الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي: خسائر بشرية سورية «مذهلة» وأضرار «كارثية»

الإبراهيمي: خسائر بشرية سورية «مذهلة» وأضرار «كارثية»
6 سبتمبر 2012
عواصم (وكالات) - رسم الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي صورة قاتمة للوضع في سوريا معتبراً أن الخسائر البشرية بهذا البلد “تثير الذهول” والأضرار المادية “كارثية” بعد عام ونصف العام على اندلاع النزاع، مبيناً أنه سيتوجه “خلال بضعة أيام” إلى القاهرة للقاء أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي. كما لفت إلى نيته إجراء أولى زياراته بصفته الحالية، إلى دمشق “خلال أيام” وزيارة “كل البلدان القادرة على المساعدة في انجاز عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم” لحل الأزمة، طالباً دعم المجتمع الدولي للمهمة التي بدأت لتوها. من ناحيته، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول التي تزود طرفي النزاع الدائر في سوريا بالأسلحة بأنها “تزيد شقاء” السوريين، منتقداً بشدة أمس، “شلل” مجلس الأمن حيال الأزمة السورية، واعتبر أن هذا الأمر يضر بالشعب السوري وبصدقية الأمم المتحدة. بالتوازي، دعا الاتحاد الأوروبي أمس، أعضاء مجلس الأمن إلى تقديم”الدعم الذي يطلبه” الوسيط الدولي الجديد في الأزمة السورية من أجل انجاز مهمته، بينما بحثت مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون خلال اتصال هاتفي مع الإبراهيمي “الأولوية الفورية المتمثلة في الحد من العنف” بسوريا بحسب بيان للمتحدث باسمها الذي أوضح أن “تنسيقاً وثيقاً وعملاً دبلوماسياً موحداً من جانب المجتمع الدولي، يشكلان شرطين مسبقين لنجاح” الوسيط الجديد. واستمر الخلاف بين الصين والولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية أمس، إذ أبلغت بكين مجدداً وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، بأنها تدعم “انتقالاً سياسياً” في سوريا وأنها “ليست منحازة لأي فرد أو طرف”، مما دعا الوزيرة الأميركية للإعراب عن “خيبة أملها” من استخدام الصين وروسيا حق النقض لمنع صدور قرارات عن مجلس الأمن تدين النظام السوري. وتزامناً مع ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية أن فرنسا التي تسعى لإقامة مناطق حظر جوي جزئي في سوريا أو “مناطق عازلة” لحماية المدنيين، تحاول حالياً حمل شركائها الأوروبيين على مساعدة “المناطق المحررة” بهذا البلد المضطرب. وفي أنقرة، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان نظام الرئيس بشار الأسد بأنه أصبح “دولة إرهابية” بسبب المجازر التي يرتكبها بحق شعبه، قائلاً في اجتماع عام لحزب “العدالة والتنمية” الذي يتزعمه إن “النظام السوري أصبح دولة إرهابية”، وأكد أن أنقرة لا يمكنها أن تسمح لنفسها “بعدم الاكتراث” بالنزاع الذي يمزق جارتها، مجدداً تنديده بـ”المجازر الجماعية” التي يرتكبها نظام الأسد وشدد على أن “الأخير غارق حتى عنقه بدم” مواطنيه. ومع دخول الأزمة السورية شهرها الثامن عشر منتصف سبتمبر الحالي، تستمر أعمال العنف المتصاعدة حاصدة العشرات من القتلى يومياً ومتسببة بلجوء ونزوح الآلاف. وفي أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ تعيينه موفداً خاصاً للجامعة العربية والمنظمة الدولية، حذر الإبراهيمي من أن الوضع في النزاع المستمر “يتدهور باستمرار”. وأضاف وزير الخارجية الجزائري السابق أن تنسيق المعالجة الدولية للمسألة في سوريا “لا بد منه وملح جداً”، موضحاً أنه سيتوجه خلال أيام إلى القاهرة ودمشق. وقال الإبراهيمي في خطاب أمام ممثلي الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة بنيويورك الليلة قبل الماضية، إن “حصيلة القتلى تثير الذهول والدمار يقترب من نسب كارثية ومعاناة الشعب هائلة”. كما أعرب عن نيته إجراء