الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصيد والفروسية» عرس تراثي يغرد بلغات العالم

«الصيد والفروسية» عرس تراثي يغرد بلغات العالم
7 سبتمبر 2012
احتفال عالمي كبير تشهده أبوظبي هذه الأيام احتفاءً بعالم الصيد والفروسية من خلال المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي انطلق أمس الأول، بحضور جماهير كبيرة ومؤسسات دولية عديدة جاءت لتشارك أهل الإمارات كرنفالهم السنوي المعنون بـ “المعرض الدولي للصيد والفروسية”، المقرر أن تسدل أستاره غداً، بعد مشاركة فعالة وناجحة من مؤسسات مجتمعية في الإمارات حرصت جميعاً على الإسهام في إنجاح المعرض وتكريس المكانة الدولية الكبيرة التي يحظى بها الآن بين عشاق التراث العربي بمختلف أشكاله. (أبوظبي) - استضاف مركز أبوظبي الوطني للمعارض الحدث الكبير، وانتشرت في أرجائه مظاهر مختلفة تبين مدى الاحتفاء بالرياضات التراثية العريقة، من خلال حضور مميز لمحبي التراث والصحراء وهواة الصيد الذين جاؤوا من كل حدب وصوب ليضعوا بصماتهم في هذه التظاهرة الدولية، التي أصبحت مقصداً لعشاق الخيل والفروسية وميداناً للتنافس في إظهار مدى شغفهم بهذه الألوان التراثية الفريدة، التي تميز هذه البقعة الجغرافية من العالم. اعتزاز بالموروث من المشاركات المميزة في هذا العرس التراثي، الجناح الخاص بدار زايد للرعاية الأسرية، التابعة لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، التي قدمت مجموعة من المنتجات التراثية والتي صنعها منتسبو الدار لتبين مدى اعتزازهم بهذا الموروث التراثي الأصيل ومدي حرصهم على التعريف به للأجيال الجديدة ولأصحاب الثقافات المختلفة الذين يطأون أرض الإمارات، وفي ذلك يقول مبارك العامري رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام بالدار، إن مشاركة الدار الدائمة في المعرض الدولي للصيد والفروسية تأتي ضمن تحقيق أهداف الدار في الإسهام في عمليات الدمج مع المجتمع الخارجي عبر المشاركة في كافة الفعاليات المجتمعية المختلفة، وبشكل مميز يعكس نجاحا في تحقيق برامج الدمج والتمكين التي ترعاها دار زايد، ويأتي ضمن تعليم الأجيال الجديدة كل ما يتعلق بالتراث الإماراتي الأصيل من عادات وتقاليد وسلوكيات مختلفة، وكيفية الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية العديدة، وهذه المهمة يتولاها بعض الشيبان من الخبراء التراثيين الذين يقومون بعمليات الإشراف والتوجيه خلال الأنشطة المختلفة التي تقيمها الدار. ويوضح العامري أن الدار منذ إنشائها تعمل وفقاً لرؤية مفادها تنشئة أطفال مواطنين صالحين ذوي شخصيات مستقلة قادرة على التفاعل والاندماج والاعتماد على النفس، عن طريق توفير برامج تربوية وتعليمية وصحية متعددة تعمل على تمكين الأطفال الذين هم تحت رعايتها وتعزيز فرص اندماجهم في المجتمع وإلحاقهم بسوق العمل، فضلاً عن الاستجابة لكافة احتياجاتهم ومستلزماتهم المعيشية، وذلك تحت إشراف طاقم من الموظفين والأخصائيين والمشرفين الاجتماعيين والتربويين، عبر مشاريع تربوية مختلفة. وفي الركن الأيسر من المعرض كان هناك واحد من أجمل الأجنحة الموجودة بالمعرض، ويقدم للجمهور مجموعة من الأسلحة التراثية المتنوعة التي يتراوح سعرها بين 1500 درهم وثمانية ملايين درهم، تتنوع