الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مسرحية الإسكندر الأكبر

13 ديسمبر 2006 01:02
هذه المسرحية التي صدرت الآن في معرض الكتاب بالشارقة، والتي يقدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي هديةً جديدةً للمسرح في الإمارات، وتستحق أن تقدم افتتاحية لأيام الشارقة القادمة، بل هي مهمة جداً لقراءة التاريخ الذي يكاد يعيد نفسه، وإن كانت أحداث هذه المسرحية تدور قبل الميلاد أي بدءاً من عام 331 قبل الميلاد، ولكنها تعبر عما يدور الآن في هذا العام المضطرب، وتكاد تؤكد أن الأحداث التي تمر على البشر تتشابه، بل تكاد أن تكون متطابقة ومماثلة، فقط قد تتغير أسماء صانعي تلك الأحداث، بل إن بعض القوى والأخطار تأتي من نفس المصادر، ولكن على أيدي أشخاص مختلفين فقط في الأسماء، نفس أهداف التوسع والجبروت والظلم كلها واحدة، القوى المتسلطة والمتكئة على القوة والعظمة وإذلال الشعوب الأخرى هي نفسها، تعيد إنتاج زبانيتها والمؤمنين بالهيمنة والقوة والتوسع ذاته، وحتى الأساليب المستخدمة لفرض التوسع والسيطرة تكاد تعيد نفسها، بل ساكنة هناك، حيث إرشاد فلسفة القوة والتوسع!!· إن قراءة وتمعن أحداث الفصل الأول من المسرحية، وإعادة تطبيق ما دار في ''غاغاميلا'' جنوب شرق الموصل، بعد المعركة التي هزم فيها داريوس ملك فارس، وتم أسر والدته وزوجته وأولاده، وكيفية استخدام ملك فارس للأساليب التي ورثت فيما بعد حتى هذا الزمان، من محاولة الرشوة أوالخداع أوزرع الموالين لهم أواستغلال من يطمع في الظهور الذاتي والاهتمام بالمصلحة الشخصية وخيانة القائد والجيش الذي حقق انتصارات قوية على الفرس وكذلك البلد· حيث يأتي مندوب ملك فارس ويقدم ثمناً عالياً لفك أسر عائلة الملك، وعرض تزويج إحدى بناته للاسكندر، في نفس الوقت الذي يعد فيه للهجوم على البلاد أو(غاغاميلا) وعندما يختبر الاسكندر الأكبر المحيطين به وأخذ رأيهم، يبرز بارمينيون أحد قادة جيش الاسكندر ليقول: اطلقوا الأسرى مقابل المال، لأن حراسة هؤلاء الأسرى تشغل كثيراً من الجنود، وأيضاً يمكن تكوين مملكة غنية بالمباحثات وليس بالحروب، وما الفائدة من هذه الأراضي التي تم احتلالها بين فينيقيا والفرات، وما فائدة الصحراء؟· ولكن كان رد الاسكندر مختلفاً وغاضباً، حيث قال: إن كنت أنا بارمينيون فإنني سوف أبحث عن المجد العسكري مثلك وعن المال· ثم يكتشف الاسكندر أن المندوب الفارسي كان يقوم بعملية خداع، والقصد أن يطمئن القادة والاسكندر أن لا حرب قادمة، وأن ملك فارس استكان للهزيمة التي لحقت به، ولكن يظهر جند الاسكندر الأوفياء والمتيقظون للعدو، حيث يكتشفون أن جيوش ملك فارس قادمة فيتم التصدي لها· وأيضاً توضح صورة التخاذل والخيانة والبحث عن الذات والمال، وأيضاً المتعاونين مع العدو ضد بلادهم، وكذلك الذين تم شراء ضمائرهم من مندوب ملك فارس، وكأن هذا هو الذي يحدث الآن في العراق، وكلنا يعلم الصفويين الذين طالبوا بتعويض الفرس بعد سقوط بغداد، وأيضاً منهم الذين تم شراء ضمائرهم ويأتمرون بأمرهم!! هذا هو التاريخ بالفعل يعيد نفسه، وإن كان الحدث قبل الميلاد 331 سنة· أما المشهد الثاني في المسرحية، فإنه لا يقل أهمية عن سائر الفصول التي يقدمها هذا المبدع والأديب الكبير صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث تدور الأحداث في هيرات وفي الطريق إلى قندهار، يستمر زحف الاسكندر التوسعي نحو هيرات، وكأن طريق القوى العظمى واحد وأهدافهم واحدة، وكأن عناصر التوسع والطمع مطبوعة على زند القوة والجبروت في كل الأزمنة·· تختلف الشخوص والبشر، ولكن سلطان القوة والتوسع واحد، والمتعاونون معه أيضاً والداعمون له هم أنفسهم فلول من سُلخ عنهم حب الوطن والأرض، وهم دائماً وجه واحد لعملة واحدة· إن قراءة هذه المسرحية تحتاج لمساحة أكبر من هذه الزاوية الصغيرة، لأن هذا العمل الهام يحتاج لقراءة متأنية وفاحصة لخبايا النص، وعلى عجل أقول: استوقفني ظلم الاسكندر وجنوده، لم يسمهم أكلة السمك ويقصد فيهم العرب وسكان الخليج العربي، فقد تم نهبهم وسرقة ما يعيشون عليه من رزق صيد البحر، ويقول الاسكندر باستخفاف من هؤلاء العرب: إنني أرغب في ضم هؤلاء إلى نفوذي بعد أن ينتهي غزو الهند وهيرات، ويتعجب من كونهم لم يخضعوا لسلطات وهيمنة الآخرين، حيث يقول: أنا لهم بعد حين!!· IBRAHIM_MuBARAK@hotmail.com
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©