الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«أياد ناعمة» تتغلب على الصعوبات وتسارع الخطى على درب التفوق

«أياد ناعمة» تتغلب على الصعوبات وتسارع الخطى على درب التفوق
7 سبتمبر 2012

(خورفكان) - تعدت طموحات الفتاة كل ما هو سائد ومتداول بين الآخرين، ولم تكتف بانضمامها إلى صفوف المتفوقين، بل حرصت على أن تكون في مقدمة تلك الصفوف وبين قياداتها، فكثيرات التحقن بالمجالات العلمية المختلفة، وحصلن على شهادة الهندسة في مختلف مجالاتها، ومنهن أماني شاهين الحمادي ابنة مدينة خورفكان، التي لم تقف عند لقب المهندسة الذي حصلت عليه مع حصولها على درجة البكالوريوس، وإنما واصلت تعليمها على الرغم من مصاعب الحياة الوظيفية لتحصل مؤخراً على شهادة الماجستير بامتياز في الهندسة الميكانيكية من الجامعة الأميركية بالشارقة. ولم تترك الحمادي هواياتها الفنية التي عرفتها منذ الصغر، فهي تؤمن بأن الحياة لا تتوقف عند الصعوبات، فبالإمكان تجاوزها والتغلب عليها من خلال التفكير السليم واتخاذ القرار في الوقت المناسب. وناقشت الحمادي في رسالة الماجستير خيارات الطاقة المتجددة المتكاملة لأنظمة تبريد وتكييف الهواء، حيث تناولت الرسالة تمثّل خلايا الوقود والطاقة الشمسية لتشغيل مكيفات الهواء، للحد من الاستهلاك الكبير للبترول والغاز الطبيعي اللذين يستخدمان حاليا لتوليد الطاقة الكهربائية، والحد من التلوث البيئي الناتج عن استخدامهما. وعن سبب اختيارها لهذا التخصص، قالت أماني: اخترت دراسة الهندسة أولاً لإيماني بأهمية التخصصات العلمية الهندسية، وأهمية التنوع في الوظائف وخاصة الوظائـف الفنية لتغطية حاجة مختلف القطاعات بالدولة. أما اختياري لدراسة الهندسة الميكانيكية فلم يكن اختيارا عشوائيا، فقد وضعت نصب عيني هدف دراسة الهندسة الميكانيكية والحصول على درجة الدكتوراه فيها منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، رغبة مني في اقتحام المجال الذي يحظى بأقل نسبة إقبال عليه، كما أن مجال الهندسة الميكانيكية يلبي طموحاتي ويتلاءم مع ميولي واهتماماتي، حيث إنه مجال واسع جدا ومتجدد وفي تطور مستمر، كما أنه يشمل جوانب الحياة كافة، فطالما كان هناك تطور في الحياة البشرية كانت هناك حاجة إلى الهندسة الميكانيكية. قلة الإقبال أما عن ضعف إقبال الفتيات على هذا المجال، فأفادت المهندسة أماني شاهين بأن السبب هو الفهم الخاطئ لمجالات الهندسة الميكانيكية، فعند ذكر الهندسة الميكانيكية يتبادر إلى ذهن الكثيرين ميكانيكا السيارات والآلات الحركية، غير أن هذا التخصص له أفرع عدة مثل الديناميكا الحرارية وعلوم المواد والرسم والتصميم الهندسي بالحاسوب، وتصميم وتصنيع وتشغيل الآلات، والتبريد، والتدفئة، والتهوية، والتكييف، وهندسة الفضاء والطيران، وإنتاج الطاقة وتحويلها، إضافة إلى ترابطه وتداخله مع العلوم الهندسية الأخرى مثل الهندسة الحيوية التي تشمل صناعة الأجهزة الطبية والأعضاء البديلة والآلات الدقيقة التي تستخدم لعلاج عدة أمراض، بالإضافة إلى هندسة (الميكاترونيكس) التي تشمل أنظمة التحكم والآلات الذكية، فعلم الهندسة الميكانيكية علم واسع وكبير جدا ويواجه دائما تحديات مستمرة، حيث إن مجالاته متجددة دوما لتتلاءم ومتطلبات الحياة. أهم المشاريع وأشارت المهندسة أماني شاهين إلى أنها نفذت مشاريع عدة خلال الدراسة الجامعية في مرحلة البكالوريوس والماجستير، حيث قامت مع مجموعة من الطلبة بتصميم وبناء نموذج لآلة تقوم بمعالجة النفايات عن طريق أداء ثلاث مهام، هي جمع النفايات وضغطها بآلية معينة وتعقيم المنطقة المعالجة. التنشئة السليمة ومن جانب آخر، تحدثت المهندسة أماني شاهين الحمادي، والتي تشغل حاليا وظيفة مهندس «الكتروميكانيكي» في إدارة الهندسة والإشراف على المواقع بهيئة كهرباء ومياه دبي، عن أهم هواياتها في الصغر والتي تركزت حول المطالعة والقراءة في المجال الأدبي، ومجالات التطوير الذاتي والإبداع، والاطلاع على سير الناجحين سواء من التاريخ العربي أو من العالم الغربي، وكنتيجة لهذه الهواية تولدت لديها هواية الكتابة والتعبير خاصة كتابة المقالات الاجتماعية. وقالت، كنت أمارس الفن التشكيلي بأنواعه مثل التصوير الزيتي وأعمال البورتريه بمواد الرصاص والفحم إلى جانب الخط العربي، إضافة إلى