الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحج» حق على المستطيعين و «عرفة» أفضل يوم

2 أكتوبر 2014 22:35
من حِكَم فريضة الحج، بالإضافة إلى كونها طاعة للأمر الإلهي، إتاحة الفرصة لكل مسلم‏‏ بالغ‏ عاقل‏ حر‏ مستطيع‏، ذكراً كان أو أنثى‏،‏ أن يحظى، ولو لمرة واحدة في العمر، ببركة أشرف بقاع الأرض‏، الحرم المكي الشريف‏، مع بركة أشرف أيام السنة، العشر الأول من ذي الحجة‏، ولذلك قال تعالى:‏ (‏وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ )، «سورة آل عمران: الآية، 97»?. ? فالحج يعني قصد مكة المكرمة لأداء عبادة الطواف‏ والسعي‏ والوقوف بعرفة‏،‏ وما يتبع ذلك من مناسك يؤديها كل مسلم‏، استجابة لأمر الله‏،‏ وابتغاء مرضاته‏،‏ وهو أحد أركان الإسلام الخمسة‏،‏ وفرض من الفرائض المعلومة من الدين بالضرورة‏،‏ وحق لله تعالى على المستطيعين. قال الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره، ولوجوب الحج خمس شروط، الإسلام والعقل والبلوغ والحرية والاستطاعة، فلا يجب على الكافر ولا على المجنون، ولو حجا بأنفسهما لا يصح لأن الكافر ليس من أهل القربة ولا حكم لفعل المجنون، ولا يجب على الصبي ولا على العبد. نوعان للاستطاعة والاستطاعة نوعان، أن يكون مستطيعا بنفسه وأن يكون مستطيعاً بغيره، بنفسه أن يكون قادراً على الذهاب ووجد الزاد والراحلة، فاضلاً عن نفقة عياله ومن تلزمه نفقتهم وكسوتهم لذهابه ورجوعه، ووجد الرفقة، وأن يكون الطريق آمناً، أما الاستطاعة بالغير أن يكون عاجزاً بنفسه، لكن له مال يمكنه أن يستأجر من يحج عنه. والحج عبادة من أجلِّ العبادات وأفضلها عند رب العالمين بعد الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله‏، وذلك لما رواه أبوهريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل:‏ «أي الأعمال أفضل؟ قال‏: «‏إيمان بالله ورسوله‏،‏ قيل‏:‏ ثم ماذا؟ قال: ‏ثم جهاد في سبيل الله‏،‏ قيل‏:‏ ثم ماذا؟ قال‏: ‏ثم حج مبرور»،‏ أي الذي لا يخالطه إثم. وقد خلق الله المكان والزمان‏،‏ وجعلهما أمرين متواصلين، فلا يوجد مكان بلا زمان‏،‏ ولا زمان بلا مكان‏،‏ وكما فضَّل الله بعض الرسل على بعض‏،‏ وبعض الأنبياء على بعض‏،‏ وبعض البشر على بعض، فضَّل بعض الأزمنة‏،‏ وبعض الأماكن على بعض‏. ‏ فمن تفضيل الأزمنة جعل ربنا يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع‏،‏ وجعل رمضان أفضل الشهور‏،‏ وجعل الليالي العشر الأخيرة منه أشرف ليالي السنة‏،‏ وجعل أشرفها على الإطلاق ليلة القدر، ومن الأيام جعل أشرفها الأيام العشرة الأول من ذي الحجة‏،‏ وجعل أشرفها على الإطلاق يوم عرفة‏. الليالي العشر وقد أقسم الله تعالى بالليالي العشر من ذي الحجة، وقال محمد الطاهر بن عاشور في «التحرير والتنوير»، القسم بهذه الأزمان من حيث إن بعضها دلائل بديع صنع الله، وسعة قدرته فيما أوجد من نظام، وهي مع ذلك أوقات لأفعال من البر وعبادة الله وحده، مثل الليالي العشر. وقسم الله تعالى لقصد التأكيد، «وليال عشر» هي ليال معلومة موصوفة بأنها عشر، وليس في ليالي السنة عشر ليال متتابعة عظيمة مثل عشر ذي الحجة، التي هي وقت مناسك الحج، ففيها يكون الإحرام ودخول مكة وأعمال الطواف، وفي ثامنتها