الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«طائرة سيدات الوحدة».. إعدام لعبة !

«طائرة سيدات الوحدة».. إعدام لعبة !
2 مارس 2016 23:19
شمسة سيف (أبوظبي) من وقت لآخر ترتفع الأصوات لحث المرأة على ممارسة الرياضة. .. ومن وقت لآخر تعقد ندوات وتنظم حملات، وتخرج توصيات وشعارات تعكس قيمة وأهمية الرياضة في حياة «نصف المجتمع» من أجل كل المجتمع، ومستقبل أجياله. وعندما تقفز المرأة فوق كل الحواجز، وتخرج إلى ملاعب الرياضة لتواصل رسالتها ودورها تجاه الوطن والأسرة والنادي، تجد من يغلق كل الأبواب في وجهها. عفواً..ألغيت اللعبة ! هذا ما حدث في نادي الوحدة ! طائرة السيدات صدر عليها حكم بالإعدام دون أن يتألم أحد من قسوة القرار، وحجم تأثيره على المنتخبات الوطنية ومن يمارسون اللعبة والأجيال الجديدة. فقط اللاعبات هن من يتألمن في صمت، وبسبب القرار هجر أكثر من 14 لاعبة صالات الطائرة، بالإضافة إلى 19 لاعبة في صفوف الناشئات. بعضهن غادر إلى المنزل، والأخريات اتجهن إلى أنديه أخرى لممارسة نفس اللعبة أو تغير المسار إلى لعبة أخرى، وبسبب القرار أيضاً تراجع عدد الأندية التي تمارس الطائرة إلى 5 أندية هي الوصل، الشباب، سيدات الشارقة، سيدات الوسطى، وسيدات الشرقية في النسخة الثالثة لدوري السيدات. المشكلة بين الاتحاد والنادي دفعت الأخير إلى اتخاذ قرار تجميد اللعبة، وبغض النظر عن الدوافع، فإن القرار جاء في توقيت يشجع فيه الجميع على ممارسة المرأة للرياضة والدعم الكبير الذي تحظى به. استطاع نادي الوحدة لكرة الطائرة للسيدات في فترة زمنية قصيرة منذ تأسيسه الذي لم يتعد السنوات الثلاث بأن يكون منافساً حقيقياً لجميع فرق الدوري، بالإضافة إلى البطولات التي كان طرفاً فيها، حيث اعتلت فتياته منصات التتويج في أكثر من مناسبة كانت آخرها بطولة كأس الاتحاد، بحصولهن على الميدالية البرونزية، ولكن رغم الإنجازات المحققة من قبل سيدات الطائرة، ولأسباب ما زالت تجهلها الأسرة العنابية في طائرة الوحدة النسائية، تم إلغاء نشاط الطائرة للسيدات والناشئات، مما نتج عنه تسريح اللاعبات والاستغناء عن خدمات الطاقم الفني والإداري، حالة من الإحباط تجاوزت حدود النادي لتمتد إلى المنتخبات الوطنية التي تعتمد قاعدة الوحدة في تزويد المنتخب بالمواهب، حيث يصل عدد اللائي يمارسن اللعبة في الدولة إلى 158 لاعبة فقط،وإلغاء النشاط في الوحدة يعني إن قاعدة الاختيار تقلصت إلى 5 أندية فقط. والسؤال الكبير .. لماذا ألغيت اللعبة ؟ طرحنا هذا السؤال علي خالد الهنائي المدير التنفيذي لشركة الوحدة للألعاب الرياضية، فأجاب قائلاً: « السبب وراء إلغاء النشاط، هو عدم تعاون اتحاد الطائرة بعد أن اعتمدوا الروزنامة السنوية بنشاط دوري السيدات فقط دون الناشئات، وهو الأمر الذي لا يخدم الفريق، حيث إننا نسعى لأن يكون هناك رافد وقاعدة متينة من قبل اللاعبات الناشئات، اللائي سيمثلن الفريق في الفترة المقبلة». وأضاف : «حرصنا أن نصب اهتمامنا على فريق الناشئات، بتوفير كل الإمكانيات، والمراكز التي تخولهن لمزاولة أنشطتهن بالشكل المطلوب، ومن حق هؤلاء اللاعبات بأن يتم إعداد دوري لهن تتم الاستفادة القصوى منه في السنوات المقبلة باللعب في صفوف الفريق الأول لسيدات الطائرة بنادي الوحدة». وواصل : «يأتي اهتمامنا بقطاع الناشئات حتى نرى أكبر نسبة ممكنة من اللاعبات بإمارة أبوظبي، حيث إن هناك نسبة كبيرة لسيدات الطائرة في نادي الوحدة لسن من سكان أبوظبي، وهو الأمر الذي قد يشكل إشكالية في عدم استقرار اللاعبة، بحيث تحتاج لقطع مسافات طويلة لانخراطها في التدريبات اليومية، والمباريات الأسبوعية، لذلك كان من المهم أن يعمل اتحاد الطائرة على تنظيم دوري خاص بالناشئات، الذي من خلاله نستطيع المحافظة على نشاط اللعبة، وضمان استمراريتها بالشكل المطلوب». وتابع : «نادي الوحدة يتطلع دائماً بأن يكون مصدراً للمواهب، ورفض الاتحاد تنظيم دوري يخص فئة الناشئات، بلا شك سيضر اللعبة وهو أمر ضد مصالح النادي، الذي يملك خطة مغايرة عن الآخرين، ويتطلع باستمرار إلى الاهتمام بقطاع الناشئين، فمن خلالها يمكننا تأسيس فريق قوي منافس، يساهم بشكل كبير في دعم المنتخب لمواصلة الإنجازات». وأكد