بين خناجر وسيوف وغيرها من الأسلحة التراثية العريقة. يقول محمد الصايغ المسؤول عن الجناح، إن علاقة عائلته بعالم صناعة الأسلحة التراثية وخاصة السيوف يمتد إلى مئات الأعوام، حيث تحرص على صناعة السيف وفقاً لأقدم الطرق التقليدية التراثية وبتصميمات تجمع ما بين العراقة والجمال والتكوينات الفريدة والحديثة في نفس الوقت، وباستخدام المعادن الثمينة من البلاتين والذهب والفضة. أسعار الأسلحة يوضح الصايغ أن أسعار الأسلحة التراثية يحكمها قدر المعادن الثمينة المستخدمة فيها، وكذا شهرة صانعها، لافتاً إلى أن أغلى قطعة يضمها الجناح هو سيف من نوع جبارة مصنوع من الذهب الخالص عيار 22، ويدخل في صنعاته البلاتنيوم وقبضته من العاج الإفريقي ذي اللون الزعفراني ونصله مصنوع من الجوهر الدمشقي لصانع السيوف الشهير أسد الله، وعمره لا يقل عن أربعمائة عام، ويبلغ ثمن السيف حوالي ثمانية ملايين درهم، وهو مرصع باللؤلؤ البحري، أما أقل القطع المعروضة سعراً فهو عبارة عن خنجر مصنوع من العاج والفولاذ البلجيكي يبلغ سعره 1500 درهم إماراتي. ويسرد الصائغ تاريخ عائلته مع السيوف موضحاً أن العائلة اشتهرت بصناعة السيوف منذ حوالي 350 عاماً، ولذا جاء لقب العائلة المرافق نسبة إلى هذه الصناعة “الصائغ”، ولكنهم في الأصل ينتمون إلى آل مبارك. ويبين الصائغ أن اهتمام عائلته بصناعة السيوف يرجع إلى أن هذه الصناعة راسخة ومتجذرة في التراث العربي كرمز لهيبة الرجل وشجاعته وقوته، وبالرغم من اختلاف وتنوع استخدامات السيف ما بين عصر وآخر، وتحوله من رمز للقوة والقتال في العصور القديمة إلى رمز للجمال والفروسية في العصر الحالي. ويتفنن الصناع في تزيينه، حيث يحظى السيف العربي بمكانة خاصة، وتتعدد أنواعه وتكويناته، وبالرغم من ثبات أجزائه من النصل للمقبض فالغمد والحمائل، إلا أن كل سيف يشكل وحدة خاصة ومميزة بما يستخدم في تجميله وصناعته من مواد العاج والخشب والذهب والفضة، وبما يحمله من عناصر كتابية زخرفية متعددة، وأشكال وتصميمات هندسية وآيات قرآنية سواء بالمقبض أو بالغمد فكل وحدة من وحدات السيف تعتبر وحدة فنية مستقلة وقطعة يمكن اقتناؤها وإهداؤها بشكل منفصل. جهود الإمارات ومن المملكة المتحدة كانت هناك مشاركة متميزة لمجموعة من الخبراء الباحثين في مجال الصقور وحمايتها، من خلال مجموعة الشرق الأوسط لأبحاث الصقور، ومن هؤلاء الخبراء أندرو ديكسون الذي صرح للـ “اتحاد” بأن المجموعة تهدف للحفاظ على الصقر الحر خاصة بعد إدراجه في القائمة الحمراء ضمن الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة ومواردها كنوع مهدد بالانقراض في عام 2004، لافتاً إلى أن هناك جهودا عديدة تمت بالمشاركة مع جهات ومؤسسات إماراتية للحفاظ على هذا الكائن الجميل. ولفت ديكسون إلى أن وجود المجموعة في معرض الصيد والفروسية بغرض المشاركة الفعالة في هذا الحدث العالمي المعني بعالم الصيد والفروسية والذي يمثل الصقر العمود الفقري له، وكذلك التعريف بأهداف المجموعة والتي تسعى إلى تحقيقها عبر وضع خطة عالمية منسقة تضم نظاماً للإدارة والمراقبة من أجل المحافظة على الصقر الحر، من خلال مجموعة مناهج قائمة على الاستخدام المستدام. في هذا السياق أشاد ديكسون بجهود دولة الإمارات في العمل على إكثار الصقور