جماهيرية كأس «اتصالات» ترتفع إلى 150%

شهدت الجولة الأولى من كأس “اتصالات” لكرة القدم حضوراً جماهيرياً جيداً، مقارنة بالجولة نفسها من بطولة الموسم الماضي، وبنسبة زيادة تخطت 150%، في ظاهرة صحية شهدتها ملاعبنا تبشر بموسم حافل بالزخم الجماهيري في المدرجات التي شكت مر الشكوى من الغياب الجماهيري، في مختلف البطولات في المواسم الماضية، وهو ما شكل هاجساً يؤرق مضاجع الأندية والمعنيين بإدارة اللعبة، خاصة أن وجود المشجعين من المعايير المهمة للاتحاد الآسيوي في الدوريات المحترفة. وتعتبر التغييرات الكبيرة، واستقطاب عدد من نجوم اللعبة، على صعيدي المدربين واللاعبين، سبباً مباشراً في عودة المشجعين الجيدة نسبياً إلى مدرجات الاستادات المختلفة، دون تنسيق أو مبادرات معينة من الأندية، مثلما قام به البعض في الموسم الماضي، مثل مبادرات نادي الجزيرة الذي استطاع أن يتصدر ترتيب الحضور الجماهيري في الموسمين الماضيين، ويؤكد ذلك أن وجود أسماء كبيرة في عالم الكرة يظل الحافز الأكبر والأهم لملء المدرجات؛ لأن عشاق اللعبة الذين يستمتعون بفنون الدوريات العالمية عبر الفضائيات يجذبهم دائماً المستوى المتميز للمشاهدة، ولم تخب الجولة الأولى لكأس “اتصالات”، رغم من أنها تعتبر بطولة تنشيطية في المقام الأول، ظن الجمهور، وأعطت مؤشراً قوياً بأن المستوى الفني سيكون مغايراً بشكل كبير عن المواسم السابقة، بفضل ما صرفته العديد من الأندية في الصفقات التي سبقت انطلاقة الموسم، والحرص على المنافسة بقوة. ووجود نجوم مثل الأسطورة مارادونا والنجوم الفرنسي تريزيجيه والغاني أسامواه جيان والسعودي ياسر القحطاني والأوزبكي حيدروف، وأجانب الجزيرة والوحدة المستمرين من الموسم الماضي، بجانب عدد من الأسماء في الأندية الأخرى مدربين، ولاعبين جعل طموحات محبي كل نادٍ ترتفع برؤية فريقها على منصات التتويج، وهو ما رفع نسبة المتابعة من داخل الملاعب، والتي وإن اقتصرت على بعض الأندية الجماهيرية في الجولة الأولى من البطولة، فسوف تشمل البقية إذا أحسنت الأندية استغلال الوضع الحالي، وفعلت تواصلها مع جمهورها بشكل أفضل وتفادت السلبيات الماضية. حقائق وأرقام ورغم التوقعات بأن الوجود الجماهيري في أول مباراة رسمية للأسطورة ماردونا مع الوصل الذي لعب خارج ملعبه أمام الجزيرة كانت كبيرة، إلا أن مباراة العين والوحدة المنقولة خارج ملعب الأول تصدرت المشهد بأعلى رقم، حيث حضر اللقاء 3869 مشجعاً، وحافظت بذلك على تفوق الفريقين اللذين حضر مباراتهما في الجولة الأولى من كأس “اتصالات” في الموسم الماضي باستاد آل نهيان، 1953 مشجعاً، بينما حضر مباراة الجزيرة والوصل باستاد محمد بن زايد الخميس الماضي 3740 متفرجاً، وكانت الجولة الأولى أول مباراة للفريقين في البطولة نفسها في الموسم الماضي قد شهدت حضوراً متواضعاً، حيث لعب الجزيرة على ملعبه مع الشباب بحضور 458 متفرجاً، بينما لعب الوصل مع الشارقة في الجولة على ملعب الأخير بحضور 813 مشجعاً. وحلت في المركز الثالث