الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العربيات يرفعن شعار "لا في وجه "مراتي مدير عام"

العربيات يرفعن شعار "لا في وجه "مراتي مدير عام"
20 سبتمبر 2011 16:25
رغم عدم معارضة كثير من الأزواج لعمل زوجاتهم، ولطموحها الوظيفي، إلا أن الأمر قد ينقلب رأساً على عقب في حال صارت زوجتك وأم أولأدك هي مديرة في العمل أيضاً، عندها قد تتحول الحياة إلى لعبة القط والفأر ما بين المنزل والعمل. وفي النهاية فإن غالبية الزوجات العربيات يرفضن تكرار سيناريو فيلم "مراتي مدير عام" الشهير.. وفي هذا الصدد، رفضت مها عبد الهادي، موظفة أردنية، أن تصبح في يوم من الأيام مديرة لزوجها. ورغم أن كلاهما يعمل في نفس المجال، وهو مجال العقارات، إلا أن فكرة تحول الزوج إلى مرؤس في العمل فكرة تتنافى مع العادات الشرقية، على حد قول مها، التي ترى أنها وإن تحققت سوف تعصف بحياتها الزوجية، فالرجل لا يحب تلقي تعليمات من زوجته فما بالك إذا كانت الزوجة هي المديرة ايضاً. وتعترف فتحية عيسى، إمارتية تعمل موظفة بأحد البنوك، بأن الرجل الشرقي صعب عليه أن يتقبل نجاح زوجته في العمل إلى الحد الذي يجعله يتقبلها مديرة عليه تأمر وتنهي، وبالمثل فالزوجة تفضل الابتعاد عن المشكلات التي ستظهر إذا صارت مديرة. وتؤكد فتحية أن هناك بعض الرجال لازالوا يرفضون فكرة عمل المرأة.. فكيف لهؤلاء أن يتقبلوا نجاح المرأة؟، رغم أنها قد تكون أقدر وأكثر اجتهاداً من كثير من الرجال من وجهة نظرها. وترى فتحية أن مجتمعاتنا الشرقية لديها ارث طويل من الذكورية أمامه عشرات السنوات كي ينتهي. لكنها في نفس الوقت لا تتخيل أن تكون مديرة على زوجها الذي يعمل في إحدى شركات الهواتف المحمولة ليس فقط لاختلاف طبيعة العمل، ولكن حفاظاً على مشاعر الزوج الذي يحب دائماً القيام بدور القائد الأول والاخير. وتستبعد نهال سعيد، مدرسة مصرية، فكرة أن تصبح مدير على زوجها ليس فقط لأن عملهما مختلف تماماً، حيث أن زوجها يعمل في مجال التسويق. وتشير إلى أن المشكله تكون لدى الزوج الذي لايتقبل أن تكون زوجته وأم اولاده هي مديرته، وهو ما سيعتبره تشويهاً لمظهره العام أمام الزملاء في العمل. كما أن مشكلات العمل ستنعكس بشكل مباشر على حياتهما الزوجية في المنزل. لكن إذا عكسنا الوضع وصار الرجل هو المدير، فالأمر سيصبح عادي لأن تقاليدنا الاجتماعية لاتستنكر ذلك. وقال سامي مصطفى، مترجم مغربي، إن مشكلات العمل تنعكس على حياة الزوجين يجعل من فكرة المرأة المديرة فكرة مدمرة للحياة الزوجية. ويعترف سامي أنه لولا الضغوط المادية ما كان سيسمح لزوجته بالعمل من الأساس، لأنه يعتبر المنزل والأبناء هم عمل المرأة الأساسي. أما معاذ عبد الكريم، محاسب مصري، فلا يجد غضاضة في أن تصبح زوجته مديرة عليه، ويؤكد أن رفض الرجل لذلك الأمر وعدم استيعابه له قد يكون بسبب ضعف في ثقته بنفسه ليس أكثر. ويوضح أنه كان رافضاً أن تصبح زوجته ربة منزل فقط لكنها هي التي أختارت ذلك من أجل تربية الأبناء، رغم أنها كانت زميلة دراسة له في كلية التجارة وكانت أكثر تفوقاً منه، على حد قوله. وتوضح د. نوارة مسعد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الرجل الشرقي عموماً مهما اختلفت ثقافته ومستواه التعليمي والاجتماعي، فإن هناك ارث طويل من العادات والتقاليد البالية لازال يحملها على عاتقه ولا يشأ الخروج عنها ومنها وضع المرأة في العمل وطموحها في حياتها العملية. وتؤكد أن هناك نسبة من الرجال إذا سألتهم عن عمل المرأة وتفوقها ستجد منهم كلاماً جميلاً معسولاً، لكن الحقيقة أنه إذا وضع فى خيار ان تتفوق عليه زوجته وتصير رئيسة له في العمل فإن الوضع سيختلف بمقدار 360 درجة، خاصة فيما يتعلق بالوضع الاجتماعي للرجل داخل محيط عمله أو بين اقربائه" برستيج الرجل"، الأمر الذي يجعل هذا الوضع في مجتمعتنا الشرقية إن لم يكن مستحيلاً فهو نادراً للغاية. وتشير وارة إلى أن البعض قد يفسر الموقف من منظور ديني خاطيء على أساس القوامة أو غيرها، لكن الوضع لايعدو كونه تقاليد اجتماعية ليس أكثر ويتم الزج بها في اسم الدين حتى يتم تدعيم الفكرة. ولا تنكر أن المرأة قد تساهم في ترسيخ مثل هذه الافكار، حيث أنها شخصياً تعرضت لتجربة إحدى صديقاتها الطبيبات والتي تركت عملها في نفس المستشفى الذي كان يعمل به زوجها لا لشيء سوى انها حصلت على ترقية رئيسة قسم فى حين كان زوجها لايزال طبيباً صغيراً من منطلق درء المشكلات التي قد تنعكس على حياتهما الزوجية، ومنعاً للايذاء النفسي الذى ربما يصيب زوجها جراء هذا الموقف. وتتساءل نوارة هل المشكلات التى يخشى البعض أن تنعكس على حياتهم لن تتواجد في حين صار الرجل هو المدير على اعتبار أن ذلك هو الوضع الطبيعي؟. وتجيب بالطبع لا فالموقف واحد لكن العادات والتقاليد لازالت حائلاً امام الطرفين لقبول فكرة الزوجة المديرة ليس أكثر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©