الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشاركة متميزة للإمارات خلال قمة القادة لتغيّر المناخ

مشاركة متميزة للإمارات خلال قمة القادة لتغيّر المناخ
2 أكتوبر 2014 23:21
شهدت مشاركة الإمارات خلال أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 سبتمبر الماضي زخماً متميزاً من خلال قمة القادة لتغيّر المناخ محققةً نتائج إيجابية على كافة المستويات، حيث جددت الدولة موقفها الواضح حول أهمية تضافر الجهود للتصدي لتداعيات تلك الظاهرة، وأكدت أن تنويع مصادر الطاقة وزيادة حصة مشاريع الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة توليد واستخدام الطاقة هي من أهم سبل الحد من تداعيات تغير المناخ. ومن موقعها الريادي في مجال الاستثمار بقطاع الطاقة المتجددة، أعلنت الإمارات خلال منتدى القطاع الخاص، الذي انعقد بالتزامن مع مؤتمر «القادة لتغير المناخ»، عن شراكتها الاستراتيجية في مشروعين رائدين لدعم الطاقة المتجددة، حيث شهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، الإعلان عن استضافة أبوظبي لبداية وختام أول رحلة طيران حول العالم باستخدام طائرة عاملة بالطاقة الشمسية، وذلك بحضور ديدييه بورخالتر، رئيس الاتحاد السويسري، ومعالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة «مصدر»، وبيرتراند بيكارد وأندريه بورسبيرج، الطيارَين المؤسِّسَين لمشروع التحليق حول العالم بطائرة «سولار إمبلس 2»، كما شهد المنتدى الإعلان عن تطوير محطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة. وسلطت مشاركة الدولة في قمة القادة لتغير المناخ الضوء على خبرات الإمارات الكبيرة وإنجازاتها في قطاع الطاقة المتجددة وسجلها الحافل من المبادرات الرائدة المتمثلة بتقديمِ حلول عملية تسهم في الحد من تداعيات ظاهرة تغيّر المناخ على مستوى عالمي، وفي ذات الوقت توفير فرص اقتصادية واجتماعية محلياً وفي عدد من الدول حول العالم من خلال دعمها لمشاريع الطاقة النظيفة. وجاءت هذه المشاركة المتميزة للإمارات عقب استضافة أبوظبي للاجتماع الوزاري رفيع المستوى بشأن تغيّر المناخ في مايو الماضي، والذي تم بالتعاون مع الأمم المتحدة وحظي باهتمام دولي واسع ومهد الطريق أمام الدول المشاركة لاتخاذ إجراءات ومبادرات عمليّة للحد من تداعيات ظاهرة تغير المناخ. وقد أكد هذا الاجتماع على ثقة العالم في الدور الهام للإمارات وجهودها الهادفة إلى التصدي لأحد أكبر التحديات التي تواجه الانسان على صعيد تأمين مصادر الطاقة النظيفة وتحقيق التنمية المستدامة ودعم النمو الاقتصادي، مع الحد في الوقت ذاته من تداعيات تغير المناخ التي تؤثر على مستقبل الأجيال المقبلة.   وفي كلمته خلال قمة القادة لتغيّر المناخ، أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة، المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغيّر المناخ، أن الإمارات كانت أولَ دولةٍ في منطقة الشرق الأوسط تبادر إلى اتخاذ خطوات عملية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة وتنويع مصادر الطاقة. كما وظفت دولة الإمارات استثمارات هامة لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الدولة ومختلف أنحاء العالم. وجدد التأكيد في كلمته على أن الطاقة المتجددة هي أحد الحلول الرئيسة لمواجهة ظاهرة تغيّر المناخ، وأنه ينبغي على كافة الدول تعزيز جهودها لنشر مشاريع وحلول الطاقة المتجددة. وقال: «لقد قدمت دولة الإمارات ما يزيد على 500 مليون دولار على شكل تمويل مُيَسَّر لمشاريع الطاقة المتجددة في البلدان النامية». وإلى جانب ذلك، أشار الجابر إلى استضافة الإمارات للمقر الرئيسي الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) وما يمثله ذلك من وضع الدولة في قلب الحوار العالمي المتعلق بتعزيز انتشار حلول ومشاريع الطاقة المتجددة. كما أشاد بالدور الذي يقوم به صندوق أبوظبي للتنمية في تعزيز انتشار واستخدام تقنيات الطاقة النظيفة من خلال برامجه التنموية. واستثمرت الإمارات نحو ملياري دولار لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة داخل الدولة وخارجها، حيث تزيد الطاقة الإنتاجية المجمّعة لما تم إنجازه من هذه المشاريع