الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آلام «العربية» تتطلب تضميد جراحها.. والأخطاء تتكرر في حقها

آلام «العربية» تتطلب تضميد جراحها.. والأخطاء تتكرر في حقها
7 سبتمبر 2012
تواجه اللغة العربية بعض المخاطر، التي زادت في الفترة الأخيرة، من جانب بعض أولياء أمور الطلبة، الذين يتباهون بإجادة أبنائهم للغات أخرى، بالإضافة إلى جهل الكثيرين من مصممي اللافتات الإعلانية للشركات والمحال التجارية، بحروف اللغة، وما يصدر عنهم من أخطاء فادحة، تحولت معها عبارة «عمال يشتغلون إلى عمال يشتعلون، وكلمة الغربية إلى القربية، وحافلة مدرسية فقط إلى مدرسية حافلة فقط »، ناهيك عن اهتمام بعض المدارس باللغات الأجنبية على حساب العربية.ومن هذا المنطلق يركز المجلس الاستشاري للغة العربية، وفقاً لما أشار إليه بلال ربيع البدور الوكيل المساعد لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لشؤون الثقافة والفنون، مشاريع ومقترحات لتعزيز جهود الحفاظ على لغتنا العربية، كما سيقدم الدعم لتطبيق توصيات ميثاق اللغة العربية على مستوى الدولة. (دبي) - الاهتمام باللغة العربية، واجب على كل المؤسسات والأفراد، ولا يعني ذلك إهمال تعلم اللغات الأخرى، لكن لغة الضاد، تحتاج إلى تضميد جراحها، وهذا ما أشار إليه بلال ربيع البدور في حديثه عن الأسباب التي استدعت أن يتم وضع ميثاق واعتماد المجلس من أجل حماية اللغة العربية. وتفصيلاً قال البدور، إن الحكومة اتخذت في التاسع من مارس عام 2008، قراراً باعتماد اللغة العربية لغة رسمية في المؤسسات والهئيات الحكومية، ورغم أن الدستور ينص على أن اللغة الرسمية هي العربية، لكن وضع الإمارات المتعلق بوجود الجنسيات المتعددة، ووجود عشر لغات مستخدمة وضع اللغة العربية في المرتبة الرابعة في تلك السنوات التي سبقت عام 2008، كما جاء في تقرير لأحد مراكز الدراسات، وسيتولى المجلس الاستشاري مهمة اقتراح ومناقشة المشاريع الخاصة بتعزيز جهود الحفاظ على اللغة العربية، ودعم وتعزيز المبادرات الرامية إلى تطبيق توصيات ميثاق اللغة العربية على مستوى الدولة، فضلاً عن التنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة لتطبيق الميثاق، وتقديم تقرير دوري إلى رئيس مجلس الوزراء بشأن التقدم المنجز في تطبيق الميثاق. الخطوط العريضة وأوضح أن حكومة دولة الإمارات تتطلع من خلال المجلس أن يتم تطبيق التعليمات التي ترسم الخطوط العريضة، والتي تؤكد سيادة اللغة العربية، حيث يتم التخاطب بها رسمياً ضمن الجهات الحكومية، وبين الجهات الحكومية والأطراف الأخرى، وأن يتم التعامل بها في الخطابات والمراسلات والوثائق كافة، وبما أنها العنصر الأساسي في التعليم بالدولة، فإن الميثاق يرى أن على الهيئات بذل الجهود لتطوير أساليب ومهارات تعلم العربية، وبناء قدرات معلمي اللغة العربية في المدارس الحكومية والخاصة. ويكمل بلال البدور الوكيل المساعد لوزارة الثقافة: إن الحكومة ومن خلال المجلس ستعمل على تشجيع غير الناطقين بالعربية على مستوى المدارس، من خلال تحديث مناهج تعلمها، وأيضاً تطوير أساليب تدريسها للطلاب الناطقين بغيرها في جميع المراحل، أو من خلال مراكز تعلم اللغة العربية في جامعات الدولة، وأيضاً في مراكز تعلم العربية التابعة للقطاع الخاص، حيث تنص مادة