زيارات إلى “كل البلدان القادرة على المساعدة في انجاز عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم” لحل الأزمة. وأضاف في خطابه القصير أمام الجمعية العامة أنه ينبغي أن تؤدي تلك العملية إلى انتقال “يحترم التطلعات المشروعة للشعب السوري ويمكنه من تحديد مستقبله بشكل مستقل وديمقراطي”. وتابع “مستقبل سورية سيبنيه شعبها وليس أحد آخر”، مطالباً المجتمع الدولي بدعم جهوده. ولم يعط الوسيط الدولي الذي حل محل سلفه المستقيل كوفي عنان، أي مواعيد محددة لزيارات المرتقبة. من جهته، قال بان كي مون إن “الذين يرسلون أسلحة إلى أي من طرفي النزاع لا يفعلون سوى المساهمة في مزيد من الشقاء وفي خطر الوصول إلى نتائج لا يمكن توقعها مع تكثف القتال واتساع رقعته”. ودعا أمين عام الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تقديم دعم “موحد وفعال” للإبراهيمي مشيراً إلى أن مهمة الأخير “شاقة لكنها ليست مستحيلة”. وقال إن “أولئك الذين يزودون بالسلاح أيا من الجانبين يفاقمون عذابات” السوريين. وأضاف “من أجل النجاح، هو (الإبراهيمي) يحتاج إلى دعمكم الموحد والفعال، لمساعدة المتحاربين على أن يفهموا أن الحل لن يأتي عبر الأسلحة بل بالحوار”. كما دعا كي مون إلى تضامن دولي لتمويل المساعدات الإنسانية في هذا البلد. وأضاف “للقوى الإقليمية دور رئيسي تلعبه من تحديد الشروط” لتسوية الوضع في سوريا ومنع “استمرار عسكرة النزاع”. وكان كي مون اعتبر أمس الأول، أن الوضع الإنساني في سوريا “يتدهور” وأنه سيطلب من الدول الأعضاء مساعدة الدول المجاورة لسوريا والتي تستضيف لاجئين من هذا البلد، كما أعلن الناطق باسمه مارتن نيسيركي. وقال نيسيركي إن “الوضع الإنساني خطير ويتدهور، في سوريا كما في الدول المجاورة المتأثرة بالأزمة”، معربا عن أسفه لـ”نقص الأموال” لدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة من أجل مواجهة هذا الوضع. في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الصيني يانج جيشي كل أطراف النزاع في سوريا إلى وقف القتال، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع كلينتون “أنا أشدد على أن الصين ليست منحازة لأي فرد أو طرف”. وأضاف أنه يدعو كل الدول إلى ممارسة “نفوذ ايجابي” لإقناع الأطراف في سوريا “باعتماد موقف واقعي وهادئ وبناء، لكي يمكن البدء مبكراً بحوار سياسي وعملية انتقالية”. وحذر يانج من استخدام قوة خارجية لوقف النزاع قائلاً “أعتقد أن التاريخ سيحكم بأن موقف الصين في المسألة السورية هو التشجيع على معالجة وحل المسألة السورية بشكل مناسب”. بينما حثت كلينتون على بذل المزيد من الجهود حول سوريا، وقالت “كلما طال أمد النزاع، زادت المخاطر من توسعه خارج الحدود وزعزعة استقرار دول مجاورة”. إلى ذلك، قال مصدر دبلوماسي فرنسي أمس، رافضاً الكشف عن هويته “في الوقت الراهن، نحن البلد الوحيد الذي يساعد شبكات التضامن السورية المحلية بشكل ملموس، ونسعى إلى إقناع شركائنا في أن يحذو حذونا في هذا الطريق”. وأضاف أن “بعض الشركاء أبدوا اهتمامهم”، موضحاً أن الموضوع سيدرس أثناء اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين يومي الجمعة والسبت في قبرص. وفي إطار هذا الاجتماع، وجه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الإيطالي جوليو تيرزي رسالة إلى الوزراء الأوروبيين الآخرين بهدف “لفت انتباههم إلى الوضع السوري الذي يتعين دراسته بطريقة معمقة والتحرك حياله على أساس تشاوري”، بحسب الخارجية الفرنسية. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن المساعدة الفرنسية المدنية (أدوية ومعدات طبية جراحية أو للبناء وأموال) التي قدمت حتى الآن، “للمناطق المحررة” سلمت إلى 5 بلدات في 3 محافظات سورية: حلب وإدلب ودير الزور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©