السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الاختلاف بين خصائص الذكورة والأنوثة في الثقافة العربية الإسلامية

23 فبراير 2008 00:27
عن دار المدار الإسلامي في بيروت، صدر مؤخراً كتاب الدكتورة آمال قرامي (الاختلاف في الثقافة العربية/ دراسة جندرية)· يعالج الكتاب مختلف الخصائص المكوّنة للأنوثة و الذكورة المترسبة في ذاكرتنا الجمعية من خلال تعقب النصوص التراثية ومساءلتها بإحكام منهجي ودقة بحثية· أرست الكاتبة منهجيات جديدة عديدة ومتكاملة· فقد اعتمدت منهجيات الدراسات النسوية التي ترتكز على النظام الأبوي والتمييز الجندري وتقنيات التفكيك التي تبحث في تركيب السلطة وصور تشكُّلها وتنوع شبكاتها وأبعادها، وذلك لكسر إيديولوجيتها· كما استخدمت الباحثة ببراعة مجلوبات علوم الحداثة مثل الانثروبولوجيا والتحليل النفسي لاستنطاق النصوص والوثائق وتأويلها وكشف المسكوت عنه فيها· عالجت الكاتبة ظاهرة الاختلاف في الحضارة العربية الإسلامية من زاوية الاختلاف بين الجنسين محاولة تفكيك هيكلتها وخلفياتها الفقهية والإيديولوجية للتوصل إلى فهم المنطق الضمني الذي خضعت له هذه الظاهرة في أبرز تجلياتها· إذ إن مظاهر الاختلاف تبدو مستقلة ومنفصلة عن بعضها البعض بجدار صيني ولكنها في الحقيقة متصلة، بل إنها في كثير من الحالات تخضع للمنطق نفسه وتتحكم فيها الآليات السوسيو ـ نفسية نفسها لتنتج المواقف المتشابهة بل المتماثلة ضمن شبكات سلطوية تنسج علاقات القوة والاستغلال بين الطبقات والفئات· فالمجتمع ينطلق من معيار الهوية الجنسية كمغالطة تأسيسية وتضليلية ليثبت علامات الفصل بين الحاكم والرعية، بين الخاصة والعامة، بين الحر والعبد، بين السوي والشاذ، بين الرجال والنساء، وبين الكهول والأطفال· تميزت مقاربات المؤلفة بالعقلانية وهي تبحث في فوضى الاختلاف، فقد خصصت الباب الأول لتقصِّي مظاهر الاختلاف بين الجنسين في مرحلة الطفولة، فبيّنت أن الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة ـ ذكر أو أنثى ـ بل هي صناعة بشرية تؤثر فيها العوامل النفسية والاجتماعية التي تشكّل نواة الهوية الجنسية· وفي الباب الثاني درست الكاتبة مسارات بناء الأنوثة والذكورة في مجال تدبير الجسد وهندسة الفضاء خلال فترة البلوغ· أما الباب الثالث الذي تمحور حول الشباب والاكتهال، فقد اهتمت فيه بضبط العلامات الدالة على الهوية الجندرية، وحرصت على إبراز كيفية تحكم المجتمع بالأدوار والوظائف والعلاقات بين الجنسين عبر ضبط الطقوس، وتقنين الهيئة واللباس، والزينة، وآليات الردع للوقاية من عدم انتظام النظام الجنسي في القوالب الاجتماعية المألوفة· وبرهنت آمال في الباب الرابع والأخير على أن عملية تشكيل الفرد تتواصل رغم بلوغه الشيخوخة، فوجهت عنايتها إلى تشريح جنسانية الشيخ وجنسانية العجوز ووصف تعهد جسد المسن وجسد المسنَّة، كما رصدت علاقة الشيخ بعجوزه وبالزوجة الشابة وبالغواني وتناولت أيضا أزمة الفحولة في هذه الحقبة العمرية·
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©