شهيد وجريحان باعتداءات إسرائيلية في الضفة وغزة

أسفرت اعتداءات إسرائيلية جديدة عن استشهاد فلسطيني وجرح اثنين آخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 25 فلسطينياً ومتضامناً إسرائيلياً في الضفة وتل أبيب. واتهمت السلطة الوطنية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بالسعي إلى تدمير أي أمل في عملية السلام بعد استشهاد فلسطينيَين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي وغازها السام خلال يومين. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد الشاب أحمد محمود محمد مسلماني دراغمة (21 عاماً)، من بلدة طوباس، بعدما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه أمس في حاجز الحمرا العسكري الإسرائيلي في منطقة الأغوار شرق نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، حيث أصيب برصاصات في الصدر واليد الفخذ وتُوفي على الفور. وذكر شهود عيان فلسطينيون أن دراغمة حاول اجتياز الحاجز العسكري راجلاً وبيده علبة مشروبات غازية، فمر بالقرب من جندية صرخت في وجهه وشرعت في إطلاق النار ثم أمطره جنديان بوابل من الرصاص. وقال الشاهد الطبيب حاتم فروخ “كنت واقفاً على الجهة الشرقية من الحاجز انتظر الحافلة وسمعت صراخاً فالتفت، فوجدت شاباً يرفع يديه والجنود يطلقون النار عليه من مسافة 3 أمتار فقط”. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي “إن الشاب دخل إلى ممر غير مسموح له بالسير فيه عند نقطة تفتيش وادي الأردن شرق نابلس وهو يحمل زجاجة مكسورة ولم يستجب لأوامر الجنود له بالتوقف، فاعتقدوا أنهم يعتزم مهاجمتهم بالزجاجة وأطلقوا عليه الرصاص”. وأضافت أن مقتل الشهيد يأتي غداة حادث وقع الليلة قبل الماضية حيث “حاول فلسطيني طعن جنديتين إسرائيليتين بسكين جنوبي القدس”. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الليلة قبل الماضية فلسطينياً حاول طعن مجندتين قرب موقع عسكري في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه في تصريح صحفي “إن مقتل فلسطينية وفلسطيني يومي السبت والأحد “يدل على أن هدف مسلسل الاعتداءات الاسرائيلية هو قتل ما تبقى من أمل في عملية السلام”. وأضاف “مطلوب من الإدارة الاميركية والمجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف خطورة انعكاس هذا التصعيد الاسرائيلي على منطقة الشرق الأوسط باسرها”. وأدان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أيضا مقتل دراغمة. وقال في تصريح صحفي “هذا مسلسل إجرامي إسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني ويؤكد مطلبنا بضرورة تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في زمن الحرب على الشعب الفلسطيني الأعزل في زمن الحرب”. ونظم نحو 200 شخص مساء أمس الأول تظاهرة أمام مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية في تل أبيب، احتجاجاً على مقتل فلسطينية بالغاز السام المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال على متظاهرين في قرية بلعين قُرب رام الله يوم الجمعة الماضي. وهتف المتظاهرون “يهود وعرب ضد العنصرية” وحملوا صورا للشهيدة جواهر أبو رحمة كتبوا عليها عبارة “قتلتها إسرائيل” وتم اعتقال 10 منهم. كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 11 ناشطاً من المتضامنين مع الفلسطينيين شاركوا في تظاهرة مماثلة قبالة منزل السفير الأميركي لدى إسرائيل جيمس كونينجهام في هرتسليا شمال تل أبيب صباح أمس. ووصف المتحدث باسمها ميكي روزنفيلد التظاهرة بأنها من أعمال الشغب، قائلاً إن المحتجين ألقوا زجاجات فارغة للغاز المسيل للدموع. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصدر أمني فلسطيني أن عدة دوريات لقوات الاحتلال اقتحمت قرية المنية جنوبي الضفة الغربية وشنت حملة تفتيش في منازل الأهالي أسفرت عن اعتقال الفتية محمد علي كوازبة (15 عاماً) ومحمد جمال كوازبة (16 عاماً) ومحمد رائد العروج (14 عاماً). من جهة أُخرى، ذكر المتحدث بسم خدمات الإسعاف والطوارئ الطبية في قطاع غزة أدهم أبو سلمية وشهود عيان أن طائرة حربية إسرائيلية أطلقت صواريخ على موقع لحركة “حماس” في بلدة جباليا شمالي قطاع، مما أسفر عن إصابة مدني بجروح طفيفة طفيفة وإلحاق أضرار مادية كبيرة بالموقع وعدد من المنازل المجاورة. كما قصفت منزلاً مهجوراً قُرب مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع، مما أسفر عن إصابة مدني آخر بجروح في الرأس. وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه تم قصف “مركز لنشاط حماس الإرهابي في شمال غزة ومنشأة لتصنيع الأسلحة في وسط غزة”، رداً على إطلاق صواريخ فلسطينية من قطاع غزة على مواقع عسكرية إسرائيلية ومستوطنات يهودية قُرب القطاع الليلة قبل الماضية. وأضاف أن قذيفة هاون أُطلقت صباح أمس من قطاع غزة سقطت على أرض خالية في مجمع مستوطنات “أشكول” في النقب الغربي جنوبي فلسطين المحتلة. وأعلن جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي “شين بيت” أن عملاءه اعتقلوا في شهر نوفمبر الماضي 5 فلسطينيين مقدسيين من ناشطي “حماس” بشبهة أنهم خططوا لإطلاق صاروخ على ملعب كرة القدم الرئيسي في القدس الغربية أثناء إقامة مباراة عليه، رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008 ومطلع عام 2009. وأوضح في بيان أصدره في القدس المحتلة أنه تم اعتقال الشابين موسى حمادة وباسم عمري واعترفا بانتمائهما إلى الجناح العسكري للحركة “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، كما تم اعتقال 3 شركاء محتملين لهما.