في الأسر وتحصين تربيتها ورعايتها الصحية كوسائل لتقليل الطلب على الصقور البرية، وبالاهتمام الواسع الذي توليه دولة الإمارات لكل ما يتعلق بمجال الصقور والصيد، وهو ما نراه ملموساً عبر وقائع معرض الصيد والفروسية الذي تشهده أبوظبي حالياً. شخصية حبور وللأطفال أيضاً نصيبهم في هذا المحفل الضخم وذلك عبر ركن الأطفال الذي أقامه الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ونظم فعاليات شيقة اجتذبت أعدادا كبيرة من الأطفال وذويهم ممن حلّوا ضيوفاً على معرض الصيد والفروسية، وعن هذه المشاركة قالت حمدة العامري منسقة تعليم وتوعية بيئية في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى إن وجود الصندوق بشكل لافت في هذا الحدث، جاء من أجل تحقيق جملة من الأهداف التوعوية والتعليمية للصغار والكبار على حد سواء الخاصة بطائر الحبارى، وكذا تقديم الصندوق شخصية حبور الكرتونية للعام الثاني على التوالي، بعد أن حققت نجاحاً وقبولاً بين الأطفال في الدورة الماضية من المعرض. وبينت العامري أن فعاليات هذا العام اشتملت مسرحية خاصة للأطفال قدمها تلاميذ مدرسة البحر واستمرت نحو نصف ساعة، قدموا من خلالها الكثير من المعلومات عن طائر الحبارى وكيفية استخدامه في عالم الصيد، كما أن شخصية حبور قامت بتعريف الأطفال بدور الصندوق ودور دولة الإمارات في الحفاظ على الحبارى وحمايتها من الانقراض. وتم تقديم من خلال شخصية حبور أشكال مختلفة سعت إلى تعليم الأطفال الكثير عن الحبارى، من خلال ألعاب إلكترونية وكتيبات تم توزيعها على الأطفال بشكل مجاني، بالإضافة لهدايا عينية أخرى مثل تي شيرتات مرسوم عليها طائر الحبارى، وتم من خلال هذه الوسائل تعريف الأطفال بخطوط الهجرة الرئيسية لطائر الحبارى. إلى جانب ذلك يضم جناح الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بالمعرض قسما خاصا بالعلوم البيئية ويعرض نماذج محنطة لأنواع مختلفة من طيور الحبارى التي تنتمي إلى عائلة الكركيات ومنها الحبارى العربية والآسيوية والشمال إفريقية، بالإضافة إلى الحبارى الصغيرة التي تعرض لأول مرة، وهناك أيضاً عرض تقديمي يحوي معلومات مهمة عن طائر الحبارى وإدارة أعداد الحبارى البرية الحالية للحفاظ على مستويات جيدة ترقى إلى طموحات الصقارين، وكيفية إكثار الحبارى في الأسر وإطلاقها في البرية بمناطق انتشارها الطبيعية، إلى جانب الحفاظ على تنوع ونقاء الأصول الوراثية لمجموعات الحبارى أينما وجدت، والعمل على تطوير ونشر برامج للتوعية بقضايا الحبارى محليا ودوليا. ومن ضمن الخدمات المقدمة للجمهور وتميز بها جناح الصندوق لهذا العام، عرض الأدوات المتعلقة بالعلوم البيئية وإعطاء الزوار فرصة للتعرف عليها واستخدامها، بالإضافة إلى وجود دراسة علمية يقوم بها الصندوق يقوم فيها جمهور الصقارين بتعبئة استيان خاص بقياس الاتجاهات والمعارف العلمية للصقارين في دولة الإمارات ومنطقة الخليج. حضور نسائي أما نساء الإمارات فكان لهن أيضاً حضورهن المبدع من خلال الفنانة التشكيلية الإماراتية هدى الريامي، التي قدمت لجمهور المعرض مجموعة من أعمالها الفنية المرسومة بأساليب مختلفة، وتقول الريامي، إن مشاركتها في المعرض بغرض إبراز دور المرأة الإماراتية الفاعل في المجتمع ومساهمتها الإيجابية في التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، وهو تأكيد لما نادى به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بأن دور المرأة لا يقل عن أهمية دور الرجل في مسيرة البناء والتنمية، ولفتت الريامي إلى أن جميع أعمالها مستوحاة من كلمات المغفور له، لكونها نشأت على قراءة ومتابعة كل ما صدر عنه من أقوال وأفعال حكيمة رسخت لبناء الوطن الإماراتي، وأشارت الريامي إلى أن كافة أعمالها تمثل انعكاسات مختلفة لأشكال التراث والبيئة الإماراتية باعتبارهما الأساس والقاعدة التي يبنى عليها كل تقدم ورقي في دولة الإمارات. ولفتت إلى أنه من بين أعمالها المتميزة التي شاركت فيها هذا العام، لوحة تمثل أحد أبطال الرياضة الإماراتية في رداء رياضي يعكس اهتمام الجميع في الإمارات بالرياضات المختلفة ودورها في بناء الإنسان، موضحة أن هذه اللوحة اجتذبت الكثيرين من رواد المعرض وتناقشوا معها عن كيفية رسمها ومحتواها. سيوف وخناجر من بين زوار المعرض ومن المملكة العربية السعودية تحدث فيصل خلف نبهان، عن أنه أتى لزيارة المعرض بدعوة من أحد أصدقائه الإماراتيين، موضحاً أن لديه شغفا بعالم الصيد والفروسية والهجن وكل ما يتعلق بالتراث العربي الأصيل، ويأتي لزيارة معرض الصيد والفروسية بشكل سنوي، ويلاحظ تطورا مستمرا حول كل ما فيه وما يقدمه لهواة الصيد والفروسية سواء في منطقة الخليج أو العالم الخارجي، وهو ما يراه واضحاً عبر وجود جنسيات مختلفة كثيرة تنتشر في أرجاء المعرض. وأشار نبهان إلى أنه يمتلك مجموعة من السيوف والخناجر الثمينة والتي يصل سعر بعضها إلى 300 ألف درهم، ويحرص باستمرار على اقتناء ما يعجبه منها إيماناً منه بأن هذه الأسلحة تمثل موروثا عربيا ذا قيمة كبيرة، خاصة أنها صنعت بأشكال فنية مبدعة تجعل منها قطعا فنية فريدة يفخر المرء باقتنائها. وطالب نبهان بمد فترة إقامة المعرض إلى أسبوع على الأقل حتى تتاح الفرصة للجميع لزيارته والاطلاع على كل ما فيه من مستلزمات للصيد ورحلات البر، خاصة أن كثيرا من الزائرين يأتون من دول أخرى. طه الجنيبي موظف حكومي، قال إنه يزور المعرض باستمرار للاطلاع على كل جديد في عالم الصيد والبنادق الخاصة به وغيرها من أسلحة الصيد، كون المعرض يضم أنواعا فريدة وأشكالا كثيرة من تلك الأسلحة، لا يمكن أن نراها في غير المعرض، وأشاد الجنيبي بحسن التنظيم الذي لاحظه داخل المعرض غير أنه لفت إلى وجود زحام شديد خارجه، بسبب ازدحام السيارات عند مخرج جراج السيارات، وطالب الجنيبي بمد فترة إقامة المعرض لأن أربعة أيام لا تكفي أبداً لزيارة كل أركانه خاصة لمن لديهم أشغال وأعمال كثيرة، ولا يستطيعون أن يقتطعوا وقتا كبيرا ومتواصلا من العمل للاستمتاع بكل ما يقدمه المعرض من فنون الصيد والفروسية. فالح إسماعيل، جاء إلى المعرض بصحبة أطفاله لتكون زيارة عائلية لهم هناك قبل دخول المدارس، أشاد بركن الأطفال الذي أقامه الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، والذي قدم فعاليات مدهشة أدخلت السرور على قلوب أبنائه خالد 8 سنوات وإبراهيم ثلاث سنوات، وتعرفوا من خلال هذه الفعاليات على الكثير عن طائر الحبارى بوصفه واحداً من الطيور المعبرة عن البيئة والهوية الإماراتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©