الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجيش «السوري الحر»... فائض بالمقاتلين ونقص في الأسلحة

الجيش «السوري الحر»... فائض بالمقاتلين ونقص في الأسلحة
6 سبتمبر 2012
أثناء تجمع لمقاتلي الجيش السوري الحر في قرية "أختيرين"، وهي قرية صغيرة تقع على بعد 30 كيلو متراً شمال شرقي حلب، اندفع مقاتل عبر الباب لينبه الرجال المتناثرين عبر قاعة ضيقة إلى أن هناك وحدة قريبة من الوحدات التابعة لجيشهم تخوض قتالًا ضد قوات الحكومة، وتحتاج إلى تعزيزات بشكل عاجل. وعندما التقط رجال المقاومة بنادقهم وشرائط ذخيرة إضافية، وركبوا ثلاثة على كل دراجة بخارية، وهرعوا بأقصى سرعة لخط القتال لنجدة رفاقهم في السلاح، وقف عدد من الشبان على جانب يراقبون ما يحدث، وقد لاحت على وجوههم علامات القلق وعدم الرضا. قال واحد منهم عرّف نفسه بأنه "هاشم الحسن"، من سكان القرية وعاطل عن العمل:"ليس لدينا بنادق ولذلك فإننا لا نستطيع عمل شيء". يقول المقاتلون في الجيش السوري الحر، والعديدون من الراغبين في الانضمام إليه، إن تحقيق تقدم في القتال ضد قوات الحكومة قد تعطل بسبب نقص الأسلحة والمعدات. وقال هؤلاء أيضاً إن الكميات التي نجحوا في تجميعها من الأسلحة ومعظمها من الجنود الفارين من وحدات الجيش السوري النظامي لا تستطيع الصمود أمام الأسلحة المتطورة والوفيرة، التي يمتلكها جيش بشار الذي يلجأ كذلك إلى استخدام المدفعية الثقيلة ومدافع الدبابات والمروحيات والطائرات النفاثة في قتاله ضد قوات المعارضة. وقد بلغ نقص السلاح والعتاد لدى مقاتلي الجيش السوري حداً جعلهم يلجأون في بعض الأماكن إلى تصنيع أسلحة يدوية بأنفسهم حتى يتمكنوا من المشاركة في القتال. وفي قرية "اختيرين" لا توجد سوى أعداد قليلة للغاية من الأسلحة معروضة للبيع، ولكن بأسعار مرتفعة تجعل من الحصول عليها أمراً صعباً. فسعر البندقية الهجومية الأساسية غير المزودة بأي إضافات من طراز "آيه كيه- 47”، المعروفة باسم"كلاشينكوف" يترواح ما بين 1500 إلى 2250 دولاراً. ويقول "الحسن" إنه قد سمع أن أسعار بعض البنادق المزودة بإمكانيات إضافية قد وصل إلى 3000 دولار وأن سعر الذخيرة قد وصل إلى دولارين للطلقة الواحدة". يقول"احمد إبراهيم" القيادي بوحدة الجيش السوري الحر في قرية "أختيرين”: في الوقت الراهن تفوق أعداد الأشخاص الراغبين في الانضمام إلينا أعداد الأسلحة المتوافرة بحوزتنا". وتشير كافة المعطيات إلى أن قوات الجيش السوري الحر قد فشلت حتى الآن في الحصول على الأسلحة والدعم العسكري من الدول التي تدعم الانتفاضة السورية ضد نظام الأسد، المندلعة منذ ما يزيد على 18 شهراً، دون أن يحسمها أي من الطرفين. فعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين من مختلف المستويات بمن فيهم الرئيس أوباما نفسه ووزيرة الخارجية الأميركية قد دعوا علناً لإطاحة بشار الأسد من الحكم في سوريا، فإن الولايات المتحدة مع ذلك لم تقدم سوى مساعدات محدودة للثوار لم يكن من بينها أسلحة ومعدات قتالية، وهو ما أصاب المعارضة بالإحباط، وجعلها تشعر بسخط شديد تجاه الولايات المتحدة التي كانوا يتوقعون منها موقفاً أكثر قوة من الموقف الذي اتخذته حتى الآن. ومما فاقم من خطورة الموقف أن إمدادات السلاح التي كانت تأتي من بعض المصادر الأخرى كتركيا على سبيل المثال قد توقفت هي الأخرى. فعند إحدى نقاط العبور غير القانونية على الحدود بين تركيا وسوريا قال لي رجل من رجال "الجيش السوري الحر" رفض الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية