الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الملح ضروري للتمثيل الغذائي وحفظ توازن السوائل في الجسم

الملح ضروري للتمثيل الغذائي وحفظ توازن السوائل في الجسم
14 سبتمبر 2013 20:23
الملح أحد العناصر المهمة لحياة الإنسان والحيوان والنبات، فهو يساعد على توازن كمية الماء بالجسم والخلايا، فضلاً عن أهميته في عملية التمثيل الغذائي في الخلية، لذا فإن تناول الملح بكميات معتدلة ضروري جداً للإبقاء على قيد الحياة. اختصاصي أمراض القلب والشرايين الدكتور هيثم سرحان، يقول «باتت اليوم عبارة ملح قليل مستهلكة جداً بعد تفاقم أمراض القلب والشرايين، وما يسببه الملح من تضخّم في الشرايين أو انسدادها أو احمرار في الساقين نتيجة انحباس الماء في القدمين، فجسم الإنسان البالغ يحوي بشكل عام على 100 جرام من الملح، يفقد منها يومياً عن طريق البول والعرق من 20 - 30 جراماً فيحتاج إلى تعويض ما يفقده من الملح من الغذاء، ولما كان الملح يلعب دوراً أساسياً في تركيز الماء في الأنسجة، ونقصه من الجسم يسبب اضطرابات عديدة خطيرة، ولا تزول إلا بتعويض المفقود منه». بيروت (الاتحاد) ـ يضيف الدكتور سرحان: «يعمل الإنسان على أخذ حاجته من الملح من خلال الأغذية التي يتناولها وتحتوي بالطبيعة مقادير من الملح، ففي المئة جرام من اللحم يوجد ما بين 0,1 - 0,15 جرام من الملح، وفي البيض 0,3 جرام وفي السمك 0,15 جرام وفي لتر الحليب حوالي 1,6 جرام وفي الجبن من 1 - 2 جرام وفي الخبز كما في الحليب، وفي اللحوم المقددة تصل النسبة إلى 6 جرامات». ضرورة يتابع سرحان: «إن الملح ضروري لحياة كل إنسان، وأنظمة الأكل غير المحتوية على الملح يجب أن تحدد بمدة تقصر أو تطول فقط للمصابين بأمراض القلب والكبد والزلال، وبعض البدينين وينبغي أن يتم ذلك تحت إشراف طبيب أو اختصاصي تغذية. الملح الموجود في الأسواق الاستهلاكية عبارة عن نوعين: الأول هو نوع متواجد ومنتشر بكثرة ومعلب وهو ملح مكرر مضاف إليه الأيودين، ويتكون من 99.9 % من كلوريد الصوديوم و0.1 % أيودين البوتاسيوم أو الكالسيوم، وتضاف إليه مادة الأيودين لتعزيز نقص الأيودين في الجسم. في هذا النوع من الملح يضاف إليه السكر في بعض الأحيان أو مادة سليكيت الأمونيوم للمحافظة على انسيابية الملح وعدم تكتله، وهناك بعض الشركات الغذائية تذكر على العبوات ذلك الأمر في حين يتكتم البعض الآخر نظراً إلى أن مادة سيليكيت الأمونيوم مادة مضرة بالصحة. وهناك نوع آخر مهم ينصح باستعماله في المنازل للطبخ، وقد لا يكون معبأ بعلب أنيقة، وهو ملح البحر، الذي يتكون من 95% من كلوريد الصوديوم، و%5 معادن أخرى، منها المنغنيز والكالسيوم والفوسفور والأيودين من مصدره الطبيعي، إضافة إلى أكثر من 70 عنصراً معدنياً آخر، وهو الملح المفيد لعمل الأنسجة نظراً لاحتوائه على كمية أقل من الصوديوم، ومهم تناوله لكن باعتدال، خاصة في فترات ما بعد الظهر».. وتشير اختصاصية التغذية مايا حداد من مستشفى جبل لبنان إلى أن مزيج الملح غير المكرر مع