تصميم الجرافيكس والتصوير الفوتوغرافي واللذين كنت استغلهما في عمل المطبوعات والمنشورات المتعلقة بالمشاريع الطلابية. وأشارت أماني إلى أشخاص لهم تأثير في حياتها وساهموا بالنجاح الكبير الذي حققته، وقالت:”نشأت في أسرة محبة للعلم؛ حيث كان لوالديّ الأثر الكبير من ناحية الحث على الدراسة وطلب العلم، حتى تشكل لدي دافع ذاتي للدراسة، والحرص الدائم على المثابرة والحصول على مراكز متقدمة في المراحل اللاحقة من حياتي. كما أن كل سيرة ذاتية لشخصية ناجحة كانت تؤثر في دفع عجلة مسيرة حياتي نحو الأفضل، حيث كنت أستقي من كل شخصية الصفات التي تتلاءم وأهدافي وطموحاتي وتطلعاتي المستقبلية”. وأضافت:”إن أهم إنجازاتي في المرحلة المدرسية تمحورت حول حصولي المستمر على شهادات التقدير لتفوقي في الدراسة، إلى جانب حصولي على لقب الطالبة المثالية لعدة أعوام، بالإضافة إلى حصولي على مراكز متقدمة في الأنشطة المدرسية العلمية والأدبية والفنية، بالإضافة إلى المعارض الفنية الخارجية والتي ساهمت في صقل شخصيتي وإبراز طاقاتي. وفي المرحلة الجامعية، شاركت في العديد من المعارض الفنية والورش الثقافية والندوات الدينية، وأبرز الإنجازات التي حققتها هي حصولي على المركز الثاني في الأسبوع الثقافي والعلمي الثاني لجامعات دول مجلس التعاون في مجال البحوث الثقافية والاجتماعية، وكان العمل عبارة عن بحث بعنوان(الإبداع، مفهومه ووسائل تنميته)، أيضا انخرطت في العمل الإعلامي بالجامعة من خلال تولي مهام تحرير مطبوعة دورية، بالإضافة إلى الإشراف على أحد المواقع الإلكترونية الجامعية”. أما في مجال تخصصي الهندسي فقد ساهمت في تنسيق الورش العلمية التي كانت تقام للطلبة، بالإضافة إلى المشاركة في المؤتمرات الأكاديمية المنظمة من قبل قسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة. وعن مستواها الدراسي في مختلف المراحل، قالت:”كنت متفوقة دراسياً حيث دائماً ما كنت أحصد المراكز الأولى طوال سني دراستي بالمدرسة، وواصلت اجتهادي وتفوقي بالجامعة؛ فقد تخرجت في جامعة الإمارات العربية المتحدة بتقدير جيد جدا بدرجة بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية عام 2008، كما أنني تخرجت بتقدير امتياز بدرجة ماجستير في الهندسة الميكانيكية من الجامعة الأميركية بالشارقة في العام الحالي. تطوير الذات وأشارت إلى أنها كانت حريصة على تطوير الذات في المجال المهني ومجال التخصص بوجه العموم، من خلال المتابعة المستمرة لآخر المستجدات في مجال الهندسة من أبحاث علمية وحلول تطبيقية في شتى المجالات، إضافة إلى حرصها على المشاركة في الدورات والمؤتمرات المتعلقة بهذا المجال، كمشاركتها في المؤتمرات الدولية التي عقدت سابقا والمتعلقة بمجالات الطاقة البديلة والهندسة الحرارية، إضافة إلى مجالات تقنية النانو، وآخر مشاركاتها كما تقول كانت في معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة الذي تنظمه الهيئة كل عام، كما أنها عضو بالجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين، مما يتيح لها الفرصة للتواصل والاطلاع الدائم على كل ما هو جديد. طموح متواصل وذكرت أنها تطمح إلى مواصلة دراستها في مجال الهندسة الميكانيكية لنيل درجة الدكتوراه ونشر الأبحاث العلمية والمشاركة بها في المؤتمرات الدولية، وأن تكون لها إسهامات فاعلة في المجتمع والمساهمة في التنمية المستقبلية من خلال هذا المجال، كما أن طموحاتها لا تتوقف عند هذا الحد، فهي تشمل عدة مجالات، حيث تسعى دائما إلى تطوير مهاراتها الشخصية والعلمية والفنية والأدبية وإبرازها لصقلها واكتساب معرفة وخبرات جديدة. قالت المهددسة أماني الحمادي إن النجاح لا يخلو من الصعوبات، وإن أبرز الصعوبات التي واجهتها هي عدم توافر برنامج الماجستير في الهندسة الميكانيكية، مع صعوبة السفر للدراسة بالخارج، فشكل هذا عائقا أمام تحقيق طموحها، وأما بعد توافر البرنامج فأهم صعوبة واجهتها هي محاولة التوفيق بين العمل والدراسة. وأضافت، “واجهتني صعوبة عند دخولي في مرحلة إعداد رسالة الماجستير من حيث تطبيق الفكرة، وقلة المصادر البحثية في المجالات المتعلقة بها، بالإضافة إلى وجود صعوبات حياتية قد تكون خارجة عن إرادة الإنسان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©