وإن كان يكنى بـ"أبي سفيان" أنه لم يعد قادراً على تهريب أي سلاح لسوريا بسبب صعوبة الحصول علي تلك الأسلحة في تركيا في الوقت الراهن بعد أن كان ذلك متيسراً نسبياً في فترة مبكرة". وقال أبو سفيان أيضاً:" الغالبية العظمى من الأسلحة الجديدة التي نحصل عليها تأتي من جيش الأسد، وإذا لم تكن هناك أعداد كافية من المقاتلين فإننا نجلبهم من تركيا. ففي معسكرات اللاجئين السوريين المقامة في تركيا في الوقت الراهن يوجد العديد من الرجال من ذوي الخبرة العسكرية والتدريب الجيد الذين يمكن أن يساعدوننا كثيراً ونحن نبذل قصارى جهدنا من أجل العمل على جلب مثل هؤلاء الأشخاص من هناك من خلال التسلل عبر النقاط غير القانونية عبر الحدود". ولكن أبا سفيان يقول:" إن الأعداد التي يتم إدخالها من المقاتلين تظل محدودة مع ذلك، بسبب نقص الأسلحة ويضيف:"لو كانت لدينا كميات كافية من الأسلحة لكنا قد قمنا بإحضار المزيد من الرجال من تركيا". ووسط تلك الصعوبات المتزايدة يعمد بعض رجال الجيش السوري الحر إلى تصنيع أسلحتهم بأنفسهم. فوحدة ذلك الجيش الموجودة في قرية "أختيرين" قامت بتخصيص واحد من أعضائها لتصنيع القنابل والمفرقعات. والمفرقعات التي يتم تصنيعها في القرية بدائية، وتستخدم فيها مواد بسيطة مثل أنبوب من الحديد الزهر مع "فيوز" يقوم المقاتل بإشعاله بعود ثقاب، ولكن رجال الجيش السوري الحر هناك يقولون إنها فعالة وقادرة على إلحاق قدر كبير من الخسائر بقوات النظام، وهو ما ثبت من خلال التجربة العملية. ويقول"أبو محمد"وهو من قادة الجيش السوري الحر في حلب الذين يزودون رجالهم بقنابل مصنوعة محلياً: "إن أميركا وأوروبا تكتفيان بالكلام ولا تفعلان شيئاً، ولا تقدمان يد العون والمساعدة كما كنا ننتظر. وعلى الرغم من أنه كانت هناك وعود من دول أخرى لتزويدنا بالسلاح، إلا أن ما حدث على أرض الواقع أن أياً من تلك الوعود لم يتحقق حتى الآن على الأقل". في مدينة سورية صغيرة بالقرب من الحدود التركية تبعد كثيراً عن مواقع القتال"قال لي "عبد الكريم أبو عزم" القناص بالجيش السوري الحر إنه قادر على الحصول على بندقية عادية الآن، ولكن ليس بندقية قناصة من النوع الذي يمكن أن يفيده. وأنه مع عدم توافر ذلك النوع من البنادق المناسب لنمط التدريب المتخصص الذي تلقاه على القنص، فإنه لا يجد أمامه من وسيلة سوى البقاء بعيداً عن خطوط القتال الأمامية. "لو كان لديّ بندقية قناصة لما ظللت هنا دقيقة واحدة ولذهبت على الفور لحلب. وفي الوقت الراهن نحن في حاجة إلى أسلحة فعالة وعلى وجه الخصوص مضادات الطائرات بعد أن توسع نظام بشار في استخدامها في الآونة الأخيرة". في حلب التي تعد من جبهات القتال الأمامية في سوريا في الوقت الراهن، يقول مقاتلو الجيش السوري الحر إنهم قادرون على تدبير أمورهم الحالية بما يملكونه من أسلحة، ولكنهم من دون دعم خارجي بالأسلحة والمعدات لن يتمكنوا من تحقيق تقدم أو طفرة في هذا القتال، وحتى إذا نجحوا في ذلك من خلال بذل جهود جبارة فإن ذلك التقدم سيكون بطيئاً. يقول "خالد الخطيب" رجل الشرطة السابق الذي فر من عمله والتحق بالجيش السوري الحر ملوحاً ببندقيته الهجومية:"الكلاشينكوف هو السلاح الوحيد الذي امتلكه في مواجهة بشار الذي يحارب بالمروحيات، والدبابات، والطائرات النفاثة" ولكنه يضيف في ثقة" ومع ذلك فإننا حتى بهذا السلاح المتواضع قادرون على السيطرة على مناطق جديدة". تومي آيه.بيتر حلب - سوريا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©