عصير الليمون يفيد في تقوية اللثة وتنظيف الأسنان، كذلك لتقوية الأظافر، ويعتبر الملح من المضاد للفطريات، وشرب محلول ملعقة من الملح في كأس ماء تفيد في وقف النزيف الرئوي، والآلام الناتجة من البرد تخف وطأتها بوضع كيس من المطاط في ماء مملح ساخن. وفي حالات التعب أو الورم أو الالتواء أو خلع العضلات ينصح بغسل الرجلين بماء مع الملح، كما أن فرك الجسم بملح مذوب بماء دافئ حتى يحمر ثم غسله بماء بارد يحفظ الجسم من الزكام، وفرك فروة الرأس بالملح المذوب بالماء يحفظ الشعر وينشط نمو، لكن بالتالي، إن الشخص الذي يتناول الملح المكرر عادة ما يحدث له شراهة في تناول الملح لأن الجسم لا يشعر بالكفاية من المعادن الأخرى، وبذلك يتراكم كلوريد الصوديوم بالجسم مسبباً مشاكل للكليتين وارتفاع الأدرينالين بالجسم، فالفرد البالغ يحتاج ما بين 2-3 غرام في اليوم الواحد لكن معدلات استهلاكه تصل إلى 18 غراماً يومياً، وهي زيادة تسبب إرهاقاً وتعباً للكلى، ويضعف كفاءتها مع تراكمه وبقية الفضلات في الجسم، كما تظهر أعراض زيادة الملح على شكل توترات عصبية وعضلية ونفسية وصداع مستمر وشعور بالقلق والكآبة والضيق والضجر، كما يتفاقم نقص المعادن الأخرى بالجسم مسبباً مشكلات صحية في مناطق أخرى بالجسم، منها هشاشة العظام». وتكمل حداد: «للملح فوائده لكنها خارجية بعض الشيء أي باستعماله كمادة في علاج الأمراض والمشاكل الجلدية مثل الصدفية والأكزيما وحب الشباب والنمش والزوان والكلف، وعلاج آلام المفاصل الروماتيزم، وتثليج الأرجل، والتخفيف من التوتر والإجهاد وتنشيط الدورة الدموية، وعلاج التشنجات العضلية العادية الناتجة من التمارين الرياضية القوية، ناهيك عن إعطاء البشرة النضارة والحيوية والجمال الطبيعي في ماسكات الأملاح المعدنية. لكن لا بدّ من تنبيه مخاطر الملح الكبيرة على صحة الجسم والرشاقة خاصة عند النساء. في الواقع نعم، لا يحتوي الملح على سعرات حرارية، لكن يعمل على انحباس الماء في الجسم، وتعاني معظم السيدات من البدانة من خلال تجمعات دهنية غير مرغوب فيها تتركز في مناطق معينة من الجسم كالبطن والردفين، ويلجأن لاتباع عشرات الوسائل، من أجل القضاء على بدانتهن أو التخفيف منها من دون إدراك في أحيان كثيرة للأسباب المؤدية إليها، والتي يمكن أن يكون الإفراط في تناول الملح واحدا منها». الكميات المناسبة وتضيف: «لا أعني أن تحذف السيدات الملح من قائمة طعامهن، إنما المهم أن تتعرف كل سيدة إلى الكميات المناسبة التي تلائم احتياجاتها بشكل يومي. ويكمن الطبخ الصحي في المحافظة على وزن صحي، تأمين الطاقة والنشاط للجسم وتجنّب الأمراض. ومن ضمن مبادئ الطبخ الصحّي هو التخفيف من كمية الملح في الأطباق، لأن استهلاك كمية كبيرة منه يرتبط بارتفاع نسبة ضغط الدم. إن الملح هو بمثابة طعم نكتسبه ونعتاد عليه؛ بعض الناس يتعود على كمية ملح كبيرة في طعامهم، والبعض الآخر يتناول الطعام مع القليل من الملح. لهذا السبب على السيدة إيقاف تناول الملح جذرياً بعد يوم وآخر، واعتيادها