الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البنت الكبرى في حيرة بين دورها كأم بديلة وأحلام البنات

البنت الكبرى في حيرة بين دورها كأم بديلة وأحلام البنات
7 سبتمبر 2012
تعاني الأخت الكبرى، حيرة من وضعها الأسري، الذي يفرض عليها القيام بدور الأم البديلة، والصدر الحنون لإخوتها الصغار، وأن تتجاهل أحلامها كبنت، تحتاج إلى رعاية أمها، وتصنف بين كبار الأسرة، رغم صغر عمرها، حيث أشار الدكتور محمد يحيى استشاري الطب النفسي إلى تعود بعض الأسر، التعامل مع البنت الكبرى على أنها أم بديلة، حتى لو كانت في سن صغيرة، ويطلبون منها رعاية إخوتها الصغار ويحملونها مسؤولية قد تفوق قدرة تحملها. وأوضح يحيى أن هذا الأمر يجعل الفتاة في صراع مع نفسها، وتهمس من داخلها، وتكثر تساؤلاتها عن حياتها الخاصة، التي تحرمها من الأسرة، بإسناد مسؤولية رعاية الصغار لها، والتشدد في حسابها إن ارتكبت أي خطأ، في الوقت الذي يتساهل فيه جميع أفراد أهلها، مع إخوتها الصغار، لمجرد أنهم صغار، على الرغم من أن الفارق بينهما، لا يتجاوز سنة أو سنتين. وعن انعكاس ذلك على علاقتها بإخوتها، يقول محمد يحيى أن العقل الباطن يخزن ذلك حتى فترة لاحقة من العمر، وقد يتطور الأمر إلى أفعال وسلوكيات مستهجنة بين الأبناء، منها التشاجر بالأيدي أو السب، بالإضافة إلى التوقف عن مساعدة البنت الكبرى لإخوتها الصغار عند الحاجة إليها، خاصة في حال غياب الوالدين. أما الاختصاصي الاجتماعي محمود عبدالمنعم فدعا الأسر إلى تفهم العلاقة بين جميع الإخوة، بتوزيع المهام داخل محيط الأسرة دون الإثقال على أحد أفرادها، موضحاً أهمية أن تتفهم الأخت الكبرى أن عليها واجباً أكبر، بالتدريج بعيداً عن تعنيفها في حال ارتكاب الخطأ. وعن تجربة شخصية أشارت إسلام عبدالله إلى أنها تشعر بمسؤولية مضاعفة داخل بيت أهلها، ما جعلها تتعرض للقلق والخوف المستمر من أبسط الأمور في حياتها، وتعيش وساوس مع نفسها، بضرورة إتمام المهمة قبل الوقت المحدد، كما أنها تخاف بطريقة مبالغ بها على إخوتها الصغار، وأحياناً كانت تتعرض لمواقف محرجة، حيث كن يطلبن رأيها، ويأخذن بمشورتها على الرغم من حضور الوالدة. وتختلف معها في الرأي صديقتها نرمين الشامي، وهي أصغر إخوتها، حيث كانت تتعامل مع أختها الكبيرة على أنها صديقتها، وكانتا تتشاوران في كل الأمور، وفي أحيان كثيرة كانت هي التي تمسك بزمام القيادة في البيت، بطلب من والدتها ورضا أختها الكبرى. ولية أمر أخرى لديها 6 من الأبناء، ترى في وجود البنت الكبرى أهمية داخل محيط الأسرة وخارجها، وهي تعد صديقة للأم، وخازنة أسرارها، وتعينها على تحمل الكثير من أعباء البيت، معترفة بأن ذلك يتطلب من البنت أن تعيش أمومة مبكرة ومرحلة أكبر منها، وفي هذه الحالة يجب على الأم أن تعوضها عن ذلك، وأن تهيئ إخوتها الصغار لتقبل ذلك في إطار من الود والاحترام. أما أحمد موسى، فيرى أن ابنته الكبرى تقوم بالفعل بدور الأم البديلة، وهو يقدر ذلك لابنته، حيث تقوم بالعديد من مهام البيت وتساند إخوتها الصغار، وتؤثرهم على نفسها، وتساعدهم على مراجعة دروسهم بحكم أنها انتهت من الدراسة، وتعمل بمجال التربية والتعليم، وهم لايزالون صغاراً بمختلف المراحل الدراسية. وأضاف أن ابنته الكبرى تلعب دوراً مهماً في استقرار البيت، ويصفها بعموده الفقري، خاصة في حال غياب الوالدة أو تعرضها لطارئ صحي، وبالتالي تبادر ابنته دون أن يطلب منها بمواصلة ما انتهت إليه الأم، وكأنها تجهز نفسها لحياتها المستقبلية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©