الميثاق السابعة على أن تقوم الحكومة بتوجيه المؤسسات المعنية بالتعليم العالي، لاعتبارها مطلباً أساسياً للدراسة في الجامعات الحكومية داخل الدولة. وعاد البدور بذاكرته لما قبل عام 2008 حين تزايدت الشكاوى بين المواطنين والعرب، حول إصرار موظفي بعض المؤسسات بالتحدث والتراسل باللغة الإنجليزية، وقد خاطبت وزارة شؤون الرئاسة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لتقديم تقرير حول مدى التزام الوزارات والهيئات بتطبيق القرار الخاص بتعميم اللغة العربية- لغة أولى، وبمساعي وتدخل من الحكومة الرشيدة لمصلحة اللغة العربية، تم إقرار اعتماد اللغة العربية لغة رسمية بقرار من مجلس الوزراء. المرحلة الجامعية وقال إن المادة السابعة من الدستور تشير إلى أن اللغة العربية هي الأولى، إلا أن الواقع كان يشير الى غير ذلك، حيث أصبحت بعض المناهج تسعى لإبراز اللغة الإنجليزية والتركيز عليها، وذلك استعداداً للمرحلة الجامعية التي أصبحت تعتمد على اللغة الإنجليزية، خاصة أن بعض أولياء أمور الطلبة يحبون التباهي بالتحدث باللغة الإنجليزية، لكن يفترض أن يكون هذا التباهي بين الجنسيات غير الناطقة باللغة العربية، عند عقد صفقات، أو خلال السفر، وليس في المناسبات، والندوات أو المدارس والكليات الجامعية والمراسلات والعقود. وذكر وكيل الوزارة أن الأخطاء ترتكب في حق اللغة العربية عند كتابة اللوحات وعناوين المحال التجارية وغيرها، ولا يعتبر ذلك شيئاً يذكر، إلى جانب عدم ملائمة معنى العنوان لنوع النشاط، وقد قام بنفسه بتسجيل ملاحظات لبعض أسماء الشركات، مبيناً أن على المجتمع أن يكون لديه التزام أدبي تجاه اللغة العربية، خاصة بعد المبادرات والجهود الصادقة والحثيثة التي تبذلها الحكومة، بالإضافة إلى مساهمة مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي، في المبادرات والمشاريع التي تنهض باللغة، من خلال إثرائها بالمصطلحات العلمية والتقنية، والتي تكون مواكبة للعصر الحالي والمستقبل، على أن تدعم الحكومة إنتاج المحتوى العربي، ومن خلال ترجمة الأعمال العلمية والأدبية إلى اللغة العربية. وبالنسبة لدور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لشؤون الثقافة والفنون، فأوضح البدور أن جهودها مستمرة، من خلال كل المؤتمرات التي تشارك فيها، سواء في الدول العربية، أو دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن ماحدث خلال السنوات لا يمكن أن يستقيم في شهور أو فترة قصيرة، لكنه يحتاج إلى تكاتف وتفعيل الميثاق، بجانب تطوير المناهج وصياغة لغة مناسبة للأجيال الحالية والمقبلة. وانتقل البدور إلى دور الإعلام في تطوير وتقوية اللغة العربية، من خلال إعداد كوادر إعلامية متمكنة، تحترم اللغة من خلال النص والمواد التي تقدم، مشيراً إلى أن دور الإعلام بكل مؤسساته لا يتجزأ عن دور المجلس من خلال القنوات واللجان، والتعاون بين الجميع. وأضاف، بدورنا نشجع ونتبنى المطبوعات وطبع النصوص الشعرية والأدبية، ونشجع الشباب على المشاركة في دعم برامج حماية اللغة العربية، ومن خلال مشاركاتنا داخل الدولة وخارجها، نعمل على نقل أهمية اللغة العربية من خلال تقديم الشعراء في النبطي والفصيح، وأيضاً من خلال الفلكلور والفنون الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©