وعائلتها على المذاق مما سيحثّها على عدم إضافة المزيد من الملح». نصائح للحفاظ على الرشاقة، تنصح مايا حداد الراغبين في المحافظة على جسم صحي قبل الذهاب باتجاه الوزن المثالي أو الرشيق اعتماد خطة صحية أي نظام غذائي طويل الأمد، وهو التقليل من الملح في الطعام، لأن الخضراوات والفاكهة الطازجة كافة تحمل كميات متوازنة من الأملاح الطبيعية، لذا ينصح الكبار بالإكثار من تناولها في حين أن بعض الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الملح، كاللحم والنقانق والسمك المجفف، اللحوم المعلبة، الجبن الزبد النباتي، المقبلات والمخللات والزيتون ورقائق البطاطس، المكسرات، الفاصوليا والصلصات المعلبة وتجنُّب السمك المعلب ومختلف أنواع الحساء والمرق المعلب التي يجب التقليل منها واستبدالها بالطبيعية، كما يجب قراءة الكتابات على أغلفة المواد الغذائية لمعرفة كل المواد الإضافية الحاوية على الصوديوم، واختيار المواد المكتوب عليها عبارة «غير مملح»، أو عبارة «صوديوم مخفّض»»، والأفضل عبارة «صوديوم بنسبة منخفضة جداً». من جهة أخرى ترى حداد أن إبعاد الملح عن طاولة الطعام مهم لضمان التقليل من تناوله، والتعرض بكثرة لحمامات البخار مع تدليك مناطق التجمعات الدهنية بحركات دائرية لطرد الأملاح من داخل الجسم إلى الخارج مع العرق.? كما تنصح بتناول الأعشاب المفيدة بدلاً من البهارات أو الملح ومن البدائل برأيها الريحان أو الحبق، الكستناء، الشبت أو الشمّر، النعناع أو البقدونس، كذلك استخدام الصلصات، المرقات والتوابل القليلة الملح مثل الصويا خفيفة الملح، ومرقة الدجاج « أقل»، أو استعمال البهارات المطيبة مثل البهار الأبيض والأسود، سبعة بهارات، القرفة، الكمون، مسحوق الكاري، جوزة الطيب، إذا لم تكن هناك من مشكلات صحية في المعدة، ويبقى الأفضل على السواء استعمال الثوم، البصل، الزنجبيل، والفليفلة الطازجة، مع نقع الطعام في صلصة الخل، الخردل، الأعشاب والتوابل التي لا تحتوي إلا على سعرات قليلة منخفضة جداً للباحثين والباحثات عن الرشاقة. الملح يحسن المزاج يذكر باحثون في الطب النفسي في جامعة أيوا الأميركية أن إضافة الملح إلى الطعام ضروري لأنه يحسن المزاج، على الرغم من كونه مضراً بالصحة، ويرى الباحثون أن الملح مادة غذائية ودوائية لا يمكن الاستغناء عنه، لكن بشرط ألا يساء استعماله، وذلك بالإفراط في تناوله من دون استشارة طبية، حيث إن حواس الجسم تتأثر بالملح سريعاً فيسبب لها الهيجان والحركة الزائدة، كما يسبب التهاب الأغشية المخاطية للمعدة والأمعاء والأوردة والشرايين، وغيرها، كما يتعب الكبد والكليتين والمجاري البولية، ويؤثر في البدينين أكثر من تأثيره في النحفاء، حيث تكثر الرواسب في الدم والبول، وتورم أجفان من يفرطون في تناوله ويجفف جلدهم. والملح كالسكر تماماً يفيدان الإنسان لكن الإفراط في تناولهما يضر أشد الضرر، فعلى الإنسان أن يكون حكيماً وحذراً في استعمالهما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©