الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تركيا ومواجهة «داعش»

2 أكتوبر 2014 00:05
ارين كونينجهام وريبكا كولارد اقتربت الحكومة التركية أول أمس من حافة التدخل المباشر في الصراع الدائر في سوريا والعراق وشددت الإجراءات الأمنية على طول حدودها مع سوريا، وطلبت من البرلمان أن يجيز إرسال قوات تركية إلى البلدين اللذين تعصف بهما الحرب. ونشرت تركيا يوم الثلاثاء مئات الجنود والدبابات على الحدود مع سوريا لاحتواء حصار داعش لبلدة عين العرب -التي تعرف أيضاً باسم كوباني- السورية الحدودية، الذي قد تتسرب تداعياته إلى تركيا. مجلس الوزراء التركي أرسل مشروع قانون إلى البرلمان يسمح للقوات التركية بدخول الأراضي العراقية والسورية للتصدي للمتطرفين. وصرح نائب رئيس الوزراء التركي للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة أن التفويض بإرسال قوات قد يؤدي أيضاً إلى فتح قواعد تركية عسكرية أمام القوات الأجنبية. والعمليات العسكرية المحتملة للجيش التركي القوي وجيد العتاد عبر الحدود قد تؤدي إلى تغير كبير في المواجهة الدولية مع «داعش». واُتهمت تركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي بمساعدة مقاتلي «داعش»، كما أنها لم تنضم إلى الائتلاف الذي تتزعمه الولايات المتحدة لشن ضربات جوية على الجماعة المتشددة في العراق وسوريا. وانضم الكثير من المقاتلين الأجانب إلى «داعش»، أو جماعات متمردة أخرى في سوريا من خلال عبورهم الأراضي التركية. وتسبب هجوم «داعش» على عين العرب عن 160 ألف لاجئ فروا إلى تركيا الأسبوع الماضي، كما أن قذائف سقطت على أراض تركية. واستهدفت ضربات جوية أميركية في الآونة الأخيرة طرد مقاتلي «داعش» من عين العرب، التي تحميها قوات كردية سورية وبعض المقاتلين الأكراد من تركيا. وتواصلت الاشتباكات رغم هذا خارج عين العرب، وسقوط هذه المدينة الاستراتيجية في أيدي «داعش» يمكن الجماعة من فرض سيطرتها على قطاع واسع من الحدود التركية السورية، ويرجح أن يفتح طرقاً جديدة للإمدادات بالعتاد أو بالأفراد. ويشير «أوجلان إسو» المتحدث باسم القوات الكردية المقاتلة في «عين العرب» إلى أنه «في كل مرة يحقق تنظيم داعش تقدماً يلاحقها الائتلاف.. وهذا حدث في عدة قرى». ويبدو أن التوترات المرتبطة بالحرب على «داعش»، تقترب من الحدود التركية، وضمن هذا الإطار، ذكر بيان نشر يوم الثلاثاء الماضي صادر عن القيادة الأميركية الوسطى للجيش الأميركي أن طائرات حربية أميركية ضربت مواقع لـ«داعش» على الحدود التركية السورية، بالإضافة إلى عشر هجمات جوية في كل من العراق وسوريا يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين. وذكر مسؤولون أمنيون أن القوات الكردية في العراق شنت في الوقت نفسه هجوماً لاستعادة السيطرة على بلدات تستولي عليها «داعش» في الشمال. وأضاف المسؤولون الأمنيون أن الآلاف من قوات البشمركة الكردية شاركت في معركة ركزت على بلدة ربيعة العراقية الحدودية. وفي أغسطس الماضي، شنت «داعش» حملة قوية لفتت الأنظار عبر شمال العراق منطلقة من مدينة الموصل التي تسيطر عليها منذ يونيو الماضي. وألحق مقاتلو «داعش» بالقوات الكردية الهزيمة في عدد من المناطق، وأصبحت أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي في مرمى نيرانهم قبل أن تتدخل الطائرات الحربية الأميركية لتصد تقدم مقاتلي الجماعة المتشددة. ومنذ ذاك الحين، استعاد مقاتلو البشمركة الأكراد هذه المكاسب مدعومين بتهديد الضربات الجوية الأميركية. لكن بلدة ربيعة وبلدات أخرى في منطقة غرب الموصل ظلت تحت سيطرة «داعش» منذ أغسطس الماضي. وفي إطار استشعار تركيا للخطر، ذكر عضو في البرلمان الكردي التركي يدعى ماجد السنجاري أن مقاتلي «داعش» زرعوا مئات الألغام التي تعطل تقدم العملية الهجومية. وأضاف أن قوات البشمركة تكبدت خسائر في الأرواح. وصرح أن قوات البشمركة تأمل أن تزحف إلى بلدة «سنجار»، التي يسيطر تنظيم «داعش» عليها في اليومين التاليين. وكانت سنجار موطنا لعشرات الآلاف من الإيزيديين الذين يعتبرهم مقاتلو التنظيم من الكفار. وفي أغسطس الماضي، حاصر مقاتلو «داعش» الإيزيديين الفارين الذين لجأوا إلى جبل سنجار القريب. ودفعت الأزمة الانسانية التي كان يموت فيها الإيزيديين من الجوع والعطش القوات الأميركية للتدخل. وذكر محمود حاجي المستشار الأمني لوزارة الداخلية الكردية أن «ربيعة» و«سنجار» هما مركزان محوريان للإمدادات اللوجستية لـ«داعش» في العراق. وأضاف «نتوقع مصادمات هائلة مع داعش في سنجار». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©