أمجـد الحيـاري:
باشر نحو 110 من علماء الفلك في مختلف دول العالم أمس من المشاركين في مؤتمر الإمارات الفلكي الأول ''تطبيقات الحسابات الفلكية''، مناقشة بعض الحلول المتعلقة بقضايا رؤية الهلال والتقاويم الهجرية وإمكانية اعتماد تقويم موحد، وكذلك مواقيت الصلاة وغيرها من القضايا الفلكية المتعلقة بالمجتمع الاسلامي، وهو المؤتمر الذي تنظمه جمعية الإمارات للفلك بالتعاون مع مركز الوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة، والمشروع الإسلامي لرصد الأهلة·
وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان رئيس مركز الوثائق والبحوث الرئيس الفخري لجمعية الإمارات للفلك في كلمة وجهها للمشاركين أن قضية البحوث العلمية حول استخدام تقنيات علوم الفلك لاتزال في أول الطريق، فيما لايزال الموروث الديني في موضوع الأمور الحياتية التي تتعلق بعلم حساب النجوم والأفلاك والأهلة هو الغالب على النظرة الحديثة فيها، معربا عن اعتقاده بأن التوفيق بينهما أمر أصبح أكثر إلحاحا كخطوة ضرورية لتوحيد الرؤية الإسلامية في أمور كثيرة منها رؤية هلالي رمضان وشوال والتقويم الهجري واللذان يشكلان أهمية كبرى كموضوعات بحث متجددة·
وأوضح سموه أنه على الرغم من أن كثيرا من المؤتمرات قد عقدت لدراستهما وتوحيد النظرة إليهما، إلا أن المسافة بقيت مبعثرة بين أنصار الرؤية العيانية والداعين إلى الرؤية الفلكية أو المعتمدين على الحسابات الفلكية·
ورحب سمو الشيخ منصور بن زايد بالمشاركين جميعا على أرض الإمارات بلدهم العربي الثاني، متمنيا لهم طيب الإقامة وأن يكون هذا المؤتمر خطوة طيبة على مسار الحوار الإسلامي النافع والمفيد، وأن يخرج بتوصيات تدعم هذا الحوار وتؤدي إلى تقريب وجهات النظر في الموضوعات التي يتناولها·
وأعرب عن أمله في أن يضيف هذا المؤتمر دعما مهما إلى الجهود المبذولة في هذا المجال من المجامع الفقهية الإسلامية من خلال رؤى جديدة أو أفكار مهمة يمكن أن تسهم في تعزيز وتقريب وجهات النظر المختلفة واعتماد منهجيات علمية موضوعية جامعة·
وبارك سموه في ختام كلمته أعمال المؤتمر، موجها الشكر لجميع الذين ساهموا في تنظيمه، داعيا الله أن يوفقهم إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين·
وألقى المهندس خلفان سلطان النعيمي رئيس جمعية الإمارات للفلك رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر، كلمة أكد فيها أن اجتماع هذه الكوكبة من العلماء المختصين من مختلف أنحاء العالم في علم الفلك في المؤتمر إنما يهدف إلى مناقشة أهم المواضيع التي تختص بحياة الإنسان المسلم في ربط علمي بين الحسابات الفلكية العلمية الدقيقة وكيفية الاستفادة منها لوضع التقاويم الهجرية وتحديد مواعيد الصلاة واتجاه القبلة ونشر الوعي العلمي في المجتمع·
وأشار إلى أن ما وصل إليه العلم الحديث من اكتشافات مذهلة تفتخر بها الإنسانية من الرحلات الفضائية للمركبات التي تجوب الفضاء لاكتشاف الجديد والأبحاث والدراسات والبرامج الإلكترونية المتطورة التي أصبحت تزود الإنسانية بكل معلومة يحتاجها أي باحث كل ذلك مجتمعا يحث الجميع على بذل المزيد من الجهد في البحث العلمي للمشاركة في بناء هذه الأمة·
وبعد ذلك بدأت جلسات المؤتمر الذي يناقش نحو 56 بحثا علميا تتعلق بقضايا الهلال والتقويم الهجري ومواقيت الصلاة والمراصد الاسلامية والثقافة الفلكية والمشروع الاسلامي لرصد الأهلة وإمكانية إصدار مجلة فلكية·
ومن جهته ثمن الدكتور عبد الله الريس مدير عام مركز الوثائق والبحوث توجيهات سمو الشيخ منصور التي تفتح المجال أمام مثل هذه الفعاليات العلمية التي تتيح للأجيال الجديدة التعرف على الإرث الحضاري، وبما يعمق الاحساس بالهوية الوطنية ويعزز الولاء والانتماء، لافتا أيضا إلى سياسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ''رحمه الله '' في هذا الاتجاه، حيث تعود المركز على المساهمة في كثير من الفعاليات والأنشطة العلمية والبحثية·
وأكد أن نجاح المركز في نشر رسالته إنما يتم بفضل الدعم الكبير من القيادة الحكيمة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيرا إلى أن توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ستبقى نبراسا للمركز في تحقيق أهدافه النبيلة في توثيق الماضي وتسجيل الحاضر ورسم المستقبل·
عدد اليوم
