الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكتاب الإلكتروني ثورة في عالم المعرفة والاطلاع

13 ديسمبر 2006 01:03
الشارقة ـ آمنة النعيمي: شحذوا من بين القرطاس كلمات ودسوها في قرص وسع بذكاء لكل المجلدات المستدفأ ببعضها منذ سنوات عديدة في المكتبة القديمة، مستبدلين المحبرة والريشة والقلم بلوحة المفاتيح، والورق بشاشة صافية تغني إضائتها عن الشموع والقناديل، فغدى البحث يسيرا والنقل أيسر· ولكن يبقى الكتاب الورقي هو المنهل، وتبقى حميميته في نفوس القراء، فهو الصديق الذي لا يُمل، تضمه جيوبنا وتحمله أيدينا وتنتشي برائحة أوراقه أنوفنا ويسهر وينام معنا· هذا ما أجمع عليه عدد من أصحاب دور النشر الورقية والبرمجية ويبقى للجمهور أراء متباينة، حيث رصدتها ''الاتحاد'' في معرض الشارقة الدولي الخامس والعشرين للكتاب وكانت كالتالي: سياستان في التثقيف الدكتور محمود خليل عضو اتحاد الكتاب بمصر يؤكد على أن: الكتاب الورقي أساس المعرفة، وستظل مشكلة الكتاب الإلكتروني مهما تطورت المعلوماتية في ظل الإلكترونات فإن مادته الأساسية ستظل هي الكلمة المكتوبة ولذلك سيظل المحتوى مادة الحياة للكتاب الإلكتروني، والثقافة الإلكترونية رغم يسرها وسهولتها ووجود هذه المكانز المعلوماتية عند أطراف الأصابع بالصوت والصورة، إلا انها لا تضع ثقافة شخصية، حيث يمثل يسر الحصول على المعلومات في أي وقت تهاوناً كبيراً لدى الشخص ويصاب بعطب شديد· ويضيف: هناك سياستان في التثقيف والتعليم والتربية والتكوين هما سياسة ملء الوعاء وسياسة قدح الشرارة، بمعنى الاحتفاظ بالمعلومة ثم تثميرها وتنميتها وما لم يتزود المثقف أو راغب الثقافة بهذين الجناحين، فستظل ثقافته معينة وناقصة ولا تمثل إلا جناحاً واحداً للتحليق، من هنا فالكتاب الإلكتروني يمثل الموسوعية المستعصية في عالم اليوم، فهو الفيض المعلوماتي المنظم والميسور للمثقف المعاصر، أما الكتاب الورقي فسيظل هو المزود والعماد الأصيل والروحي للأدب والثقافة والمعرفة، ذلك لأننا أولاً أمة كتاب وثانياً لان صناعة المحتوى في الكتاب الإلكتروني مادتها الأساسية كتاب ورقي فهو سيد وسائل المعرفة· ايجابيات التقنية الحديثة ومن جهته قال المهندس محمود المراكبي خبير البرمجيات الإسلامية: إن التقنيات الحديثة والبرمجيات خير معين للمؤلف ليس لاعتماده على سهولة الحصول على المصادر المختلفة، ولكن لان محرر الكتاب ومؤلفه لا يعلم متى ينتهي بحثه وتأليفه، فمثلاً عندما قمت بتأليف كتاب الإسلام والديمقراطية بدأته على أساس انه كتاب واحد فوجدت أن المعلومات فاضت وتجاوزت صفحات الكتاب ليصل إلى كتابين ومن ثم ثلاثة كتب، فقد أتاحت لي الكتابة على الحاسوب بما يوفره من خاصية نقل الفقرات والقص واللصق والفصل وكل أساليب الكتابة اليسيرة التي وفرت مئات الأوراق، أن أتوسع في بحثي، لذا فإن التقنية البرمجية ليست تمثل سهولة البحث والتقصي عن المعلومة فقط، بل حتى في عملية التأليف، ولعل إصدارنا الأخير والذي يمثل ثورة في البرمجيات الإسلامية هو أكبر شاهد على تميز التقنية الحديثة، فقد جمعنا مليون حديث نبوي على أسطوانة ليزر مصحوبة بترجمة مع خريطة بمئات الآلاف من الأسانيد المرتبطة بمواضع تخريجها وشواهدها، فضلاً عن شرح معجمي لألفاظ الحديث وبحث بدلالة الرواة· حميمية الكتاب الورقي هيثم عبدالعزيز رباح من دار المأمون رباح في سوريا يقول: الكتاب الإلكتروني والورقي مكملان لبعضهما البعض، فالكتاب الإلكتروني لا يعطل الكتاب الورقي، حيث لكل منهما مهمته الخاصة وتبقى للكتاب الورقي حميمية وشعور بأنه جزء لا يتجزأ لكل من اعتاد على القراءة منه· أما بالنسبة للكتاب الالكتروني فأن مهمته تنتهي بعد عملية البحث وتبدأ مهمة الورقي بعده، فهو أريح للعين وأيسر في القراءة، حيث ليس من المعقول أن نحمل الحاسوب معنا في كل مكان· وائل طه من دار التراث للبرمجيات يقول: نلاحظ إقبال كبير على الكتاب الإلكتروني خاصة من قبل الشباب الذين اعتادوا على الحاسوب منذ نعومة أظافرهم، ونقوم بتفريغ مواد الكتب الورقية التراثية منها في الأقراص المدمجة ونضيف مجموعة الخدمات التي تسهل عملية البحث والتدقيق في المادة المتاحة· بين جمهور المعرض وفي لقاء عام مع عدد من زوار المعرض لاحظنا إقبال الشباب أكثر على الكتاب الإلكتروني، فيما يفضل الكبار الكتاب الورقي، وأطلعتنا احدى الفتيات وتدعى عائشة انه حتى المواد المدرسية تذاكرها من الحاسوب وكذلك واجباتها تنجزها عن طريق الحاسوب· أما حسين محمد طالب جامعي فيرى ان إجراء البحوث عن طريق الحاسوب أسهل وأيسر سواء البحث أو الكتابة، فيما قال لنا احد الرجال وهو في الأربعين من العمر ويدعى سالم الشامسي انه مازال لديه حاجز نفسي في استخدام الحاسوب وعلاقته بالكتاب علاقة حب وألفة لا يستطيع ان يعوضه بأي جديد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©