الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة الديون السيادية تهدد سوق العقارات التجارية في أوروبا

18 سبتمبر 2011 22:20
بدأت سوق العقارات التجارية في أوروبا، التي كانت تتعافى بطيئاً خلال العامين الماضيين، تصاب بالوهن مرة أخرى بسبب مخاوف من حدوث ركود عالمي. وكان المستثمرون من زمن غير بعيد يشترون عقارات تجارية خصوصاً في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبولندا والدول الاسكندنافية، توقعاً منهم أن النمو الاقتصادي سيشجع الشركات على تأجير الوحدات العقارية الأمر الذي يزيد نسبة الإشغال وينمي إيرادات التأجير. غير أن أزمة الديون غيرت هذه التوقعات. فالآن تتقلص الصفقات العقارية وتتوقف خطط التوسعات العمرانية ويحذر بعض المحللين من أن الشركات العقارية على وشك ركود جديد. كما حذَّر “بنك أوف أميركا” مؤخراً من إفراط قيمة كبريات الشركات العقارية المسجلة في سوق المملكة المتحدة الأمر الذي أدى إلى تصحيح حاد لأسعار أسهم ل”اند سكيوريتيز جروب” و”جريت بورتلند استيتس” و”ديرونت لندن.” وقال محللو “بنك أوف أميركا ميريل لينش”: “ربما يكون من المناسب للقطاع العقاري أن يتداول أسهمه بأسعار مميزة توقعاً للنمو. غير أنه في ظل البيئة الاقتصادية الراهنة التي تفتقر إلى النمو لا يوجد ما يبرر تلك الأسعار المرتفعة”. ويقول محللو العقارات إن نمو تأجير العقارات في العديد من كبريات الأسواق الأوروبية يكاد يتوقف. وبالنظر إلى أن الحصول على التمويل أصبح أكثر صعوبة وأن المستثمرين ازدادوا حرصاً فإن إبرام الصفقات يستغرق وقتاً أطول بل إنه لا يوجد سوى القليل من هذه الصفقات. يذكر أن حجم الاستثمار العقاري الإجمالي في أوروبا بلغ 26,2 مليار يورو في ربع السنة الثاني منخفضاً بنسبة 11,5% عن ربع السنة الأول، بحسب تقرير عن أسواق العقارات التجارية الأوروبية خلال النصف الأول من العام الحالي أصدرته مؤسسة “كوشمان أند ويكفيلد”. وسجلت مجموعة “سي بي ريتشارد إليس” للخدمات العقارية أرقاماً مشابهة، كما ذكرت هذه المجموعة أن الاستثمار عبر الحدود، وهي الاستثمارات من دولة أوروبية في دولة أوروبية أخري، تراجع بنسبة 19% خلال الربع الثاني من العام الحالي، ما يعني أن المستثمرين ينسحبون في ظل اقتصاد أوروبي متذبذب. ويقول مايكل ريدرك، رئيس الأسواق الرأسمالية الأوروبية في “كوشمان أند ويكفيلد”: “شهدنا تباطؤ أحجام الاستثمار في ربع السنة الثاني وهو أول تراجع ربعي منذ انهيار بنك ليمان براذرز عام 2008”. ورغم أن بعض المحللين يتوقعون زيادة حجم الاستثمار العقاري بنسبة % مقارنة بالعام الماضي، إلا أن “كوشمان أند ويكفيلد” قلصت توقعها في شأن حجم الاستثمار العقاري التجاري الأوروبي إلى 124 مليار يورو عام 2011 من سابق توقعها البالغ 135 مليار يورو. وفيما يظهر الاقتصاد مؤشرات الوهن عموماً فإنه من غير الواضح حتى الآن كيف ستتأثر إيرادات العقارات التجارية. ومع تفاقم مشاكل الديون السيادية في أوروبا وزيادة عدم اليقين الاقتصادي العالمي عموماً من غير المرجح أن يكون المجال العقاري هو الاستثمار المفضل. في ذلك قالت مجموعة “سي بي ريتشارد إليس” للخدمات العقارية: “في ظل الأحوال الراهنة تتوجه رؤوس الأموال نحو الأصول التي تكفل أكبر سيولة التي لا تشمل القطاع العقاري حالياً”. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©