أظهرت دراسة حديثة أن تناول جرعات عالية من الحديد أثناء فترتي الحمل والرضاعة يقلل من خطر التعرض لاضطراب طيف التوحد لدى الأطفال حديثي الولادة، حيث يتضح التأثير الواقي بين الأمهات اللاتي يتناولن مكملات الحديد من بداية الثلث الثاني من الحمل وفي خلال الرضاعة.
دراسة أميركية//الدراسة - التي أجراها الباحثون في جامعة كاليفورنيا، بمعهد DavisMINDوالتي نشرت نتائجها في المجلة الأميركية لعلم الوبائيات- كما نشرها الموقع الإلكتروني autismspeaks، أوضحت أن مخاطر إنجاب طفل مصاب باضطراب طيف التوحد انخفضت إلى النصف للأمهات اللاتي تناولن كمية يومية أعلى من الحديد «أكثر من 85 ملج» مقارنة بالأمهات اللاتي تناولن كمية أقل «تحت 30 ملج».
وتسبب ارتفاع كمية الحديد المتناول مقابل انخفاضه في تقليل المخاطر بنسبة أكبر بلغت خمسة أضعاف بين الأمهات اللاتي تجاوزت أعمارهن 35 عاما، واللاتي يعانين من مشاكل في التمثيل الغذائي مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم أو البدانة، وأظهرت أبحاث سابقة أن التوحد يحدث بمعدلات عالية بين الأطفال المولودين لنساء من هذه المجموعات.
أدلة متزايدة
وصرح دكتور بول وانج طبيب نمو الأطفال، ورئيس البحوث الطبية الخاصة باضطراب طيف التوحد أن هذه النتائج تؤكد الدليل على أن العوامل الغذائية يمكن أن يكون لها تأثير على تطور اضطراب طيف التوحد، بداية من الحمل وخلال فترة الرضاعة، مؤكداً أيضا أن العمليات البيولوجية الكامنة وراء الإصابة بطيف التوحد تبدأ في وقت مبكر- وبالتأكيد قبل عيد الميلاد الأول.
وأكد أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج ولتحديد مستوي كمية الحديد الأمثل حتى يوازن المنافع ضد السموم المحتملة، حيث إنه تبين في الدراسة أن الجرعات الأكثر حماية - فوق 85 ملج يومياً - هي أعلى من المعدل الموصى به للنساء الحوامل عموماً.
توصيات
وفي الوقت نفسه، اتفق وانج مع مؤلفي الدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها تدعم التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بأنه يتعين على النساء الحوامل والمرضعات تناول مكملات تحتوي على كل من الحديد وحمض الفوليك، والطريقة المثالية، أن تبدأ المرأة في تناول هذه المكملات قبل محاولتها الحمل بفترة ثلاثة أشهر.
إصدار الإرشادات
وانبثق التقرير الجديد من مشروع مخاطر الإصابة بالتوحد في الطفولة بسبب الوراثة والبيئة والمعروف اختصارا باسم «CHARGE»، حيث تتلقى العديد من أبحاث المشروع CHARGEالدعم من المعنيين باضطراب طيف التوحد، مع التأكيد على تحديد عوامل خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد التي يمكن تجنبها.
وفي عام 2011، كان الباحثون في مشروع CHARGEأول من أعلن أن تناول حمض الفوليك قبل الولادة يحد من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد، ودعمت العديد من الأبحاث هذه النتائج.
ويعد التقرير الجديد للمشروع الأول الذى ينظر في العلاقة بين خطر الإصابة بالاضطراب ومعدل الحديد أثناء الحمل، حيث شارك بالدراسة 520 أماً لأطفال تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى 346 أماً لأطفال لديهم تطور نموذجي.
وطلب الباحثون من النساء أن يذكرن كمية المكملات الغذائية والحبوب المدعمة والفيتامينات التي تناولنها والمصادر الأخرى للحديد قبل ثلاثة أشهر من حدوث الحمل وحتى نهاية فترة الرضاعة.
ومن خلال هذه المعلومات، قدر الباحثون متوسط ??الحصة الشهرية واليومية من الحديد التي حصلت عليها كل سيدة.
إضاءة
يذكر أن الحديد هو عنصر رئيس للتطور المبكر للمخ، حيث يؤدي نقص الحديد إلى عدة أعراض مرضية، مثل الأنيميا التي تعد من أكثر أعراض سوء التغذية انتشاراً، حيث تصيب نحو 40-50 بالمئة من النساء والأطفال في الولايات? ?المتحدة.
عدد اليوم
