الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تقرير بريطاني يرصد آفاق علاقات مصر التجارية مع جوبا

6 سبتمبر 2012
لندن، القاهرة (وكالات) - تحدثت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية عن علاقة مصر بدولة جنوب السودان، خاصة فيما يتعلق بالتجارة، وقالت نقلا عن محللين إن مصر، أقدم دولة في العالم، تكافح من أجل تشكيل نهج متماسك تجاه الدولة الأحدث، وهي جنوب السودان، حيث لا تزال علاقة القاهرة بالدولة المستقلة حديثا مهملة. وتضيف الصحيفة أنه رغم اشتراك البلدين في نهر النيل الذي يعد مصدرا حيويا لكليهما، إلا أن مصر منشغلة في انتقالها الفوضوي واضطرابها الاقتصادي، ويفتقر قادتها السياسيون إلى الوقت وربما للإرادة السياسية لإعادة تشكيل العلاقات مع جنوب السودان منذ انفصالها في يوليو 2011. وقبل الانفصال، كانت مصر منخرطة في علاقات تجارية مع الدولة الحبيسة غير الساحلية من خلال جارتها الشمالية التي تتشارك معها في علاقات تاريخية وسياسية وثقافية قوية، إلا أن جنوب السودان أصبح مستقلا، ويعاني من علاقات سيئة مع الخرطوم، ومن ثم تواجه التجارة المصرية تحديا جديدا في تطوير علاقات تجارية ثنائية مع جوبا. ونقلت الصحيفة عن علاء عز، الأمين العام للاتحاد العام للصناعات المصرية قوله، إن هناك مشكلة رئيسية في إمكانية الوصول إلى جنوب السودان، وهي ضرورة الشحن عن طريق دول أخرى. ويؤكد عز أن النقل طالما كان مشكلة تاريخية، وأغلب التجارة كانت تتم مع الجزء الشمالي من حدود السودان. وتشير الصحيفة إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان بلغ 7.542 مليار دولار عام 2010، بصادرات مصرية قيمتها 2.503 مليار دولار، بحسب أرقام وزارة التجارة المصرية. إلا أن أحدث الأرقام المتاحة لا تشمل تفاصيل إحصاءات تجارية فردية مع الدولة الجديدة. ويلفت عز إلى أن هناك اتفاقية التجارة الحرة، قائلا إنه بصدد الانتهاء من تفعيل نفس اتفاق التجارة المطبق مع الشمال والذي سيعزز التجارة بشكل كبير مع الجنوب. ويوضح المسؤول التجاري أنه حتى الآن، لا تزال أغلب التجارة بين مصر وجنوب السودان غير رسمية، حيث تشتعل المنطقة الحدودية بالتهريب. من جانبه، يقول هشام الخازندار، المؤسس المشارك والعضو المنتدب في شركة القلعة القابضة للاستثمارات المالية، إن التأثير السلبي على الجانب التجاري كان واضحا ليس في أعقاب انفصال جنوب السودان، ولكن بعد اشتعال الصراع على النفط. ويتابع الخازندار قائلا، إنه بدأ في متابعة الفرص وتطوير العلاقات مع مسؤولي جنوب السودان والقطاع الخاص فيها قبل فترة طويلة من الاستفتاء والاستقلال. وكان هذا النوع من التواصل قبل الاستقلال هدف أول مؤتمر للاستثمار العربي الذي عقد في جوبا في فبراير 2010، وشارك فيه وفد من رجال الأعمال المصريين على أمل توافر فرص في المستقبل في سوق مربح وغير مستغل. ويقول مصطفى الجندي، أحد رجال الأعمال المصريين الذين شاركوا في هذا المؤتمر، إن التعاون بين القاهرة وجوبا في مجال الزراعة يجب أن يكون ضمن الأولويات. وحث الجندي مصر على تقوية علاقتها بإفريقيا وعلى التواصل مع الأقلية النوبية التي لها علاقة مع السودان، وهما قضيتان تم إهمالهما في عهد مبارك. إلا أن التفاؤل بشأن احتمال توثيق التعاون بين البلدين لا يسود الجميع. حيث يقول علي عبد الله علي أستاذ الاقتصاد في جامعة أم درمان السودانية، إنه لا توجد وسيلة لعلاقات صحية بين مصر والسودان حتى يتم حل الكثير من الحساسيات مثل تلك المتعلقة بحلايب وشلاتين، وغيرها. من جهة أخرى قام يحيى سعيد، القائم بالأعمال المصري في جوبا، بتسليم سلطات جنوب السودان شحنة المعدات المرسلة من مصر لدعم هيئة مطافئ جنوب السودان، وتضم 30 خيمة كانت جوبا طلبتها لسد الاحتياجات لدى أفراد القوة. وقد تسلم الشحنة اللواء جون ماجوك مدير الهيئة بحضور وسائل الإعلام المحلية التي قامت بتغطية الحدث والاحتفاء بالمساعدات، كما أعرب اللواء ماجوك، وهو متخرج في جامعة الزقازيق، عن امتنانه الشخصي والرسمي لاستجابة مصر لطلبه تلك الخيام لتوزيعها على معسكرات التدريب. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية قامت مؤخرا بتسليم جنوب السودان شحنة من الأجهزة الطبية كهدية من مصر إلى مستشفيات جنوب السودان، وتضم الشحنة عددا من الأجهزة الطبية، من بينها ثلاثة أجهزة أشعة متنقلة. كما أقامت مصر في الفترة الأخيرة عددا كبيرا من المشروعات التنموية في جنوب السودان، من بينها إنشاء 4 محطات لتوليد الكهرباء وعيادة مصرية تقدم خدماتها للمواطنين بأسعار شبه مجانية، وتعد حاليا لافتتاح عيادتين أخريين، بالإضافة إلى التعاون بمجالات الري والزراعة والثورة الحيوانية والسمكية، وتقدم كذلك دورات تدريبية للكوادر الإدارية المختلفة. وحرصت مصر على زيادة الرحلات الجوية حتى أصبحت رحلات مصر للطيران بين القاهرة وجوبا يومية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©