الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصر تعرض تدريب قوات ليبية لدرء خطر الإرهاب

1 أكتوبر 2014 23:55
عرضت مصر تدريب القوات الحكومية التي تقاتل فصائل مسلحة متنافسة في ليبيا في تصعيد لجهودها للقضاء على ما تراه خطرا على استقرارها من الفوضى التي اجتاحت جارتها الغربية. ويمثل هذا العرض أحدث علامة على تدخل عربي في ليبيا التي أصبحت ملاذا للمتشددين وعلى وشك السقوط في هاوية الدولة الفاشلة. وقال مسؤولون أمنيون مصريون إن مسؤولين عسكريين مصريين وممثلين لقوات الحكومة الليبية التقوا عدة مرات خلال الشهرين الأخيرين في القاهرة وفي مدينة مرسى مطروح المطلة على البحر المتوسط. وقال مسؤول في المخابرات طلب عدم نشر اسمه إن المطروح على المائدة «استخبارات وتدريب»، في حي امتنع المتحدث باسم الحكومة المصرية عن التعقيب واكتفى أحمد بوزياد المسماري الناطق بلسان رئيس هيئة الأركان الليبية بالقول إن مصر عرضت تدريب القوات الليبية. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا إلى القيام بعمل حاسم ضد المتشددين الذين يتخذون من ليبيا قاعدة يتسللون منها عبر الحدود لمساعدة جماعة أنصار بيت المقدس في مهاجمة قوات الأمن المصرية في صحراء شبه جزيرة سيناء. وقال مسؤول المخابرات «مصر تملك معلومات عن أماكن تواجدهم (المتشددون المرابطون في ليبيا) وعددهم ونوع الأسلحة التي بحوزتهم». وقال مسؤول مصري في الأمن الوطني لـ(رويترز) إن مصر لن تقدم سلاحا. وأضاف «السلاح في ليبيا زي الرز» مشيرا إلى وفرته. ويقول مسؤولون أمنيون إن بعض هذه الأسلحة يهرب عبر الحدود ليصل في نهاية الأمر إلى أيدي مقاتلي أنصار بيت المقدس في وقت كشف مسؤول الأمن الوطني أن «قوات الأمن تضبط مهربين كل يوم». وقال المسؤولون إن أسلحة أخرى تصل عبر تجار في السودان يخبئونها في مراكب نيلية تسافر إلى مدن مصرية ليتم تفريغها فيها. وقال مسؤول الأمن الوطني «المتشددون يدفعون ثمن هذه الأسلحة مثلا من خلال سرقة السيارات المصفحة التي تنقل الأموال من القاهرة إلى بنوك في الاسكندرية وشرم الشيخ». يذكر أن مخاوف مصر تزايدت بعد أن قتل مسلحون متشددون يتخذون من ليبيا قاعدة لهم 21 من رجال حرس الحدود المصري في يوليو الماضي. ويقول مسؤولون إن القاهرة ليس لديها أي نية للتدخل مباشرة في الصراع لكن مسؤولين بالأمن الوطني قالا إن مصر درست إمكانية شن هجمات عبر الحدود منذ عدة أشهر. وسلط المسؤولون الأمنيون المصريون الضوء على ما وصفوه بصلات تربط بين المتشددين في كل من ليبيا ومصر وداعش وقالوا إن متشددين مصريين يعملون في ليبيا يحلمون بإقامة امبراطورية على غرار داعش في بلدهم الأم. وقال أحد قادة أنصار الشريعة لـ(رويترز) الشهر الماضي إن داعش تقدم المشورة لجماعته في إقامة خلايا سرية وتفادي الوقوع في أيدي السلطات وأكد المسؤولون الأمنيون ذلك. وفي الأسبوع الماضي حثت داعش المتشددين في مصر على شن هجمات على قوات الأمن وذبح أفرادها وذلك بعد يوم من انفجار قنبلة بجوار وزارة الخارجية المصرية في القاهرة أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وأعلنت جماعة متشددة مسؤوليتها عنه. وقال مسؤول المخابرات «توجد علاقة بين متشددي ليبيا ومتشددي مصر وداعش. وتربط بينهم صلات عقائدية ويقولون إنهم معا». وأضاف أن رسالة داعش هي «(إذا كنتم تحتاجون شيئا أو تريدون الاستفادة من خبرتنا فقولوا لنا)». وقال مسؤول الأمن الوطني إن هناك مؤشرات على أن تنظيم داعش ربما يكون قد بدأ يوسع علاقاته بجماعة أنصار بيت المقدس استنادا إلى إبلاغ أحد المتشددين من أعضاء الجماعة السلطات المصرية أثناء التحقيق معه بعد القبض عليه أن مقاتلا من داعش في العراق اتصل به وأرسل له أموالا. ولم يتسن التأكد من هذه الرواية من مصدر مستقل. وبخلاف عرض تدريب القوات الليبية قال مسؤول المخابرات إن القاهرة مستعدة للتعامل مع اللواء السابق بالجيش الليبي خليفة حفتر من أجل التصدي للمتشددين. وكان حفتر برز كقائد منشق يقاتل المتشددين لكنه دخل في الآونة الأخيرة في تحالف ضعيف مع الحكومة في طبرق في إطار حالة الفوضى التي تشهدها البلاد. وقال مسؤول المخابرات إن «مصر أبلغت حفتر أن بوسعها مساعدته في التصدي للمتشددين في درنة وان بوسعها تزويده بمواقعهم وأن من الممكن تدريب رجاله على كيفية قتالهم». ويشعر المسؤولون الامنيون المصريون بالانزعاج بصفة خاصة بسبب المتشددين الذين يعملون في محيط مدينة درنة الليبية التي تعد مركزا للمتشددين ولتنظيم القاعدة على مسافة بضع مئات الكيلومترات من الحدود. (القاهرة - رويترز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©