أمجـد الحيـاري:
انطلقت في أبوظبي أمس أعمال الاجتماع الدولي الخاص بمناقشة واعتماد مسودة مشروع الشراكة الإقليمية للتوعية حول المياه، الذي استضافته هيئة البيئة - أبوظبي باعتبارها المنسق الدولي لبرنامج المياه في المنطقة العربية، تمهيدا لإطلاقه ليتم تنفيذه في المنطقة العربية ضمن المدارس المنتسبة لمشروع شبكة اليونسكو -بإشراف مكتب منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الإقليمي - في الأردن وقطر وفرنسا·
وأكد سعادة ماجد المنصوري أمين عام هيئة البيئة - أبوظبي في كلمة افتتح بها أعمال الاجتماع أن ندرة المياه أصبحت مشكلة تتفاقم بسرعة مع النمو السكاني والزحف الحضري، وصارت تشكل ضغطاً متزايداً، حيث زاد الطلب على الماء في الكثير من الدول العربية، مشيرا إلى أن العالم قد بدأ التصدي لهذه المشكلة بجدية أكبر من خلال تغيير طرق استخدام الأراضي وأساليب الري وتدوير المياه المعالجة، وتطوير التقنيات التي تساعد على ترشيد استهلاك المياه، والتركيز على برامج التوعية والتعليم المائي·
وأضاف أن هذا المشروع يأتي ضمن خمس أولويات حددتها القمة العالمية للتنمية المستدامة، وهي: المياه وصلاحيتها للشرب، والطاقة، والصحة والزراعة، والتنوع البيولوجي· وقد تزايد الاعتراف بضرورة إدخال الاعتبارات المتصلة بإدارة الماء في التنمية· وقال المنصوري إن المشروع يمثل المبادرة الأولى من نوعها في العالم العربي· وقد جاءت فكرته من توصية لاجتماع لشبكة المدارس المنتسبة لليونسكوعقد بمدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة 16-18 ديسمبر 2003م· وتمت الموافقة المبدئية عليه في الورشة الإقليمية للمنسقين الوطنيين لشبكة مدارس اليونسكو حول الممارسات المبتكرة لتحسين نوعية التعليم، والتي عقدت بمدينة دمشق في الفترة 3-5 أكتوبر 2004م·
وأشار إلى أن المشروع يهدف إلى تفعيل اهتمام الشباب بالقضايا المائية، وتنمية حسهم البيئي، وتزويدهم بأدوات للتأثير على بيئتهم، ومساعدتهم على تقديم نماذج مضيئة للسلوك القويم· كما يهدف إلى تعليم الطلبة مراقبة الوضع المائي، وفهم الإشكاليات المائية من منظور وطني وإقليمي وعالمي· ويجسد المشروع مفاهيم المشاركة الفعالة في البحث عن حلول للمحافظة على الماء، وإتاحة الفرصة للطلبة لبحث المشكلة والإلمام بتفاصيلها والاعتبارات المتصلة بها من النواحي المختلفة·
وقال المنصوري ''يشرفنا في دولة الإمارات العربية المتحدة أن نضع المسودة الأولى لهذا البرنامج، ونتولى المهام التنسيقية لإطلاقه لكي يستفاد منه في جميع الدول العربية·'' مضيفا أن ذلك يأتي من توجهاتنا في دعم التعاون الدولي، وجهودنا لخدمة البيئة العالمية بصفة عامة والبيئة العربية على وجه الخصوص· ويعتبر هذا التوجه الثابت امتداداً طبيعياً لجهود قادتنا، وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله رجل البيئة الأول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، وبرعاية ومتابعة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''·
ومن جهته قالت أمينة الهمشري ممثلة اليونسكو إن المشروع يعتبر مكملاً لمشروع تعليم التراث العالمي للشباب التابع لليونسكو، ولمشروعات التعليم البيئي، إضافة إلى عناصر عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة (2005-2014)·
عدد اليوم
