إعداد - عدنان عضيمة:
تشهد صناعة الطيران التجاري ظاهرة البروز السريع لشركات جديدة ذات طابع عالمي عرفت كيف تقدم لزبائنها الخدمات المتميزة، وأصبحت بعض شركات الطيران الشرق أوسطية مثل (الاتحاد للطيران) و(طيران الإمارات) لا تتوقف عن اكتساح الخطوط التي كانت ذات مرة حكراً على الشركات الأوروبية والأميركية·
وفي إطار تقييم هذه الظاهرة اللافتة في صناعة النقل الجوي، أشار تقرير كتبته دارين إيفيرسون في صحيفة (هيرالد تريبيون) إلى أن شركة (طيران الإمارات) افتتحت مؤخراً خطاً جديداً بين نيويورك ومدينة هامبورج الألمانية· وتعد (كاثي باسيفيك) التي يوجد مقرها في هونج كونج من شركات الطيران العالمية ذات الطموح الكبير؛ فقد افتتحت خطاً بين نيويورك ومدينة فانكوفر الكندية· وتعمل الخطوط الجوية النيوزيلاندية على تعزيز خطها القوي الذي يربط بين لوس أنجلوس ولندن· وتشغّل شركة الخطوط الجوية الماليزية خطاً بين نيويورك والعاصمة السويدية استوكهولم· وتتبارى هذه الشركات على تقديم الخدمات المتطورة والمغريات الكثيرة لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن· ومن ذلك مثلاً أن (طيران الإمارات) تقدم لركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال على خطها الجديد من نيويورك إلى هامبورج عشاء فاخراً في فندق (ريتز كارلتون) مع خدمة توصيل كل راكب بسيارة ليموزين إلى مطار كنيدي الدولي في نيويورك· ويمكن لركاب الدرجات الثلاث لشركة الطيران الماليزية أن يستمتعوا بوجبة خاصة من المأكولات البحرية المشهورة (ساتاي)· وفضلت شركة الطيران السنغافورية الانفراد بتقديم أفضل برامج التسلية على متن طائراتها حتى يشعروا وكأنهم يعيشون في بيوتهم· ويقول طبيب إنجليزي يدعى اروك سيويل إن الفرق بين شركات الطيران التقليدية والناشئة أصبح واضحاً جداً· ويروي في هذا الصدد أنه بعد أن ركب في مقصورة الدرجة الأولى لطائرة تابعة لشركة (الاتحاد للطيران) من مطار جاتويك في لندن إلى أبوظبي وسيريلانكا فانبهر من مستوى الخدمة الراقي بالمقارنة مع تلك التي كان يلقاها على متن شركة طيران أوروبية مشهورة· وقال إن الخدمات على متن (الاتحاد للطيران) تسبق عصرها ببضع سنوات· وكثيراً ما كان سيويل يتحدث لأصحابه عن المستوى العالي لرفاهية وفخامة (قاعة الضيافة) في مطار أبوظبي التي تقدم وجبات فاخرة كاملة لركاب الدرجة الأولى ورجال الأعمال في الطائرات التابعة للشركة· وانبهر الطبيب الإنجليزي أيضاً بمن يحملون حقائب الركاب ويتبعونهم حتى الوصول إلى الطائرات؛ وهي خدمة مشابهة لتلك التي تشاهد في الفنادق· ويقول سيويل: (صحيح أن هذه الأمور تبدو بسيطة إلا أنها تجعل الرحلة أكثر متعة)· ويلقي التقرير المزيد من الضوء على شركة (الاتحاد للطيران) فيشير إلى أنها تأسست قبل 3 سنوات فقط في أبوظبي لكنها سرعان ما أثبتت قدرتها على تشغيل الخطوط العالمية· وافتتحت قبل أكثر من شهر خطاً مباشراً من مطار أبوظبي إلى مطار جون كنيدي في نيويورك، وهو الخط الأول الذي تفتتحه مع مدن الولايات المتحدة· وأصبحت نشاطاتها تغطي 35 وجهة في أنحاء مختلفة من العالم، وهي تخطط لرفع عدد خطوطها إلى 70 بحلول عام ·2010 وأعلنت الشركة أنها تشغل على خط أبوظبي- نيويورك طائرات من طراز (إيرباص إيه 340) تتسع كل منها لـ240 راكباً إلا أنها لا تستقبل فيها إلا 200 راكب فقط حتى تتمكن من تحقيق أعلى مستويات الراحة لركابها على المقاعد العريضة· ويحظى الركاب أثناء الرحلة باستخدام كمبيوتر الشاشة اللمسية قياس 26,4 سنتمتر· وتقدم الشركة أيضاً ثلاث وجبات فاخرة اختيارية تشتمل على السمك والدجاج واللحم مع اليخني المطبوخة والأرز والخضار·
وأضاف التقرير: تعمل أبوظبي الآن على توسيع مطار جديد من خلال إضافة مدرج جديد لإقلاع وهبوط الطائرات وثماني بوابات جديدة· وتقضي الخطة بتحويل المطار إلى مقصد لمحبي السفر الهادئ باستخدام أفخم المنشآت· ولم تنس شركة (الاتحاد للطيران) الدور المهم للجانب الإعلاني والإعلامي حيث ينتظر أن تشرف على تنظيم بطولة أبوظبي الثانية للجولف بمشاركة كبار نجوم اللعبة في العالم من أمثال كريس ديماركو وكولن مونتجومري·
وتشهد (طيران الإمارات) أيضاً تطوراً كبيراً؛ فقد افتتحت بدورها في شهر أغسطس الماضي خطاً جديداً يربط بين مطار كنيدي في نيويورك ومدينة هامبورج الألمانية من دون توقف؛ وهي تخطط لافتتاح خط أو خطين إلى أميركا الشمالية العام المقبل· وبغض النظر عن الجدل العالمي الذي أثير مؤخراً حول جدوى تشغيل خدمة الموبايل على متن رحلاتها، فإن طيران الإمارات بدأت تقديم الخدمة على متن طائراتها· وأضافت (طيران الإمارات) المزيد من الخدمات لركاب طائراتها مثل تقديم العروض المغرية للإقامة الفندقية في دبي خلال فترة تنظيم مهرجان السنوي للتسوق؛ وتمتد هذه الفترة من بداية ديسمبر الجاري حتى نهاية فبراير المقبل· ويبدأ سعر الغرفة في هذا العرض من 66 دولاراً (242 درهماً) لليلة الواحدة؛ ويشمل هذا السعر وجبة إفطار والنقل بالليموزين من مطار دبي إلى الفندق·
عدد اليوم
