الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ليبيا تتسلم من موريتانيا مدير مخابرات القذافي

ليبيا تتسلم من موريتانيا مدير مخابرات القذافي
6 سبتمبر 2012
أعلن مساعد النائب العام في ليبيا أن رئيس جهاز الاستخبارات الليبي السابق عبد الله السنوسي تم تسليمه أمس إلى مكتب النائب العام في طرابلس. وقال مساعد النائب العام الليبي طه بعرة إننا “نؤكد أنه تم تسليم عبد الله السنوسي إلى ليبيا، وقد تم تسليمه إلى مكتب النائب العام بالفعل. وستجرى له فحوص طبية روتينية يبدأ بعدها استجوابه مباشرة. وسنقرر لاحقا مصيره”. وشكر رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبدالرحيم الكيب أمس في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس “دولة موريتانيا على تعاونها مع ليبيا وتسليمها المدعو عبد الله السنوسي”. ودعا الكيب الدول التي تأوي مطلوبين للشعب الليبي إلى تسليمهم، وتعهد بتوفير محاكمات عادلة لهم تتفق والمبادئ الإسلامية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان. ووصل السنوسي بعد ظهر أمس إلى مطار معيتيقة بأحد ضواحي طرابلس ثم نقل في طائرة مروحية إلى السجن الذي أعدته الحكومة الانتقالية لمحاكمة كبار رجال النظام السابق في إحدى ضواحي طرابلس. وأعلنت الحكومة الموريتانية في بيان رسمي أمس تسليم عبدالله السنوسي مدير المخابرات الليبية السابق إلى الحكومة الليبية. وقال مسؤول موريتاني أمس إن عبدالله السنوسي “غادر فعلاً موريتانيا، بعد أن قدمت الحكومة الليبية كل الضمانات المطلوبة لتسليمه”. ولكن المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته لم يقدم تفاصيل هذه الضمانات. وأضاف أن “كل الإجراءات القانونية المتعلقة بتسليم السنوسي تم احترامها أيضا”. وكان وفد ليبي كبير يضم وزير العدل حميدة عاشور ووزير المالية حسن زقلام وقائد أركان الجيش الليبي يوسف المنقوش لمناقشة طلب تسليم السنوسي، وصل إلى موريتانيا أمس الأول لمناقشة طلب تسليمه. واعتقلت موريتانيا السنوسي في مارس الماضي بعد محاولته دخول الأراضي الموريتانية بجواز سفر مالي مزور قادماً من الأراضي المغربية. وكانت ليبيا وفرنسا ومحكمة العدل الدولية تطالب بتسليم السنوسي لمحاكمته. ويعتبر السنوسي الذراع الأيمن في نظام القذافي السابق ومتهم بالمسؤولية عن عشرات الجرائم التي نفذت في البلاد ومن بينها إعدام أكثر من 1200 سجين في سجن أبو سليم رمياً بالرصاص خلال أقل من 3 ساعات. وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية العقيد السنوسي (62 عاما) زوج أخت صفية فركاش الزوجة الثانية للزعيم الليبي الراحل، وأحد أبرز منفذي سياسة قمع الانتفاضة الشعبية ضد القذافي في 2011. وكان السنوسي ضمن الدائرة المقربة جداً من القذافي، وأدار لفترة طويلة جدا الاستخبارات العسكرية الليبية “أحد أجهزة النظام القمعية الأكثر قوة وفاعلية”، حسب تعبير المحكمة الجنائية الدولية. ولم تعرف تحركات السنوسي بعد ظهوره العلني الأخير في 21 أغسطس 2011، يوم دخول الثوار العاصمة الليبية، وحتى اعتقاله في موريتانيا. وفي هذا اليوم اتهم السنوسي للتحدث خلال مؤتمر صحفي في فندق ريكسوس “المخابرات الغربية والحلف الأطلسي بالعمل جنباً إلى جنب مع تنظيم القاعدة لتدمير ليبيا” مؤكداً أن “ليبيا لن تحكمها عصابات إرهابية”. أما ما قام به بعد ذلك فيبقى غير مؤكد. وفي أكتوبر الماضي قالت مصادر أمنية نيجيرية ومالية إنه دخل من النيجر إلى مالي مع عدد قليل من رجاله. وفي نوفمبر أعلنت السلطات الليبية اعتقاله بمنطقة سبها جنوب ليبيا حيث معقل قبيلة المقارحة النافذة. لكنها تراجعت عن هذا الإعلان لاحقاً. لكن المؤكد حسب عدة مصادر موريتانية فقد دخل السنوسي موريتانيا بجواز سفر مالي وهوية مزورة واعتقل ليل 16-17 مارس في مطار نواكشوط قادماً من المغرب. وأوقف قبل توجيه التهمة إليه في 21 مايو، بتهمة “تزوير وثيقة سفر” ودخول البلاد بطريقة غير قانونية. وظل قيد الاحتجاز في نواكشوط منذ توقيفه وحتى تسليمه أمس. وصدرت بحق السنوسي مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في 27 يونيو 2011 لاستغلال “أجهزة الدولة الليبية وقوات الأمن لارتكاب مجازر وعمليات تنكيل ضد مدنيين تشكل جرائم ضد الإنسانية” منذ بداية الثورة الليبية، وخاصة في طرابلس وبنغازي. كما أشير الى السنوسي بأصبع الاتهام فيما يعرف بمجزرة سجن ابوسليم في طرابلس حيث قتل أكثر من ألف سجين سياسي بالرصاص في 1996. أما في الخارج فقد أصدر القضاء الفرنسي عليه حكما غيابيا في 1999 بالسجن المؤبد لدوره في اعتداء 10 سبتمبر 1989 الذي استهدف رحلة “يو تي إيه 772” الجوية التي قتل فيها 170 مسافراً. لكن السلطات الليبية تقول إن السنوسي سيحاكم في ليبيا مثل سيف الاسلام نجل القذافي والملاحق بدوره من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
المصدر: نواكشوط، طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©