكستير” على أصحاب الشركات الجدد لما قدموه من رأسمال ودعم لنمو الشركة. وذكر الحضور بتعرض “نكستير” للتصفية من سنوات قليلة مضت. ومن جهته أشاد زهو جوانجاي رئيس “باسيفيك سنتشوري موتورز” إشادة عظيمة بتكنولوجيا “نكستير” وقال: “نحن واثقون من قدرة نكستير على أن تصير المورد الأكثر فاعلية وقوة في العالم”. ويعتبر استحواذ “بي سي إم” لفرع “نكستير” مقابل نحو 450 مليون دولار أحدث صفقة في سلسلة صفقات تجمع شركات صينية مع صناعة السيارات في ديترويت. وقال اندرو ثورسون الشريك في مؤسسة “وورنر نوركروس آند جود” للاستشارات القانونية في ديترويت: “لدينا كثير من الاستفسارات والطلبات من الصين التي تبحث عن موردي أجزاء سيارات معروضة للبيع في هذه المنطقة”. وأضاف ثورسون أن الكثير من هذه الطلبات موجه إلى شركات مأزومة أو شركات صغيرة تصنع أجزاء سيارات تتراوح إيراداتها ما بين 3 و10 ملايين دولار في السنة. وكانت شركة شنغهاي لصناعة السيارات قامت بأكبر استثمار مباشر صيني في ديترويت حين دفعت 500 مليون دولار الشهر الماضي في شراء حصة واحد في المئة في جنرال موتورز. وجاءت هذه الصفقة بعد إخفاق سعي شركة سيشوان تينججونج، للماكينات الصناعية الثقيلة، لشراء اسم هامر التجاري من جي إم مقابل 160 مليون دولار، وهي الصفقة التي أوقفتها الحكومة الصينية. غير أن هناك العديد من الصفقات الصغرى نسبياً التي تضم مشترين صينيين مثل مبلغ المئة مليون دولار الذي دفعه اتحاد شركات صيني في شراء شركة تصنيع مكابح وآلات نقل حركة تملكها ديلفي شركة أجزاء السيارات في ديترويت التي أشهرت إفلاسها عام 2007. وكانت شركة تيمبو مصنعة الأجزاء الصينية أحد أعضاء اتحاد الشركات ذاك الذي عقد الصفقة والتي كانت إحدى أولى عمليات الاستثمار الصينية في المنطقة ولا تزال إحدى أكبرها. يذكر أن تيمبو كانت أيضاً ضمن المجموعة التي اشترت “نكستير”. تنطوي المصلحة الصينية في ديترويت على هدفين اثنين: النفاذ إلى تكنولوجيا السيارات الغربية والانفتاح على أسواق أجنبية في وقت تستعين فيه شركات السيارات في العالم بمصانع عالمية تنتج أجزاءً مشتركة. ويقول وو دي جو نائب رئيس مركز بحث وتطوير أنشأته تيمبو منذ خمس سنوات: “أدركنا أن هناك إمكانات هائلة هنا في ديترويت: التكنولوجيا والخبرة والعميل”. ويحرص المسؤولون في ميشجان على ألا يقعوا في أخطاء الماضي حين عمدت شركات تصنيع سيارات آسيوية وأوروبية مثل تويوتا إلى تجاهل منطقة ديترويت وفضلت عليها الولايات الجنوبية عند اختيارها لمواقع لمصانعها في أميركا الشمالية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وكان اختيار ولايات الجنوب هو المفضل نظراً لضعف نقاباتها العمالية ووفرة الأيدي العاملة وانخفاض التكاليف بها آنذاك. ويقول بوب فيكانو رئيس تنفيذي مقاطعة واين التي تضم مدينة ديترويت إن مسألة النقابات العمالية طالما تجاهلها المعنيون على الرغم من أهميتها الكبرى. وأضاف عند عودته من سادس جولة استثمار له في الصين إنه لا ينبغي تكرار الخطأ نفسه حين فكرت تويوتا في الاستثمار في الولايات المتحدة. يسرت نقابة عمال السيارات السبيل أمام استحواذ “نكستير” من خلال الموافقة على تنازلات ضخمة تشمل خفض الأجور. وانضم زعماء النقابة لـ “فيكانو” وتنفيذيو الشركات في اجتماعات بغرض جذب مستثمرين أجانب. كما قامت الحكومات المحلية بتطبيق حوافز مالية، إذ ستستفيد نكستير من إعفاءات الولاية الضريبية البالغة 71 مليون دولار خلال العقد المقبل، بالإضافة إلى تخفيضات ضريبية كبرى من البلدية. ويقول جو إن نقابة عمال السيارات أصبحت أكثر تفهماً وتشجيعاً للمستثمرين من ذي قبل غير أنه يشير إلى أن تكاليف العمالة في ميشجان لا تزال مرتفعة. نقلاً عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©