ليلة التروية، وتاسعتها ليلة عرفة وعاشرتها ليلة النحر، فتعين أنها الليالي المرادة بليال عشر، وهو قول ابن عباس وابن الزبير. وكانت الليالي العشر معينة من الله تعالى في شرع إبراهيم عليه السلام، ثم تغيرت مواقيتها بما أدخله أهل الجاهلية على السنة القمرية من النسيء، فاضطربت السنون المقدسة التي أمر الله بها إبراهيم عليه السلام ولا يعرف متى بدأ ذلك الاضطراب، ولا مقادير ما أدخل عليها، إلى أن أوحى الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سنة عشر من الهجرة عام حجة الوداع، بأن أشهر الحج في تلك السنة وافقت ما كانت عليه السنة في عهد إبراهيم عليه السلام، فقال صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع: «إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض». ويروي جابر رضى الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:‏ «ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة، فقال رجل‏:‏ هن أفضل‏،‏ أم عدتهن جهاداً في سبيل الله؟، قال صلى الله عليه وسلم:‏ «هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله‏،‏ وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة‏،‏ ينزل الله إلى السماء الدنيا‏،‏ فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول‏ انظروا إلى عبادي‏،‏ جاؤوني شُعْثاً غبرا‏، جاؤوا من كل فج عميق‏،‏ يرجون رحمتي ولم يروا عذابي‏،‏ فلم يُرَ يوم أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة»، ولذلك كان الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب‏‏ كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة‏،‏ وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة». ‏ وذلك يتم في جو من الروحانية العالية‏،‏ والعبادة الخالصة، والقرب من الله، والذكر في أشرف بقاع الأرض وأشرف أيام السنة. اللحن غير المتعمد لا يفسد الصلاة ? ما هو حكم من يصلي خلف الإمام الذي تتكرر منه أخطاء التنوين لكثير من كلمات المصحف أثناء الصلاة بما في ذلك سورة الفاتحة؟ ?? أن صلاتكم خلف هذا الإمام صحيحة؛ لأن اللحن أي الخطأ الخفي في القراءة مثل الخطأ في الغنة أو التنوين لا يبطل الصلاة ولا يؤثر على صحتها، و كذا اللحن الجلي وهو الذي يغير المعنى لا تبطل به الصلاة إلا إن تعمده، وذلك لأن الفقهاء قد قسموا اللحن في القراءة في الصلاة إلى أربعة أنواع: - لحن ناتج عن الجاهل، وهذا مختلف في صحة صلاة صاحبه وصلاة من اقتدى به، والراجح الصحة. - لحن متعمد، وهذا صلاة صاحبه ومن اقتدى به باطلة اتفاقاً. - لحن ناتج عن سهو، وهذا لا يؤثر على صلاة المُقتدَى به والمقتدِي اتفاقاً. - لحن سببه العجز عن النطق الصحيح، فهذا صاحبه بمنزلة الألكن فصلاته وصلاة من أتمَّ به صحيحة كذلك. وهذه المسألة نص عليها بهذا التفصيل الشيخ عليش رحمه الله في منح الجليل، فقال: (ومحل الخلاف في جاهل يقبل التعلم . . . وأما متعمد اللحن فصلاته باطلة اتفاقا، والساهي صلاته صحيحة اتفاقا والعاجز الذي لا يقبل التعلم صلاته صحيحة اتفاقا أيضا، وأرجحها ــ بالنسبة للخلاف في الجاهل القابل للتعلم ــ صحة صلاته وصلاة المقتدي به)، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©