على 1 جيجا واط. وشدد الجابر على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للعمل معاً واستثمار الزخم القوي الذي شهدته قمة القادة لتغيّر المناخ، مشيراً إلى أن الإمارات العربية المتحدة ستواصل مساعيها للمساعدة في تطوير وإطلاق وتنفيذ مبادرات عملية من شأنها أن تترك أثراً إيجابياً ملموساً في مختلف جهود التصدي لتغيّر المناخ والنهوض بقطاع الطاقة المتجددة. مشاريع ومبادرات جديدة وأعطى الإعلان عن مشروع «دادجون» واستضافة انطلاق وختام أول رحلة حول العالم باستخدام طائرة عاملة بالطاقة الشمسية أهمية خاصة لمشاركة الإمارات في قمة القادة لتغيّر المناخ، حيث أكد الحدثان على مكانة الدولة المهمة كلاعب أساسي في السياسات والجهود العالمية الرامية إلى دعم وتعزيز انتشار مشاريع وحلول الطاقة المتجددة  ضمن مزيج متنوع لمصادر الطاقة وبالتالي، المساهمة في مواجهة تداعيات تغيّر المناخ. مشروع محطة «دادجون» في المملكة المتحدة يعد مشروع إنشاء محطة «دادجون»، على سواحل مقاطعة «نورفوك» في شرق إنجلترا، ثاني أكبر مشروع لطاقة الرياح البحرية تساهم به دولة الامارات في المملكة المتحدة من خلال «مصدر»، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، التي استحوذت على حصة 35% من مشروع المحطة التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 402 ميجاواط. وستزود محطة «دادجون» عند اكتمالها 410 آلاف منزلاً بالطاقة المتجددة في المملكة المتحدة، مساهمة بذلك في تفادي إطلاق 893 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومن المخطط إنجاز هذا المشروع في عام 2017. أبوظبي تستضيف أول رحلة حول العالم لطائرة تعمل بالطاقة الشمسية. «سولار إمبلس» كما جرى على هامش القمة الإعلان عن اختيار أبوظبي لاستضافة أول رحلة حول العالم لطائرة تعمل بالطاقة الشمسية، الأمر الذي يؤكد التزام دولة الإمارات بتطوير قطاع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، والدور الذي تضطلع به «مصدر» في هذه الجهود بصفتها الشريك المضيف لمشروع «سولار إمبلس». ويسلط وجود الطائرة في دولة الإمارات الضوء على الدور الفاعل الذي تقوم به الدولة كمركز عالمي رئيسي للطاقة التقليدية والمتجددة، وكذلك على جهودها لدعم الابتكار من أجل تسخير الطاقة النظيفة لإيجاد حلول عملية تلبي احتياجات الناس بأقل أثر ممكن على البيئة. كما ستعمل أبوظبي من خلال استضافتها لمشروع «سولار إمبلس» على تمكين العقول الشابة من الاطلاع على أحدث التطورات في علوم الطيران واستخدامات الطاقة المتجددة، حيث سيرافق الحدث تنظيم ورش عمل وفعاليات وزيارات للطلاب والجمهور لتعريفهم على التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في الطائرة وتحفيزهم على التفكير الإبداعي في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة، وكيفية استخدامها لتحقيق طموح التحليق حول العالم بالاعتماد على الطاقة المتجددة. ويتزامن وصول الطائرة إلى الإمارات مع انطلاق فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يتضمن القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه، مما يؤكد على مساعيها لاستقطاب الفعاليات الرامية إلى رفع مستوى الوعي بالحاجة إلى استخدام الطاقة النظيفة وضرورة الحد من انبعاثات الغازات الضارة إلى الغلاف الجوي. الخطوات المقبلة ومع ختام أعمال قمة القادة لتغير المناخ، يتطلع العالم إلى الاجتماعات المقبلة لمؤتمر الأطراف المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لاسيما الاجتماع الحادي والعشرين الذي ستستضيفه باريس عام 2015، حيث يجري العمل على التوصل إلى اتفاقية ملزمة قانوناً للتصدي لتداعيات تغير المناخ. وللنجاح في تحقيق هذا الهدف، من الضروري مواصلة التعاون وتحفيز الحوار الدولي، وسيقوم أسبوع أبوظبي للاستدامة بدور هام بهذا الصدد من خلال استضافة قادة الدول والرؤساء التنفيذيين للشركات وأهم الخبراء العالميين في مجموعة من المؤتمرات والفعاليات والندوات التي تناقش كيفية التوصل إلى حلول عملية تنجح في التصدي للتحديات وتحقق الأهداف المنشودة حفاظاً على مصلحة أجيال المستقبل. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©