البحث عن الذات

شتان الفارق بين أن يولد جيل من اللاعبين بأكمله على البطولات والإنجازات، وبين جيل آخر لا يستطيع أن يجاري الكبار في آسيا، وفي اعتقادي أن هذا الإحساس، وهذا الفارق هو الذي سوف يطمئن جماهير الإمارات، عندما يخوض أبيضنا الأولمبي أولى مبارياته في التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن يوم الأربعاء أمام أستراليا. لقد تجرعت كرة الإمارات منذ اعتزال الجيل الذهبي الكثير من الخسائر والإحباطات، والخروج المبكر من البطولات الكبيرة والتصفيات الأولية، ولم تفرز المرحلة التي تلت ما هو دافع لأن نتبوأ مكانة مرموقة بين الكبار في آسيا، وشهدت المرحلة الكثير من التحولات والإحلال في اللاعبين والمدربين، وتمت إعادة وشحذ الهمم مرات ومرات، لكن دون جدوى، والنتائج خير شاهد باستثناء بطولة الخليج التي كسبنا لقبها للمرة الأولى في أبوظبي، حتى بزغ في السماء جيل جديد، هو جيل شباب الأولمبي الذين ردوا الاعتبار لكرتنا عندما تأهلوا، وعن جدارة إلى نهائيات كأس العالم للشباب التي أقيمت في مصر، والصعود المستحق إلى دور الثمانية، وأخيراً فضية الأسياد التي أقيمت في بكين، وبالتالي بات نجوم الأولمبي مصدر الفرحة والسعادة لجماهير الإمارات. وعندما يستهل منتخبنا الأولمبي مشواره بعد غد، من خلال مواجهته المرتقبة أمام أستراليا، كلنا أمل ورغبة بأن يرجع منتخبنا الأولمبي الهيبة وماء الوجه للكرة الإماراتية التي فقدتها من جراء خسارة منتخبنا الأول، وتراجع حظوظه، أو ربما تلاشيها في التأهل إلى الدور الثاني للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014. منتخبنا الأولمبي الذي يشار إليه بالبنان، وصاحب فضية أسياد بكين يعلم تمام العلم بأن المهمة ليست سهلة، كما أنها ليست مستحيلة، وهو الذي خاض معظم لاعبيه مناسبات ومباريات كبيرة، وحقق فيها ما يدعو للفخر وكانت بمثابة رصيد إيجابي يصب في تاريخ تلك المجموعة الموهوبة المتجانسة مع مدربهم، لهو قادر على تحقيق نتيجة إيجابية تجلب الفرحة لجماهيره قبل إدارته، خاصة أن الروح التي تعتلي اللاعبين عالية، وقطعاً تختلف عما كان عليها بعض من اللاعبين أثناء تواجدهم مع المنتخب الأول، ومهمة الأبيض الأولمبي ستكون مزدوجة، وتتركز على النتيجة الإيجابية أولاً، ورد اعتبار الكرة الإماراتية ثانياً، خاصة أن الزمان والمكان مختلفان، كما أن الإدارة الفنية والإدارية مختلفة، وقادرة على تهيئة جميع الظروف المناسبة أمام اللاعبين، كي يقدموا ما يشرفنا، ويرفع رؤوسنا عالياً في سماء القارة الصفراء كروياً. alassam131@hotmail.com