من حيث الوجود الجماهيري في الجولة الأولى لكأس “اتصالات” مباراة عجمان والأهلي “1164 متفرجاً، ثم الشباب وبني ياس “823 مشجعاً”، والشارقة والنصر “488 متفرجاً، وأخيراً مباراة الإمارات ودبي التي حضرها 345 متفرجاً، ويلاحظ أن تواصل الإحجام عن مباريات بعض الأندية، رغم أن المؤشر العام يعتبر إيجابياً. ولعل أن بداية الموسم بهذه البطولة، بعكس المواسم الماضية التي كانت الانطلاقة فيها ببطولة الدوري جعل رغبة الجمهور في الوجود كبيرة للاطمئنان على جاهزية فرقها وقدرتها على المنافسة. وتبقى المحصلة أن على الأندية تعزيز حضور الجمهور بمبادرات أكبر تساعد على رفع العدد في كل مباراة عن التي سبقتها، حتى تكون النسبة جيدة مع بداية بطولة الدوري منتصف الشهر المقبل، حتى تقضي على هاجس خلو المدرجات. وإذا كان المستوى الفني يبشر بموسم حافل، فإنه أيضاً يجعل التوقعات مرتفعة، في ما يتعلق بحضور المشجعين بشكل متميز هذا الموسم، فقط يجب أن تتكاتف جهود الأندية ولجنة المحترفين، حيث إن تصاعد الخط البياني لحضور الجمهور يسهم في إثراء اللعبة، وزيادة متعتها؛ لأنه يمثل “ملح” كرة القدم الذي لا غنى لأي مسابقة عنه. ويرى عبدالله ناصر الجنيبي نائب رئيس لجنة دوري المحترفين، أن الزخم الجماهيري الذي صاحب بداية كأس “اتصالات” هذا الموسم، يرجع لأسباب عديدة، في مقدمتها توقيت انطلاقتها في بداية الموسم، وبعد شهر رمضان الكريم الذي شهد تحضيرات الأندية، وهذا منحها الاهتمام الإعلامي والجماهيري، حيث يسعى المشجعون للاطمئنان على جاهزية فرقهم، وصاحب ذلك وجود أسماء كبيرة من مدربين ولاعبين، ونتمنى أن يتواصل هذا الزخم في الجولات المقبلة في البطولة التي تستفيد منها الأندية بشكل أفضل هذه المرة. وأوضح الجنيبي أن الجولة الأولى شهدت مباريات قوية وحافلة بالقوة والإثارة؛ لذلك فإن التوقعات تشير إلى أن المستوى الفني هذا الموسم سيكون مرتفعاً، وهذا بدوره يساعد على وجود أكبر للجمهور في الملاعب في الفترة المقبلة، وهذا ما نرجوه. وأضاف: من جانبنا وبالتعاون والتنسيق مع الجهات الأخرى المرتبطة بالتنظيم من أندية وشرطة أعددنا الترتيبات اللازمة، بحيث تسهل عملية وجود المشجعين في المدرجات، لأنه هدف سعينا إليه في المواسم الماضية، بعد تطبيق الاحتراف الذي بدأت ملامحه تتضح بقوة، وطالب الجنيبي الأندية بتوفير كل المعينات الخدمات التي تجعل المشجع يشاهد المباراة من الملعب بأريحية حتى يواظب على الحضور. من جانبه، أكد العقيد راشد سهيل آل علي مدير إدارة المهام الخاصة بشرطة أبوظبي، أن اللجان الأمنية سوف تظل تعمل على تقديم التسهيلات كافة، التي تمكن الجمهور الرياضي من الوجود في المباريات، والاستمتاع بها، من حيث توفير حركة انسيابه إلى الملاعب وخروجه منها لتواصل بذلك عملها. وقال: نتوقع حضوراً أكبر عن الموسم السابق إلى الملاعب المختلفة، ونعمل على القيام بمهمتنا على أفضل وجه وفي الوقت نفسه نأمل أن يتقيد كل مشجع بالضوابط المعروفة، وأن يساند فريقه بطريقة حضارية.