الهنائي بأن نادي الوحدة يدعم قطاع رياضة المرأة، وتجميد لعبة الطائرة للسيدات جاء لأسباب منطقية، حيث إنه ما زالت هناك أنشطة خاصة بالسيدات، بما فيها كرة القدم بجميع فئاتها، وألعاب الجو جيتسو والتايكواندو والجودو، وهذا يؤكد استمرارية خطة النادي بأن تنال المرأة الرياضية حقوقها في مختلف الأنشطة التي تندرج تحت شركة الوحدة للألعاب الرياضية». وحول إذا ما كانت هناك خطة لعودة طائرة السيدات في الموسم المقبل، أوضح الهنائي بأنه في نهاية الموسم سيتم اجتماع مجلس الإدارة، ومن خلاله ستتضح الأمور حول الألعاب في الموسم الجديد. ومن جهتها، أعربت هيا الكتبي إداري كرة الطائرة في نادي الوحدة للسيدات، بأن تجميد اللعبة في النادي أمر محزن، وسبب خيبة أمل للاعبات على وجه الخصوص، وللطاقمين الفني والإداري في النادي. وقالت: «فوجئنا بقرار إلغاء اللعبة الذي أتى من دون سابق إنذار من قبل المسؤولين في النادي، خصوصاً وأن لاعباتنا يمتلكن سجلاً وخبرة طويلة في اللعبة لأكثر من 14 سنة، ووجودهن ضمن فريق الوحدة منذ تأسيسه قبل عامين، شكل لهن أهمية كبرى، بعد أن شعرن بالأمان في هذا الصرح الذي استقطبهن، ليشكلن فريقاً منافساً في بطولة الدوري العام». وتابعت: «أثر قرار التجميد على نفسيات اللاعبات، بعد أن وجدن أنفسهن في مأزق لا يستطعن الخروج منه، فالنشاط الذي كن يمارسنه بانتظام تم إيفاقه لأسباب مجهولة، مما اضطر بعضهن للعب مع فرق منافسة أخرى، فيما اتجه البعض الآخر إلى ألعاب أخرى ومنها كرة القدم، أما فئة أخرى ففضلت الجلوس بالمنزل وهجرت كل الألعاب، وهو الأمر الذي أحزننا بالفعل كإداريين ومشرفين على اللعبة، بأن نرى لاعباتنا يتخذن قرارات مجبرات عليه، مما يضر بمصلحة الرياضة النسائية». وأضافت: «باعتقادي أن الخاسر في المقام الأول من قرار التجميد هو النادي نفسه، حيث إن إعداد أي فريق للمنافسة وحصد المراكز الأولى يتطلب على أقل تقدير قرابة السنوات الخمس، وطائرة سيدات الوحدة كانت من أفضل فرق الدوري المنافسة، وقرار شطب اللعبة بكل تأكيد ضر النادي، ولا شك أن الضرر امتد إلى الفريق نفسه بطاقمه الفني والإداري». أسماء من «الطائرة» إلى «القدم» أبوظبي (الاتحاد) أكدت أسماء شهزاد لاعبة طائرة سيدات الوحدة أنها اتجهت مؤخراً بعد قرار الشطب للعبة، في صفوف القدم بنفس النادي كحارس مرمى، وقالت: «لم أتوقع أن أترك رياضتي المفضلة التي مارستها منذ أيام الدراسة الثانوية والجامعية، ولفترة دامت لأكثر من عشر سنوات، لظروف خارجة عن إرادتي». وقالت: «بعد قرار إلغاء اللعبة، حصلنا على عروض عديدة من قبل أندية الطائرة، فقررت البعض قبول هذه العروض واللعب لأندية أخرى، أما بالنسبة لي، ففضلت الوجود في نادي الوحدة بلعبة أخرى ألا وهي كرة القدم على أن ألعب لفريق آخر كان منافساً لنا في السابق، حيث إنني لا أرى نفسي إلا بقميص «العنابي»، وهو من أصعب القرارات التي اتخذتها مؤخراً، بأن أترك اللعبة المفضلة لدي، وأتجه إلى رياضة أخرى، لكن بفضل الله وفقت أيضاً في خوض كرة القدم كحارس مرمى، ووصلتني إشادات، لما قدمته من مستوى». نوف محمد: فوجئنا بالقرار من «الصحف» أبوظبي (الاتحاد) أكدت نوف محمد إحدى لاعبات طائرة سيدات الوحدة، بأن اللاعبات في الفريق تفاجأن بخبر إلغاء اللعبة، حيث إنه لم يتم تبليغهن بشكل مباشر، وأن المعلومة الأكيدة للقرار وصلتهم من خلال الأخبار في الصحف، مشيرة بأنه لم يكن هناك أي اجتماع مسبق من قبل المسؤولين عن اللعبة في النادي واللاعبات، لتوضيح الأمور والأسباب التي دفعت النادي لتجميد اللعبة. وقالت: «بسبب هذه الإشكالية، لا أعتقد بأننا سنرجع للعب كفريق واحد، حيث إننا انقسمنا كلاعبات بشكل رسمي بعد قرار التجميد، فاتجهت أنا وعدد من اللاعبات للعب في صفوف طائرة الشباب، وتفرق الأخريات إلى أندية أخرى، فضلاً عن تغيير بعض اللاعبات مسار اللعبة إلى ألعاب أخرى». وأضافت: «بلا شك فإن تجميد اللعبة سيؤثر بشكل ملحوظ على دوري طائرة السيدات، بعد أن تقلص العدد إلى 5 فرق، وهو أمر غير إيجابي ولا يخدم اللعبة، لذلك نتمنى من الأندية أن تصب اهتمامها في مثل هذه الرياضات التي تحرص المرأة على تمثيلها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©