الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء الدين: «الشائعات».. سلوك محرم وجريمة ضد المجتمع

علماء الدين: «الشائعات».. سلوك محرم وجريمة ضد المجتمع
2 أكتوبر 2014 23:08
أدان علماء الدين ترويج الشائعات المغرضة التي تهدف إلى سرقة عقول شباب الأمة، وتوجههم إلى هدم أوطانهم وتعطيل عجلة العمل والإنتاج، مؤكدين أن الإسلام اعتبر إطلاق الشائعات سلوكاً منافياً للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، والمثل العليا، وفي إطار ذلك حذر الدين الحنيف من الغيبة والوقيعة في الأعراض، والكذب والبهتان، وحث على التثبت والتبين في نقل الأخبار. أكد الدكتور إبراهيم نجم - مستشار مفتي الديار المصرية - أن الإسلام الحنيف يحرم ترويج الشائعات، ونشر الفضائح، والتنابز بالألقاب البذيئة، والسباب بين الناس، مشدداً على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يلجأ المسلم إلى هذه السلوكيات المحرمة شرعاً، حيث إنها تعد من باب نشر الفاحشة، وفيها يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، «سورة النور: الآية 19». وأوضح أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بإحسان القول وطهارة اللسان في سائر الأحوال والمواقف، ومن ثم لا يقبل الدين الحنيف أن يطلق المسلم الأباطيل والأكاذيب في حق أخيه المسلم، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً من خطورة إطلاق الشائعات لما لها من آثار مدمرة للمجتمع المسلم، مؤكداً أن جوامع الأخلاق في الإسلام ثابتة لا تتغير، ولا توجد حالات استثنائية تتيح للإنسان أن ينفلت من الأخلاق وينشر فواحش الأقوال والأفعال. وشدد على أن النصوص الشرعية تواترت في التشديد على النهي عن التفحش، والحث على صون اللسان والجوارح عن الفحش والبذاءة، فعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفاحش المتفحش»، وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن أثقل ما يوضع في ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء». سرقة العقول وحذَّر الداعية الإسلامي الدكتور سالم عبد الجليل - وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية سابقاً - من خطورة الشائعات التي تحاول أن تسرق عقول شباب الأمة، وتوجههم إلى هدم أوطانهم وتعطيل عجلة العمل والإنتاج، تحت شعارات زائفة، مطالباً شباب الأمة بعدم الاستماع إلى الشائعات الكاذبة والمغرضة والأقاويل الهدامة ومحاربتها بشتى الوسائل والتأكيد على ضرورة الانتماء الصادق للأمة الإسلامية قولاً وعملاً والدفاع عنها في أوقات الشدة والرخاء وفي جميع الأوقات. ووصف الشائعات بأنها جريمة منكرة ضد أمن المجتمع، وصاحبها مجرم في حق دينه ومجتمعه وأمته، مؤكداً أن إطلاق الشائعات أمر يثير الاضطراب والفوضى في الأمة، وقد يكون هذا الأمر أخطر من ترويج المخدرات، فكلاهما يستهدف الإنسان، لكن الاستهداف المعنوي أخطر وأعتى. وشدد د. عبد الجليل على ضرورة أن تتضافر مؤسسات وأجهزة الأمة التعليمية والإعلامية والثقافية والدعوية للقضاء على هذه الظاهرة التي لها آثارها المدمرة ضد أمن الأمة واستقرار المجتمعات الإسلامية. معول هدم وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء في مصر، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق: إن الإسلام يعتبر أن إطلاق الشائعات سلوك منافٍ للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، والمثل العليا، التي جاءت بها وحثت عليها شريعتنا الغراء، التي تؤكد التحلي بقيم المحبة والمودة والإخاء، والتعاون والتراحم والتعاطف والصفاء، ولا شك أن الشائعة نسف لتلك القيم ومعول هدم لهذه المثُل، كما حذَّر الإسلام من الغيبة والوقيعة في الأعراض، والكذب والبهتان، وحرم الإفك، وتوعد مروجي الشائعات بالعذاب الأليم، وحث على التثبت والتبين في نقل الأخبار، يقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )، «سورة الحجرات: الآية 6». وتابع: الشائعات مبنية على سوء الظن بالناس، والله عز وجل يقول: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم»، وأخرج الشيخان في صحيحيهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث»، كما نهى الإسلام أتباعه أن يطلقوا الكلام على عواهنه، ويلغوا عقولهم عند كل شائعة، وتفكيرهم عند كل ذائعة، أو ينساقوا وراء كل ناعق، ويصدقوا قول كل دعي مارق فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله، قال: «كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع»، وفي رواية: «كفى بالمرء إثماً»، وسداً للباب أمام الوشاة المغرضين، ونقلة الشائعات المتربصين، ومنعاً لرواج الشائعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بشراركم؟! قالوا: بلى يا رسول الله، قال: المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبراء العنت». كادر مع موضوع الشائعات قصة الإفك أكد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن مروّج الإشاعة لئيم الطبع، دنيء الهمة، مريض النفس، منحرف التفكير، ضعيف الديانة، ساع في الأرض بالفساد، يجر الفتن للبلاد والعباد، مشيراً إلى السيرة العطرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحمل نماذج حية لتاريخ الشائعة، والموقف السليم منها، فقد رُميت دعوته المباركة بالشائعات منذ بزوغها، فرمي بالسحر والجنون والكذب والكهانة، وتفنن الكفار والمنافقون في صنع الأراجيف، والاتهامات الباطلة ضد دعوته، ولعل من أشهرها قصة الإفك، تلك الحادثة التي كشفت عن شناعة الشائعات، وهي تتناول بيت النبوة الطاهرة، وتشغل هذه الشائعة المسلمين بالمدينة شهراً كاملاً، ولولا عناية الله لعصفت بالأخضر واليابس، حتى تدخل الوحي ليضع حداً لذلك، ويرسم المنهج للمسلمين عبر العصور للواجب اتخاذه عند حلول الشائعات المغرضة يقول تعالى: (لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)، «سورة النور: الآية 12»، إلى قوله سبحانه: (وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ)، «سورة النور الآيتين 16 - 17»، تقول عائشة رضي الله عنها «فمكثت شهراً لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم»، حتى برّأها الله من فوق سبع سموات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©