الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سيارات أكثر ذكاءً من سائقيها!

13 ديسمبر 2006 23:38
إعداد - عدنان عضيمة: إذا كان الحكم على مستوى الذكاء الاصطناعي في الآلات والروبوتات أصبح يعتمد على حجم الذاكرات الإلكترونية وسرعة المعالجات المصغّرة التي تضمّها، فيمكن القول أن القوة الحاسوبية للسيارات العائلية تتزايد الآن وفق دالّة أسّية· إلا أن السؤال المطروح بحدّة الآن: هل علينا أن نعتاد هذا التحوّل وأن نرحب به أم أنه بات يمثّل مشكلة لا مفرّ منها؟ لقد أصبح هذا الموضوع الحسّاس يحتل مساحات كبيرة من اهتمامات الإعلاميين ومحللي الأسواق وصنّاع السيارات· واستأثر الموضوع أيضاً بأكبر مساحة من صفحات العدد الأخير من مجلة (بوبيولار ميكانيكس) الأميركية حيث قدم خبير السيارات بين ستورات عرضاً مسهباً للأنظمة الذكية التي عثرت على مخبأها المناسب خلف واجهات القيادة في السيارات الحديثة وتحت المقاعد وقريباً من العجلات· ويتطرق ستوارت في تقريره إلى إيجابيات وسلبيات هذه الأجهزة المدوّخة؛ ويذكر في هذا الصدد قصة امرأة تدعى ديبي ديكسون كانت ذات مرة منطلقة بسيارتها من طراز سوبارو أوتباك 2004 كالصاروخ في أحد الطرق السريعة بولاية كاليفورنيا حتى تستدرك تأخرها عن موعد مهم على العشاء؛ وكان الطريق مغطى بطبقة رقيقة من الجليد· وانصرف ذهنها عن القيادة لفترة وجيزة عندما أدارت مفتاح رفع الحرارة الداخلية للسيارة، وسرعان ما لاحظت أنها ارتكبت خطأ قاتلاً عندما نظرت مرة أخرى إلى الطريق لتجد أمامها غزالاً برّياً متوقفاً· وأصابها ارتباك شديد فراحت تنعطف بسيارتها يمنة ويسرى حتى تتجنب الاصطدام بالغزال· وكان من المفترض في مثل هذه الحالة أن تنزلق السيارة فوق الطريق وتفقد ديكسون السيطرة عليها إلا أنها بقيت على توازنها التام ولم تنحرف عن الطريق أبداً بفضل نظام التحكم بالثبات وسرعان ما استنتجت بعد برهة قصيرة أن النظام أنقذ حياتها· وليست ديكسون أكثر من مجرد مثال بسيط عن ألوف المستفيدين من الأنظمة الذكية في السيارات التي كتب لها أن تنقذ الكثيرين من الموت· وحتى عهد قريب، كانت سلامة وأمن القيادة ترتبط بنسبة مئة بالمئة بمهارات السائقين؛ وهم وحدهم الذين يعين عليهم أن يقرروا ما إذا كانت الظروف الجوية مناسبة للحركة في هذه الآلات الغبية أم لا؛ وهم أيضاً الذين يتعين عليهم أن يتفحصوا أجهزة السيارة المختلفة التي تعد بالعشرات أو المئات حتى يتأكدوا من أن كل شيء يسير على ما يرام· وكانت المكابح والمقود هي الوسائل الوحيدة المتاحة للتحكم بالسيارة إلا أن التطور الهائل الذي سجل بعد ذلك، جاء متدرجاً· وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأ سيل الأنظمة الرقمية والميكانيكية الذكية بالتسلل إلى السيارات الحديثة· ويمكن تلخيص نتائج هذا التطور المتسارع الخطى في أنه نقل مسؤولية التحكم بالقيادة من السائق إلى السيارة ذاتها· واليوم أصبح الحديث عن العديد من الأنظمة الذكية في السيارات يدور على ألسنة كل الناس مهما اختلفت درجة ثقافتهم؛ وقلّما تجد اليوم إنسان لا يعرف ما هو نظام منع انغلاق المكابح (Antilock Brake System) والذي يشتهر باسمه المختصر (إيه بي إس)؛ وكان قد ظهر لأول مرة عام 1978 ووجد فرصته الهائلة للانتشار في أعوام الثمانينات ويعد أول نظام ذكي يقتحم السيارات· واليوم أصبح ينظر إلى السيارات التي لا تضم هذا النظام وكأنها تعود إلى العصر الحجري· وتتلخص مهمة النظام في تحسس قوة الضغط على دواسة الكبح فيبدأ بتشغيل كمّاشة الكبح بسلسلة من عمليات الضغط والإرخاء على قرص الكبح الذي يدور مع العجلة حتى يمكن تدوير المقود وتوجيه السيارة أثناء التوقف السريع· ويعني ذلك أن النظام يمنع انزلاق السيارة أثناء الكبح السريع· ومن الأمثلة الأخرى عن الأنظمة الذكية التي أصبحت شائعة في السيارات الحديثة نظام الثبات الإلكتروني الذي يحافظ على توازن السيارة أثناء الكبح الشديد· وبدا بوضوح بعد ذلك أن الأبواب أصبحت مفتوحة لإضافة المزيد من المجسّات والأنظمة المتقدمة التي أصبح في وسعها أن تنبه السائق لو كان يقود سيارته بطريقة تنطوي على الأخطار؛ ويجري الآن اختبار نظام جديد يخبر السائق بسرعة فائقة بالتصرف المناسب قبل وقوع الحادث·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©